دام برس:

هل تعرفون معنى الرجولة وهل تعرفون معنى الشهامة وهل قرأتم عن الإيثار وهل تدركون معنى التضحية إن أردتم أن تروا كل تلك المعاني والصفات عليكم أن تنظروا إلى صورة شهداء مشفى الكندي في حلب.

مشفى الكندي ذلك الصرح العلمي الذي قدم الخدمات الطبية للمواطنين سوريين وعرب وأجانب تلك المشفى التي تحولت إلى هدف للمجموعات التكفيرية من مرتزقة آل سعود مع بدء العدوان على سورية.

حصار استمر لأكثر من عام وعدد من رجال الجيش العربي السوري بقوا صامدين ومع اشتداد الحرب على ذلك المحور اتخذت العصابات الإرهابية المسلحة باستهداف المشفى بعدد من السيارات المفخخة وعبر عمليات انتحارية تمت السيطرة على المشفى بعد انهيار المبنى الرئيسي.

لن أتحدث عن الوضع الميداني ولا عن التحركات العسكرية إلا أن من يود أن يعلم سر الانتصار السوري ليشاهد تلك الصورة التي جمعت عشرة من حماة الديار وقفوا صامدين في وجه مرتزقة آل سعود، عشرة من رجال الله وقفوا صامدين في وجه مخلوقات قذرة لا تفهم معنى الدين أو معنى الإنسانية.

كيف لنا أن لا نذرف الدموع ونحن نودع رجال لم يروا أبناءهم منذ أكثر من عام، كيف لنا أن لا نخشع ونحن في محراب رجال لم تراهم عائلاتهم إلى عبر صورة لهم وهم ينالون شرف الشهادة.

ما جرى في مشفى الكندي لم يعد مجرد عملية تفجير قام بها انغماسي ولم تعد المسألة مجرد عملية عسكرية بل تحولت إلى حالة صمود، رجالا أشداء آمنوا بوطنهم لم يسقطوا إلا بأطنان من المتفجرات الممولة خليجيا، رجال لم ينحنوا امام قتلتهم بل رفعوا رؤوسهم شامخين كنسور تعجز الكلمات أمام شجاعتكم ونبقى مقصرين في حق عائلاتكم وتبقون أنتم رمز العنفوان والكرامة.

في ختام كلامي أتوجه إلى كل سوري ما زال يعتقد بأن أتباع أبو جهل سيأتون بالحرية بالقول أما آن الأوان لطرد هؤلاء التكفيريين وإلى متى ستبقى تلك المجموعات تعيث فسادا في أرضنا وتقتل خيرة شبابنا.

نحن السوريون المقاومون أهل الكرامة والشهامة ونحن أصحاب القضية سنبقى صامدين خلف قيادة السيد الرئيس بشار الأسد وسنبقى في خندق واحد مع جيشنا الباسل وسيبقى علمنا مرفوعا خفاقا في سماء الوطن وسنحول قبور شهدائنا إلى مزارات مقدسة ومنارات لا تنطفئ .