دام برس:

لقد شكل محور المقاومة الذي تشكل برئاسة الجمهورية العربية السورية هاجسا يوميا لمحور الاعتلال العربي والذي يمثل الرجعية العربية الجديدة ومن أجل استكمال مشروع الشرق الأوسط الجديد كان لابد من ايجاد طريقة لضرب الأمة العربية بشكل جزئي لتكتمل حلقات المؤامرة وتوحيد كافة الجهود من اجل ضرب سورية ومن هنا جاءت فكرة ما يسمى الربيع العربي والتي تماثل إلى حد ما الثورات الملونة في العالم الغربي.

البداية كانت من تونس، حيث كانت حكاية الشرارة الأولى وهي إحراق «البوعزيزي»نفسه، بسبب صفعة شرطية تونسية له في مدينة سيدي بوزيد، وتبين لاحقا زيف هذه المعلومة، أو على الأقل تم التشكيك فيها بقوة، رغم عشرات بل مئات المقالات التي كتبت انطلاقا من صحة المعلومة، والتحليل النفسي والاجتماعي والسياسي وأغلب الظن أنأكثر هؤلاء لم يكلف نفسه عناء تصحيح روايته، بل قال ما قال ومضى.

من تونس إلى مصر مرورا في ليبيا انتقالا إلى اليمن استمر مسلسل الخريف العربيحيث توالت حلقات سقوط الأنظمة واستبدالها بأنظمة إخوانية تابعة لدويلة قطر حيث تحول قادة الثورات في هذه الدول إلى دمى بيد أمراء النفط والغاز ولاة تابعين للسلطان أردوغان.

يرى الباحثون بأن الدوحة وجدت فى الثورات العربية فرصة لتعزيز دورها الإقليمىفى المنطقة، واعتمدت فى تحقيق ذلك على عاملين أساسيين: أولهما قناة «الجزيرة»التى قدمت نموذجا جديدا للإعلام الإقليمى العربى الذى يهتم بقضايا الفسادوالمحسوبية والحريات فى الدول العربية، كما ساهمت بشكل كبير فى تغطية أحداث الثورات فى لبيبا وتونس ومصر. والعامل الثانى يتمثل فى دعمها للإخوان المسلمين ماديا ومعنويا فى تونس ومصر وسوريا، فضلا عن حركة المقاومة الإسلامية«حماس»، إذ ترى قطر فى قوة الإخوان، باعتبارها الحركة الأقدم والأكثر تنظيما فى المنطقة، وسيلة تحقق لها زيادة نفوذها فى المنطقة.

إلى سورية حيث كانت المحطة البرز في مؤامرة الربيع العربي والتي باتت معلومة للجميع فالحقيقة مثل الشمس لا يمكن حجبها ومن أجل ضرب سورية وتقسيمها ومع صمود الشعب السوري وعدم انجراره وراء الثورات المزعومة كان لابد من اللجوء إلى الحليف الرئيسي للولايات المتحدة الأمريكية والغرب ألا وهو تنظيم القاعدة  وبدأت مرحلة جديدة من مسيرة التكبير والتكفير حيث ذكرت العديد من التقارير الاستخبارية أن تنظيم القاعدة الإرهابية ازداد نفوذا في سوريا بعد أفول نجمه في العراق ولأنه تتعدد الأسماء والمضمون واحد تم تغيير اسم القاعدة وإطلاق اسم جبهة النصرة على كل العصابات المسلحة العاملة على الأراضي السورية حيث تم تأمين كافة أشكال الدعم وبشكل علني للعصابات المرتزقة رغم أن لولايات المتحدة الأمريكية وضعت النصرة على لوائح الارهاب الا ان وراء الكمة ما ورائها والتاريخ يعيد نفسه، وكانت انطلاقة جبهة النصرة دموية حيث أعلنت مسؤوليتها في يوم واحد فقط عن 45 هجوما في محافظات دمشق ودرعا وحماة وحمص أفادت تقارير بأنها أسفرت عن مقتل العشرات منهم 60في تفجير انتحاري واحد.

ويقدر عدد أعضاء جبهة النصرة بالآلاف ويتواجدون بشكل رئيسي في منطقتي ريفحلب وريف إدلب حيث انضموا إلى جماعات إسلامية مثل أحرار الشام ولواء التوحيدأو نفذوا عمليات مشتركة معها.

من هنا بدأت مرحلة جديدة في تاريخ الفكر الوهابي المظلم حيث تم تحويل سورية إلى نقطة جذب لكل المتطرفين من كافة أنحاء العالم.

وعلى الرغم من كل ما يجري اليوم على الساحة السورية إلا ان الشعب السوري بقي صامدا في وجه كل المؤامرات وكل أشكال التطرف وبقيت الوحدة الوطنية عنوانا للحياة في سورية وبالرغم من صيحات التكبير ودعوات التكفير بقي الاسلام المعتدل قائماً راسخاً فالمواطن السوري يعلم بأن سورية وطن للجميع وأنه لا بديل عن المضي في مسيرة التطوير والإصلاح بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد وهو مؤمن بأن حماة الديار هم درع الأمة وحصنها وهم صناع النصر.