Logo Dampress

آخر تحديث : السبت 20 نيسان 2024   الساعة 12:35:07
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
البرازيل وبوليفيا والاعتراف بدولة فلسطين ... العرب بماذا سيعترفون ؟؟؟ بقلم : يوسف كامل الرفاعي

لعل أول ما يتبادر الى الأذهان عند الحديث عن دولة فلسطين حالياً هو الحديث عن تلك الدول التي سارعت الى الاعتراف بدولة فلسطين في اميركا اللاتينية مثل البرازيل وبوليفيا التي اعترفت بها رسمياً وغيرها. إنه موقف شجاع يستحق الوقوف عنده وشكر اؤلئك الذين يقفون خلفه ، وذلك في الوقت الذي تتردد به بعض الدول العربية بالاعتراف بدولة فلسطين. وهناك دول تعتزم الاعتراف بفلسطين مثل الباراغوي
بداية ما هي الحسنات التي يمكن أن يجنيها العرب من الاعتراف بدولة فلسطين على كافة المستويات وعلى رأسها على المستوى الوطني الفلسطيني والعربي والاقليمي والدولي؟
أولاً وقبل كل شيء المهم هو الاعتراف بالدولة الفلسطينية ولو على بضع كيلومترات مربعة لان الاعتراف بالمقام الاول يعني رفع علم دولة فلسطين في كافة الارجاء وفي كل البلدان التي تعترف بها ، مما يعني الارتقاء بالقضية ليشمل كافة المستويات دفعة واحدة هذا من جهة ، وحفظ حقوق كافة المواطنين الفلسطينين في تلك البلدان من جهة أخرى ، مما يمنحم الشريعة في كل مكان يتواجدون به كعرب فلسطينيين وليس كفلسطيني اردني أو مصري أو غير ذلك. وفي الوقت ذاته لا يعني التخلي عن باقي الأراضي المحتلة كما سنرى بالنهاية.
السؤل الذي يطرح نفسه هنا ماذا عن المساحة التي ستُقام عليها الدولة الفلسطينية سواءً أكانت ضمن حدود الرابع من حزيران عام 1967 أو غير ذلك؟ لعل الاجابة وبكل بساطة تكمن في أن أي اعتراف وعلى أي مساحة سواءً اكان ذلك بإرادة المسؤلين الاسرائليين أو بدونها سيكون بمثابة القاعدة التي ستُبنى عليها الدولة الفلسطينية وبالمفهوم الذي يعنية دولة وتكون بمثابة موطيء قدم هامة للانطلاق نحو المستقبل. ومما يدعم صواب تلك الفكرة أن اسرائيل بادرت بارسال كبار المسؤلين الى بعض دول العالم كي تَعرض وجهة نظرها المعارضة للاعتراف بدولة فلسطين. المهم الآن هو أن تُبادر الدول التي لم تفتتح سفارات لدولة فلسطين أن تفعل ذلك وحتى تلك التي لم تعترف بتلك الدولة عليها المبادرة بالاعترااف رسمياً وهذا بدوره سيعزز من دور الدبلوماسية وسيترك لها الخَيار مرة اخرى لأن تثبت نفسها.
رب قائل يقول إن الفلسطينيين أنفسهم ليسوا على وفاق فهناك السلطة وهناك حماس ولكل حكومة ، احداها مُقالة ، وفي كثير من الأحيان يتبادلون الاتهامات وغير ذلك. إن الحقيقة التي لا مفر منها هنا هي ان هذا الوضع يعكس تشرذم الموقف الرسمي العربي عموماً فهناك المؤيد لاقامة الدولة ولو على حدود مؤقته والبعض الآخر يريد كل شيء أو لا شيء ...الخ. إن الخروج من كل هذه الأزمة الداخلية يكون بالاعتراف بدولة فلسطينية على أن تكون نقطة البدء من خارج السلطة وحماس معاً أو منفردين.
إن نظرة موضوعية لواقع الحال في الوطن العربي تشير الى عدم وجود أي امكانية لتحرير فلسطين أو جزء منها عسكرياً لأن النظام العربي الرسمي عاجز والى حد بعيد الى القيام بمبادرة تكون نتيجتها موقف يَحسب له العدو حساباً ، بل وفي كثير من الأحيان يعجز بعضها عن التلويح باستخدام ما لدية من قدرات للمناورة ولو بالكلام وليس بالسلاح. وعلى سبيل المثال يعرف الجميع بان لبعض الدول العربية علاقات مع اسرائيل بشكل أو بآخر وعندما شنت اسرائل حربها على غزة عامي 2008 و2009 لم تجرؤ تلك الانظمة حتى لان تلوح بقطع علاقات دبلوماسية أو الغاء معاهدة أو ما الى ذلك مما يعني أنها وصلت الى حالة شبة ميؤس منها في هذه المسألة. واذا ذهبنا لأبعد من ذلك ربما نجد الاسوأ.....الخ.
وأخيراً إذا عُدنا الى ما يسمى يالمفاوضات والرعاية الاميريكية لها السؤال هنا ألم يشبع البعض منها منذ مؤتمر مدريد وحتى الآن؟ وماذا حققت لهم على أرض الواقع إلا خيبة الأمل والانفاق على المزيد من المفاوضات وطحن الهواء. وإذا توقفنا عند الرعاية الاميريكية يكفي أن نلقي نظرة على ما جاء في في موقع ويكليكس مطلع هذا الشهر بأن " * ان العالم العربي بمشكلاته وشعبه ليسلا وببساطة على الرادار الاميريكي " مما يعزز فكرة أن اميريكا لا ثبحث إلا عن مصالحها أينما وجدت. واذا كنا متفائلين كثيراً فان أي اتفاق مع اسرائيل وبمباركة أميركا لن يكون كتاباً مقدساً لا يمكن الغاؤة في الوقت المناسب وعند اتاحة الفرصة لذلك على المستويين العربي والدولي. 

يوسف كامل الرفاعي

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz