دام برس:

بات من الواضح تلازم المصير السوري العراقي في ظل ما سمي الربيع العربي منذ بدء تلك المؤامرة كان الهدف واضحاً أولا ضرب محور المقاومة عبر استهداف ركيزته الرئيسية سورية , ثانياً ضرب العمق الاستراتيجي لمحور المقاومة عبر تفتيت العراق وتحويله إلى دويلات على أسس طائفية وعرقية و أثنية وبالتالي يتحول محور المقاومة والممانعة إلى مجرد تاريخ.

اليوم و بعد مرور عامين على تلك المؤامرة المفضوحة بات الجميع يعلم بأن ما سمي الربيع العربي ما هو إلا مؤامرة كبيرة على الأمة العربية تهدف إلى تفتيت المنطقة والهدف الحقيقي هو استنزاف الموارد العربية والحفاظ على أمن إسرائيل.

شرطي مشروع الشرق الأوسط الجديد اردوغان الحالم بإعلان الخلافة الاخوانية العثمانية أقام تحالفاً استراتيجياً مع تنظيم الإخوان المسلمين من أجل قلب أنظمة الحكم في العالم العربي ليتم بعدها إعلان دولة الخلافة وفقا لتصوراتهم الخاصة وحفاظا على عروش حكام الخليج ومن أجل ذلك تم تسخير كل الإمكانيات لضرب محور المقاومة إضافة إلى القضاء على مفهوم القومية العربية.

تحدثنا في مقالات سابقة وعبر تحليلات سياسية أنه لم تكن مصادفة مسألة تزامن الأعمال الإرهابية بين كل من العراق وسورية حتى أن المواطن البسيط بات يعلم أنه بمجرد سماعه لخبر تفجير في بلاد الرافدين لابد من أن يحدث تفجير في الشقيقة سورية.

ولأن سورية بقيت صامدة في وجه أعنف حرب وأشرس مؤامرة كان لابد من الانتقال إلى بلاد الرافدين التي تشكل عمقا استراتيجيا لسورية وتحت نفس الشعار بدأت نيران المؤامرة تشتعل في العراق وعلى الوتر الطائفي بدأ العزف , لكن شعب العراق العظيم قادر على الصمود في وجه الحرب الطائفية التي يروج لها أتباع الوهابية.

اليوم ووفق سياسة المحاور الجديدة كان لابد للعراق وسورية أن تقاتل في خندق واحد ضد المستعمرين الجدد والعمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش العراقي شكلت رسالة واضحة لكل من تورط في سفك الدم السوري والعراقي على حد سواء بأن أمن سورية من امن العراق وبأن العراق سيبقى ضمن محور المقاومة وبأن القومية العربية مسألة لا مساومة عليها يأتي الموقف العراقي الرسمي والشعبي في ظل تآمر ملك الأردن المعلن والنأي بالنفس اللبناني الذي تحول إلى خدعة يدفع السوريون ثمنها من دمائهم ناهيك عن الدور الخليجي وحكام الاخوان في باقي الدول العربية.

إن ما يتعرض له العراق هو مخطط خطير متعدد الجوانب، تديره جهات إقليمية في دول عدة، عبر مرتزقة آل سعود

إن ما يحصل من عمليات إرهابية في المدن العراقية تهدف إلى ضرب استقرار العراق وقوته والذي بات يشكل خطرا على محور الاعتلال العربي، وبالتالي فالهدف الحقيقي هو شطب دور العراق وتفكيك جيشه، ووحدة أراضيه ليبقى العراق ضعيفا لا تأثير له في الساحتين الاقليمية والدولية