دام برس:

إذا أردت أن تتمتع بالمصداقية والمهنية فعليك أولا أن تكون صادق مع نفسك وبالتالي صادق مع الآخرين وفي مهنة الصحافة لابد أن تكون على مقدار عال من الصدق والمهنية وأول خطوة على طريق الصدق والمهنية هي النقد البناء والنقد الذاتي أي أن تنتقد نفسك في حال الخطأ.

في واقعنا اليوم ومع اشتداد شراسة الحرب المفروضة على الجمهورية العربية السورية وعلى  محور المقاومة لابد لنا أن نكون دقيقين في تناقل الأخبار خصوصا الأخبار الميدانية قد يكون هدف البعض السبق الصحفي لكن الخبر الميداني لا يخضع لهذه القاعدة فالسبق الصحفي قد يأتي أحيانا على حساب قواتنا في أرض المعركة ومخطئ من يظن بأن المتآمرين لا يقرؤون ولا يدققون ولا يحللون المعلومة ليستفيدوا منها.

من جهة أخرى يأتي البعض ليترك جوهر القضية ويبحث في التفاصيل التي لا تخدم القضية وعلى سبيل المثال فمسألة خطف الراهبات هي قضية بحاجة لنوع مختلف من التعامل فمن خطف الراهبات ونقلهم كان يبحث عن ورقة للضغط على القيادة السياسية والعسكرية خصوصا بأن معركة القلمون تعتبر المعركة الفصل في ريف دمشق فبدلا من أن نعلق على ما تلبسه الراهبات علينا أن نرى ما وراء عملية الخطف وما هو تأثيرها على واقع المعركة وعلينا أن نتعامل مع خبر خطف الراهبات كخبر دولي وننشره بلغات متعددة لنقول للعالم أجمع بأن حربنا اليوم هي حرب ضد قوى الإرهاب العالمية المدعومة من دول عربية وغربية على حد سواء.

كثيرة هي الأمثلة والتي تحتاج منا إلى دراسة وعلى سبيل المثال أيضا بدأت بعض المصطلحات بالانتشار في الوسط الإعلامي والصحفي من حيث المبدأ تعتبر بأنها لغة مهنية ففرق كبير بين كلمة قتيل وكلمة شهيد وبين كلمة نظام وكلمة قيادة لن أطيل عليكم لكنني سأقول بأن اللغة الإعلامية تختلف باختلاف الموقف.

في سورية لا مكان للكلمات التي تحمل طابع طائفي ومن المعيب مثلا أن نقول أهل الساحل أو أهل حوران لأن هؤلاء كلهم سوريون وهناك سوريون يقفون مع جيشهم العربي السوري وقيادتهم السورية في وجه متآمرين وعملاء وخونة.

نحن لا نهاجم أحد أو ننتقد أحد بهدف المنافسة نحن نقوم بمحاولة لإيضاح الصورة لنقول للعالم بأسره بأن سورية قادرة على النصر.