دام برس :

ما جرى يوم أمس في حمص تجاوز كل حدود المعقول وكل المعاني والكلمات وحتى اللغات لا يمكن أن تصف تلك الجريمة النكراء.

منذ بدء العدوان على سورية كان الأطفال هم الوقود الحقيقي لذلك العدوان لقد استهدفت المجموعات الإرهابية المسلحة ومن ورائها داعميها من دول إقليمية وعربية وغربية أطفال وطني لأن الهدف الحقيقي هو تشويه مستقبل سورية وإغراق المشهد السوري بدماء الأبرياء.

لقد حاول المسلحون المرتزقة أن ينالوا من صمود الشعب السوري عبر استهداف المواطن السوري بمختلف جوانب حياته ومحاصرته وقد تنوعت تلك الاستهدافات بين ما هو عسكري واقتصادي واجتماعي والهدف دائماً إسقاط ممانعة السوريين وإخضاعهم لرغبات أمراء النفط والغاز ومعهم حكام بني صهيون.

يعلم الجميع بأن سورية تخوض حرباً ضد الإرهاب الدولي المنظم ويعلم الجميع أيضاً أن سورية استطاعت أن تكسر شوكة الإرهاب وتقتلعه من جذوره في الكثير من المناطق وعلى امتداد المساحة الجغرافية السورية ويعلم الجميع أيضاً أنه رغم ويلات الحرب ما زال المواطن السوري صامداً صابراً مقاوماً مصمماً على النصر.

نحن السوريون لسنا بحاجة لمن يرفع لنا معنوياتنا بل نحن من نعطي العالم دروساً بالصمود ونحن من رفعنا صوتنا في وجه الإرهاب.

لقد توعد أحد أمراء الإرهاب في مملكة النفط بأن يعيد الجمهورية العربية السورية إلى العصر الحجري ولكنه نسي بأن سورية هي أرض الحضارة وأساس الأبجدية ومنها تعلم العالم معنى الرقي والتمدن والإنسانية.

من استهدف يوم أمس أطفال الوطن بعبوات الحقد الأعمى كان يود أن يدب الخوف في قلوب السوريين وبالتالي يمتنعوا عن ممارسة حياتهم ويحجبوا أنفسهم عن الحياة الاجتماعية اليومية.

من استهدف يوم أمس أطفال الوطن بمفخخات الغدر كان يود أن ينال مع مسيرة المصالحة الوطنية والتي أتت ضمن الحل الاجتماعي الداخلي.

من استهدف يوم أمس أطفال الوطن بمتفجرات الإجرام المنظم كان يوم أن يأتي يوم يجلس السوريون في منازلهم منتظرين مرتزقة الذبح والقتل.

من استهدف يوم أمس أطفال الوطن نسي بأن السوريين كطائر الفينيق قادرين على النهوض مجدداً وهم وحدهم أصحاب الأرض وأصحاب الحق وأصل القضية.