دام برس :

إذا أردنا أن نكون منصفين في عملنا الصحفي فعلينا أن ننقل صورة الواقع كما هو ونحاول أن نصف حقيقة ما يجري إن كان على الصعيد السياسي أو الاقتصادي أو حتى الاجتماعي، فعملنا يرتبط بالواقع وهذا الواقع قائم على مجالات عدة.

بعد أربعة أعوام من الحرب والصمود من حق المواطن السوري والذي يشكل العامل الرئيسي في النصر أن يعيش بشكل طبيعي رغم الحالة الاقتصادية أو الأمنية.

من حق هذا المواطن أن يمارس حياته بشكل طبيعي بعيدا عن الضغوط التي فرضتها عليها المجموعات الإرهابية المسلحة والمأمورة من دول الغرب.

وإذا أردنا أن نكون منصفين أيضا فمن حق هذا المواطن أن يبتعد قليلا عن أخبار الميدان وأخبار الاقتصاد ليتجه إلى جانب آخر قد يكون وسيلة للترفيه وهنا نتحدث عن مباريات كأس العالم.

فكرة القدم شاغلة بال معجبيها على امتداد المساحة الجغرافية للكرة الأرضية و مسابقة كأس العالم تشكل نقطة جذب رئيسية لشعوب الأرض ولطالما اختارت الدول الكبرى مناسبة كأس العالم لتمرير رسائل منها ما هو سياسي ومنها ما هو أمني وعسكري والتاريخ شاهد على مثل تلك الأحداث.

وإذا أردنا شاهد حي على صدق كلامنا نقول بأن الأحداث الأمنية الجارية في العراق قد تزامنت مع الاستعداد لانطلاق مونديال البرازيل.

وبعيدا عن الواقع السياسي والأمني نعود إلى المواطن السوري المتابع لهذه التظاهرة الرياضية العالمية ونؤكد أن من حق هذا المواطن أن يقوم بتشجيع فريق رياضي لدولة ما بعيدا عن موقفها السياسي ولكن هل يحق لنا أن نرفع علم تلك الدولة التي مولت المرتزقة لسفك الدم السوري، سؤال بحاجة إلى إجابة.

كيف يمكن أن يرفع مواطن سوري علم دولة مثل فرنسا على سبيل المثال وتلك الدولة قد ساهمت في العدوان على وطنه وهنا نحن لا نتحدث عن الشعوب بل عن الحكومات وعلم أي دولة يمثل حكومة وشعب تلك الدولة ومن باب أولى أن رفع أعلام الدول الصديقة التي وقفت إلى جانب قضيتنا والأهم من ذلك أن نرفع علمنا الذي ضحى لأجله كل مواطن.