دام برس :

عندما ترى العين المجّردة صورة جميلة تحكي قصّتها في كلّ مكان ولكل من تراه في طريقها .. فكيف إذا رأت الكاميرا لوحات وصور جميلة يخطّها شباب من الجامعة جمعهم هدفاً واحداً .. هؤلاء من رأوا في العمل التطوعي حبٌ وإخلاص و وفاء ولو بشيء قليل لجامعتهم التي تعلّموا ودرسوا بها .. جاءوا من مختلف الكليات، شباب فريق  النحلات الخضراء المتواضع بعدد شبابه الكبير برسالته .. هؤلاء من يتقنوا فن الرسم والألوان .. غايتهم ترك بصمة جميلة على جدران كلية الطب البشري بجامعة دمشق وهي بداية لغيرها من الكليات، معبرين من خلالها عن روح الانسان ممزوجة بألوان الطبيعة وعناصرها .. جميعها لا توصف، لنترك الصور تحكي عن نفسها.

وفي جولة لـكاميرا «دام برس» ما بين كليات الجامعة ألتقت بأعضاء الفريق، حيث تحدّث الطالب كنان اللطيف مدير العلاقات العامة عن تجربته في العمل التطوعي مؤكّداً على ضرورة تكريس هذه الثقافة لدى الشباب السوري أجمع وذلك من خلال العمل ضمن روح الفريق الواحد، لافتاً إلى أنّ فكرة العمل الذي يقومون به في كلية الطب البشري تندرج ضمن فقرة "عناية ملونة"، مجسّدين ذلك بارتداء زي الطبيب في غرفة العمليات، لما سيتركه من أثر عندهم ليكونوا على درجة عالية من المسؤولية كما هو الطبيب أمام مريضه.
ولفت اللطيف إلى أنّ الهدف من مشروعهم هو ترك بصمة في الجامعة لتبقى الصورة مرسومة بين الطلبة تعبّر عن محبّة وشكر وتقدير لهذه المدرسة التي تعلّموا بها ولربما تكون محفّزة لغيرهم على العمل التطوعي بألوان أخرى، مشيراً إلى أنّ هناك مشروع آخر سيتم العمل عليه وإطلاقه قريباً.

وذكر اللطيف أنّ العمل بدأ من خلال التنسيق مع الدكتور حمود حامد عميد كلية الطب البشري الذي كان متعاوناً بشكل كبير جداً معهم من خلال تأمين مستلزمات العمل من مواد ملونة وغيرها ومستودع خاص للأدوات المستخدمة ضمن الكلية، موجهاً الشكر لمدير الفريق الذي يعود الفضل الكبير له أيضاً.

ومن جانبه الشاب حسن الحسن طالب هندسة طاقة، قال لدام برس: " إنّ التواجد اليوم مع مجموعة من الشباب من أرادوا أن يقدّموا فكرة مرسومة على الجدران لتبقى أمام كل من يراها وخاصة من جيل الشباب وهي العمل التطوعي، وجدتها في فريق النحلات الخضر الذي يعمل كفريق واحد واليوم تم تخطيط الرسومات معبّرة عن روح الانسان الممزوج بألوان الطبيعة، فالعمل التطوعي مهم جداً وكل شيء مفيد، و مهما كان الاختصاص الفرصة متاحة لكل شاب يتقن الرسم أن يدخل معنا واليوم أي مجال يتطلب منك الاختلاط بأشخاص لا تعرفهم و لكن العمل ضمن فريق لهدف واحد يجمعنا هو سرّ تفاهمنا فغايتنا نشر المحبة والسلام والأمل في نفوس الناس وخاصة في ظل الحرب التي نعيشها اليوم.

وبدوره الشاب محمد حجازي يدرس  فنون جميلة قسم التصوير ، أكّد  أنّ تجربته  مهمة جداً بالنسبة له قائلاً: تم الالتحاق بهذا الفريق بشكل عفوي وصراحة لم يتم العمل مسبقاً لي في مجال العمل التطوعي ، ولكن يبقى عملنا اليوم كلياتنا جميعاً، ولن يكون هدفنا فقط كلية الطب البشري ولكن سنعمل على خطة عمل منظمة بالتنسيق مع الكليات لنقدّم ما نستطيع أن نفعله ، واليوم من خلال مؤسستكم أدعو جميع الشباب إلى العمل التطوعي وتقديم ك ما يمكن أن فعلوه.

واضاف زميله ابراهيم سعد طالب هندسة طاقة: "العمل التطوعي هو شيء أساسي ونقطة اجتماعنا ومحبة الريشة والألوان كلها من كونت منّا فريقاً لنرسم هذه اللوحات لجميلة على الجدران .. اليوم العمل التطوعي هو شكل من أشكال التعاون الاجتماعي وجو مرح حقيقة وخاصة أننا بين زملائنا.

يبقى العمل التطوعي رسالة يكتبها شبابه إلى كل من يرغب فيه .. فلا بد من نشر هذه الثقافة الجميلة التي نحن اليوم بأمس الحاجة لها، وخاصّة أننا في بلد أهلكته الحرب والدمار وما زال صامداً بقوّة جيشه وإرادة شبابه ورجاله. فثقافة التطوع ليست إلا عربون محبّة يقدّمها كل من يملك خبرة أو مهنة في مجال ما لهذا الوطن مهماً كانت.