دام برس – قصي المحمد:

أكّد الدكتور محمد عامر المارديني على أهمّية التحضيرات العلمية للمشاركة السورية في الأولمبياد العالمي للتميز والإبداع من خلال تدريب الفرق العلمية من الجانبين النظري والعملي باعتبار هناك المتحمسين منهم  للمشاركة وللحصول على مراتب دولية وعالمية باسم الجمهورية العربية السورية.

واضاف خلال الجولة التي  قام بها وزير التعليم العالي الدكتور محمد عامر المارديني ورئيس جامعة دمشق الدكتور محمد حسان الكردي لفعاليات الملتقى العلمي التحضيري الذي أطلقته الهيئة الوطنية للأولمبياد العلمي السوري في منتصف حزيران الجاري بدمشق بهدف تحضير فرق الأولمبياد  للمشاركة في المنافسات العالمية المتوقع انطلاقها في تموز المقبل، مبيناً أنّ تجارب سورية مع الأولمبياد العالمي ما زالت نسبية رغم تحقيقها العديد من الجوائز، وقال المارديني: "اليوم كإدارات نشعر بالتقصير أمام هؤلاء الطلاب ونسعى جاهدين إلى تحقيق الأفضل لهم من خلال الاستفادة من الكوادر التدريسية الموجودة لدعمهم ".

وأضاف المارديني، اليوم  نشعر بنتائج مبشّرة رغم سنوات الحرب الخمس التي قضت من عمر الأولمبياد السوري الذي انطلق منذ عشر سنوات .. وعندما نريد أن نتحدث عن التجارب العالمية نرى أنّنا لم نفعل شيء، ولكن في ظل الظروف الحالية، ما وصلنا إليه وحققته سورية  يؤهلها للمرتبة الأولى نسبياً على المستوى العالمي بالمقارنة مع الإمكانيات المتاحة والمتوفرة لأبنائنا الطلبة".

ومن جانبه رئيس هيئة التميز والإبداع عماد العزب  أشار إلى تطور المستوى العلمي لطلاب الأولمبياد، مؤكّداً على الأمل الكبير بالنتائج المقبلة على المستوى العالمي، وأضاف العزب، إنّ هذا الملتقى العلمي المركزي بين الفرق هو تظاهرة علمية تنظم في كل عام وتعد من أبرز مراحل عمل الأولمبياد العلمي السوري على الصعيد المحلي".

وقال العزب: إنّ التدريب العلمي يسير ضمن برامج شاملة أعدتها اللجان العلمية المركزية للإحاطة بالمحاور العلمية التي تتضمنها اختبارات الأولمبياد العالمية ضمن مستويين، الأول خاص بأعضاء الفرق العلمية الوطنية التي ستمثل سورية في الأولمبيادات العالمية والثاني خاص ببقية أعضاء الفرق الوطنية الرديفة للفريق الأول، ومبيناً أنه خلال الأيام القلية القادمة ستشارك سورية من خلال فرقها الخمس على المستوى العالمي في الأولمبيادات العالمية  بعد أن حققت المزيد من النتائج، آملين  أن يرفرف علمنا بأهم المحافل العالمية لنثبت للعالم أنّ شباب سورية هم منفتحين ومتطورين يستطيعون أن  يواكبوا التطور العلمي على المستوى الدولي".

ومن جانبه الدكتور فرقد رمضاني استاذ في كلية العلوم جامعة دمشق تحدث عن  أهمية اعتماد أساليب حديثة للتعليم وبشكل خاص للطلاب الأولمبياد إذ لابد من نظام تعليمي يختلف من حيث المنطق والتفكير عن الطرق التقليدية المعروفة، فالأولمبياد الدولي والغرب اليوم لا يهمه الجواب |، بل كيف تفكر وتحضر للجواب، من منطلق تفكير  منطقي فيزيائي رياضي، فالأهم اليوم هو تغيير طريقة التفكير التقليدية للطلاب إلى أخرى حديثة ودولية معتمدة في الأولمبيادات ليصل الطالب إلى درجة وصفه بالباحث".

الدكتورة غالية ابو الشامات كلية العلوم - أوضحت الدور المهم الذي يقوم به الأساتذة من خلال التحضير ودعم  مهارات الطلبة وتعزيز  قدراتهم ليتمكّنوا من المشاركة على المستوى العالمي، وأضافت، وزارة التعليم العالي وجامعة دمشق قدّمت كل التسهيلات لإنجاح هذا الملتقى من خلال توفير كل مستلزمات المخابر والمواد المطلوبة، وختمت متأملة خيراً بهؤلاء الطلاب لما يملكون من تميز كبير ملموس لديهم عن طلاب الجامعات ولما يملكون من شقف للتعلم".

التقت دام برس مع عدد من المشاركين حيث أكّدوا على أهمّية المرحلة التي وصلوا لها، وبشكل خاص من سيمثلون سورية في الخارج، معبرين عن أملهم بالفوز أمام كل دول العالم رافعين علم بلدهم رغم كل الظروف التي تمر بها سورية .
نور عوض - اللاذقية اختصاص كيمياء: تقدّمت بالشكر الكبير لوزارة التعليم العالي على هذا الاهتمام مشيرة إلى الفائدة الكبيرة التي حصلت عليها من خلال التجارب العملية التي تم تطبّيقها في المخابر مع زملائها".
وأضاف زميلها عبدو السلامة من حمص قائلاً: إنّ هدفي من المشاركة في الأولمبياد رفع اسم بلادي ومؤكدّين للعالم أجمع أنّ سورية بلد العلم مستمرة رغم كل الظروف".
و أنس العك من دمشق قال: منذ ما يقارب العشرة أيام  مجتمعين من كل المحافظات مع زملائنا في الفريق الوطني للتميز والإبداع نتبادل المعلومات ونقوم بإجراء التجارب من أجل رفع مستوى التعلم والخبرة لدينا لنخضع  لاختبار يحدد مستوى تحسّن كل طالب لنتمكن من المشاركة العالمية كمتميزين".
ويذكر أنّ هيئة التميز والإبداع أطلقت في الـ 14 من حزيران الماضي على مسرح مدرسة بنات الشهداء فعاليات الملتقى تحضيراً للمنافسات العالمية التي تقام في هونغ كونغ للرياضيات وسويسرا للفيزياء وجورجيا للكيمياء وروسيا للمعلوماتية وفيتنام لعلم الأحياء".

يشارك في هذا الملتقى العلمي  99 شاباً وشابّة من مختلف المحافظات من أوائل الأولمبياد العلمي السوري في السنوات الثلاث الأخيرة كونهم أعضاء الفرق العلمية السورية إضافة لمجموعة من طلاب وطالبات مدارس أبناء الشهداء ونخبة هؤلاء يمثلون سورية عالميا، ويتضمن الملتقى تدريبات نظرية وعملية في قاعات ومخابر كلية العلوم بجامعة دمشق وبإشراف اللجان العلمية المركزية في الأولمبياد إضافة لنشاطات ترفيهية من خلال برنامج متنوع من الأنشطة الثقافية والرياضية.