دام برس:

حاولت أن افتتح مقالي المختصر هذا حول قضية تحرير المختطفين اللبنانيين بجملة فاحترت هل اكتب "شعب واحد في بلدين" أم أكتب "نحن قوم لا نترك أسرانا" في الحقيقة من تابع نبأ تحرير المخطوفين اللبنانيين يجد بأن شعب المقاومة مازال على العهد فالجمهور الذي احتشد يوم الثامن من آذار لتحية الجيش العربي السوري وشكر سورية لدعمها للمقاومة وحملوا صور السيد الرئيس بشار الأسد والأعلام السورية هو نفسه الجمهور الذي احتشد لاستقبال المحررين اللبنانيين التسعة وهم يحملون الأعلام السورية أيضا لم تكن مصادفة أن يظهر العلم السوري إلى جانب العلم اللبناني ورايات المقاومة بل هو نهج المقاومة الذي أعلن بأن زمن الهزائم قد ولى.

من قام بخطف اللبنانيين خطفهم على خلفية تأييدهم لسورية ودعمهم للمقاومة والهدف هو الضغط على القيادة السورية أولا وعلى قيادة المقاومة ثانيا وإحراجها أمام جمهورها وقاعدتها الشعبية ورغم عملية الخطف والمساومات استمر الجيش العربي السوري بتحقيق النصر وعادت القصير إلى حضن سورية بدعم من المقاومة الوطنية اللبنانية وتمضي الأيام ومعها تستمر حملات الابتزاز السياسي .

ومن الجدير ذكره أن المدعو سعد الحريري حاول استثمار عملية الخطف وفشل في لعب دور الفتى النبيل ولأن نهج المقاومة راسخ ولأنه قائد المقاومة هو الوعد الصادق كان تحرير المخطوفين بجهود من المقاومة وسورية قيادة وجيشا وهنا لن ندخل بتفاصيل عملية التفاوض لأن النتيجة هي أن العملية قد نجحت والمحررين عادوا إلى حضن عائلاتهم ولكن لابد لنا أن نهمس بأذن البعض أن من حرر سمير القنطار ورفاقه كان وما زال قادرا على تحرير أي أسير وفي أي أسر كان ولولا الجهود السورية الحثيثة والضغط لتسليم الطيارين التركيين لما تمت الصفقة.

منذ البداية كان الجميع يعلم بأن الحكومة التركية كانت متورطة بعملية الخطف كما هي متورطة بسفك دماء السوريين وتطورات الأحداث الميدان في مناطق ريف حلب عموما وإعزاز خصوصا هو ما سرع بعملية التبادل.

لسنا هنا بوارد التحليل السياسي إنما علينا أن نقول للتاريخ بأنه لو كانت الطائرة التي أقلت المخطوفين التسعة هي طائرة قطرية و كان المطار التي أقلعت منه الطائرة هو مطار اسطنبول فإن جمهور المقاومة يعلم من الصديق ومن العدو وشعب المقاومة هو حقيقة شعب واحد في بلدين ومحور المقاومة لابد أن ينتصر والأيام القادمة ستشهد تحرير كل المخطوفين وعلى رأسهم المطرانين والنصر لسورية ولحلفائها الشرفاء والخزي والعار لمحور الاعتلال العربي.