كتبت مي حميدوش

شهدنا يوم الأربعاء الماضي وصول اللجنة الوزارية العربية برئاسة دولة قطر والتي مثلها رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية. واستبشر الجميع بهذه الزيارة خيراً , علها تشكل صحوة لمن يغمض عينيه عمداً عن رؤية الحقيقة. فالتقت اللجنة السيد الرئيس بشار الأسد وقال السيد الرئيس للوفد العربي " أن الدم ما بصير مي " وذلك حسب المثل السوري كما والتقت اللجنة عدداً من المسؤولين السوريين في إطار جولتها في سورية , ثم كان بعد ذلك البيان الذي جمع السيد وزير الخارجية السوري وليد المعلم والسيد وزير الخارجية القطري رئيس اللجنة الشبه عربية لشرح نتائج الإجتماعات التي حصلت في دمشق وما أُتفق عليه. وأعلنوا بأنه سيكون هناك إجتماع آخر يوم الإثنين ولكن في الدوحة هذه المرة.
وهانحن اليوم في يوم الإثنين. اليوم الموعود الذي تحدثت عنه اللجنة الغير عربية والتعبير الأصح عن إسمها لجنة "مندوبي الناتو العرب" لجنة ناطقة باسم الناتو والصهيونية العالمية. فاللجنة التي أتت واتطلعت على الواقع ورأته بأُم عينها طُرح على لسانها كلام لم نكن نود سماعه يوم الجمعة الماضي مساءً , عندما طالبت بوقف العنف ضد المدنيين وكأن دماء أكثر من ألف شهيد من الجيش والقوى الأمنية دماء أشخاص سقطوا بنيران صديقة أو زملائهم أثناء القيام بواجبهم أو التدريب , ناسين وجود إرهابيين قاموا بهذه الأفعال الإجرامية , ونحن لا نلومهم إن لم يعترفوا بالمسلحين لأنهم هم من يقوموا بدعمهم وتوفير المعلومات وإيصال الرسائل الأمريكية الصهيونية لهم. واليوم الإثنين ونحن بانتظار البيان الذي سيُعلن من خلال الورقة التي لم تُعلن حتى الآن والسبب على ما يبدو أهمية الشروط التي وضعتها اللجنة بالنسبة لأمريكا والصهيونية والمتمثلة بوقف الأعمال العسكرية ضد ما سموهم بالمدنيين السلميين دون ذكر أي مسلح – انهاء أي مظهر من المظاهر المسلحة – إطلاق المعتقلين بمن فيهم من قاموا بالتظاهر الغير سلمي – السماح للإعلام بالدخول إلى سورية.
هذه الشروط إن قرأناها فنرى أنها شروط غير منطقية وإن صح التعبير فهي تعجيزية , وإن دلت فإنها تدل على مدى تعهد اللجنة الشبه عربية على تنفيذ ما طلبه منها الغرب والصهيونية وأمريكا. والأحرى بهذه اللجنة والمُترأسة من قطر أن تنفذ الشروط التي وضعتها على نفسها أولاً. فيجب على قطر أولاً أن تقطع إمداد المسلحين وتمويلهم من أجل إنهاء المظاهر المسلحة وإيقاف العمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش العربي السوري الهادفة لحماية المدنيين والأملاك العامة والخاصة. ثانياً: أن لا تُطالب بإطلاق المعتقلين الذين أعتقلوا مؤخراً نتيجة مشاركتهم بأعمال إجرامية وللتذكيرمن ظهرت براءته وعدم تورطه بأعمال إجرامية فقد أُخلي سبيله منذ اللحظات الأولى. ثالثاً: عندما طالبت اللجنة الشبه عربية بالسماح للإعلام بالدخول فيبدو أنها نسيت عدد وسائل الإعلام التي دعتها الحكومة السورية لزيارة الأماكن التي حدث فيها تخريب وقتل وذبح وقد تجاوز عدد الوسائل الإعلامية الثلاثين وسيلة إعلامية نقلوا الحقيقة كما هي في الواقع , وتفاجؤا من درجة التخريب والإجرام الذي يقوم به من تصفهم قطر وأعوانها بالسلميين. ولكن يبدو أن هدف اللجنة هو السماح لوسائل محددة بالدخول إلى سورية وهي الجزيرة التحريضية عميلة الموساد والسي أي إي, والعربية المُتصهينة من أجل أن يُفبركوا ويُزوروا الحقائق ويُدخلوا معهم السموم والحقد وبعض الدعم للمسلحين الإرهابيين في سورية. فياللأسف ان يتحول العرب بهذا الشكل الفاضح لسفراء دول استمرأت إستعمارنا وتقسيمنا ونهب ثرواتنا .

هذه المطالب نحن نعتقدأنها واجهة لمطالب غير معلنة وذات هدف مشبوه , فأين الجامعة العربية بما فيها قطر ورفاقها من قضية فلسطين واليمن وليبيا ؟ ولماذا سورية فقط دون سواها ؟

ومع ذلك يبقى ذلك من باب تحليلنا نحن الشعب السوري لقرارات وشروط تلك اللجنة , ويبقى القرار للقيادة السياسية التي تهتم بالشعب السوري جيداً والتاريخ يشهد على ذلك .