Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 19 نيسان 2024   الساعة 17:04:37
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
بين الأصدقاء والتوجيهات .. مراهِقات متوازنات
دام برس : دام برس | بين الأصدقاء والتوجيهات .. مراهِقات متوازنات

دام برس:
مُبارك في صفّنا عروس...  ويا لها من كارثة !؟ .
قد يتعجب البعض في هذا الكلام ، وقد يصفه البعض بالبلاهة ! .. فهل يستطيع أحدٌ ما  في مجتمعنا  الذي يربي الفتاة على أمل الزواج ويربط كل آمالها ومستقبلها  "بفارس الأحلام " أن يترجم كلامي الذي أبدأ به هذا المقال ؟؟
نعم ياسادة ، يبدو أن كل التطوّر والتقدّم التّقني ، الّذي اجتاح حياتنا وأجهزتنا الخليوية وتفاصيل أيّامنا قد عجز في اجتياح عقول المجتمع الموروثة في تربية ورعاية الأنثى ، هي عاداتٌ وقيم نشأ عليها جزء كبير من المجتمع فأصبحت  جزءاً  من مورثاتهم  تنتقل بالفطرة لأطفالهم دون علمهم .
انعدام الثّقة بالّنفس – رهبة الشَّك والغيرة – سمعة العائلة التي يجب أن لا تتلطخ بشيء معيب ... وغيرها ، هي من أهم أسباب خوف الأهل و ابتعاد المراهِقة عن والديها متناسين إختلاط ابنتهم بصديقاتِها كل يوم في المدرسة.

تشكل المدرسة محطة مهمة جداً في حياة الفتاة المراهقة ، فمشاكلها لايمكن أن يعلم بها أي شخص إلا الفتاة المقربة منها ، وهذا بسبب القلق والاكتئاب والخوف من الأهل كون أفكارها أو مواقفها اليومية تخدش العادات والقيم التي تربت عليها دون أن ترتكب أي خطأ.
فمثلاً شعورها بالنّقص كون صديقتها الّتي تلازمها في الصّف لديها صديق يهتم بها ويأتي لها بهدايا ، ممكن أن تكون مميزة أو رمزية ولكنها من عائلة شرقية محافظة لاتسمح بهكذا نوع من الصداقة .. ،  أو شعورها بعدم الثّقة والرّضا عن جمالها كون صديقتها التي توازيها في مقعد المدرسة مخطوبة وهي من عائلة تهتم بالشّهادات وتعليم الأولاد..
تخضع الفتاة خلال هذه الأمثلة وغيرها تحت اهتزاز داخلي نفسي لا يمكن أن تقوله لأحد من والديها ، ولكن خلال هذا الاهتزاز من الممكن أن تفعل ماهو غير منطقي أو حتّى غير أخلاقي ، بسبب نصيحة خاطئة من إحدى صديقاتِها المراهقات ، فتستمع لنصيحتها بسبب الكبت والخوف الزّائد من قِبل الأهل وعدم وجود مسمّى الصداقة بينهم .

التّغير الفيزيولوجي لدى الفتاة يرافقه تغير هرموني له تأثير مباشر على سلوك الأنثى من ناحية تكامل  بنية جسدها الذّي له دوراً مهماً  في تغيرها نفسياً ، وهنا في هذه المرحلة تبدأ الفتاة في بلورة شخصيتها محاولةً كسر أي قانون ما لإثبات وجودها  .
 تبدأ هذه المواقف في المنزل مع إخوتها الأكبر سناً سامحةً لشخصيتها أن تلعب دور المقارنة متناسية فرق العمر بينها وبينهم ، فبين هذه الفروقات وبين المسموح والممنوع تُخلق حساسيات صغيرة ، ويخلق معها  التّغيّرات النّفسية الّتي هي القلق و الاكتئاب والهروب الى العالم الالكتروني أو الأصدقاء  والاستجابة الى النّصائح الّتي من الطّبيعي ان تكون خاطئة و تؤذيها .
مبدأ العنف والكبت عند الفتاة من قبل الأهل يبدأ من كلمة " اسكتي "  حرام، عيب ، المجتمع.. ، فمن الممكن أن تصمت الفتاة ظاهرياً فقط ، لكنها داخلياً لغت كل قنوات التّواصل الفعال مع أهلها ، ولجأت الى الأكثر احساساً بمشاعرها وهم صديقات المدرسة ، وهنا وجود أي اختلال يطرأ على المراهقة يكون اللوم فيه على الأهل أولاً وذلك بسبب وجود أكثر من مرجع للفتاة ، وعند اختفاء أهم مرجع في حياتها وهم "الاهل" اختفت لديها كل معاني الحقيقة والكمال وأصبحت حياتها في تدهور وانحدار .
من الطّبيعي اقتناع الفتاة بفكرة تكوين علاقة صداقة تربطها مع شخص من جنس أخر، وهذا سببه رؤيتها للاهتمام الفاقدة له .
مثال : اهتمام خالها بزوجته الجديدة ، الّذي يشعرها بنوع من الغيرة وتكون ردة الفعل هي البحث عن من يهتم بها بنفس الاهتمام ، أو رؤية مولود ابنة خالتها التي تكبرها بعدة سنواتٍ قليلة ، ولمجرد حمل المولود على راحة يديها الصّغيرتين يعطيها شعور بالأمومة المحبّبة لديها ، بالإضافة لوجود خلل عائلي في تربية الفتاة  .
فيجب على الأهل ان يكونوا أكثر حرصاً على ابنتهم  وإصال فكرة أنّ الحياة مقسمة الى ثلاثة أقسام : الثلث الأول فيها للدّراسة والتّعلم  والثّلث الثّاني للشّخصيّة والمهنة والتّجارب ، والثّلث الأخير لفكرة وجود الرّجل أو الارتباط.

بعض العائلات لاتوّجه بناتها على أهميّة بناء شخصيتها وكيانها وذاتها وأنّ الرّجل هو قيمة مضافة لحياتها المستقبلية ، والابتعاد عن المقارنة بفتاة أخرى.

تعيش الكثيرات من الفتيات فترة تحضير للدّخول في القفص الذهبي وهي في صفّها السّابع أو الثّامن  ، ومع احترامنا لعادات هذه العائلة الجاهلة، إلاّ أنّ من الجميل جداً وجود احترام متبادل بين العادات البالية والطّفولة  ، بين عادات أسرة هذه الطّفلة الجاهلة  وأصدقائها في المدرسة .
فهل وجود طفلة في الصّفّ تستعد للدّخول الى حياة جديدة تذهب الى  المدرسة ؟؟ وهل هي قادرة على التّوازن بين مدرستها وزوجها ؟ هل من الطّبيعي وجود طفلة تشعر بحالة تميّزها عن صديقاتها في صفّها أن تتواجد وتلعب معهنّ وتتحدث لهنَّ عن " خطيبها" أو زوجها المستقبلي ؟
الفتاة في هذه الحالة  تكون مضطّربة كونها الشّخصيّة المميّزة في صفّها  وإن كانت هي ذاتها غير راضية على موضوع ارتباطها  لكنّها ستُرضي وتواسي نفسها أمام صديقاتها من خلال إبراز شخصية " خطيبها" وتسمى هذه الحالة " الأنا المتضخمة"  .
هنا يجب أن يكون دور الأم في الشّرح  لابنتها عن أسباب استعدادها لحياة جديدة تختلف فيها عن باقي صديقاتها ، مثل تغيير العادات والتقاليد المختلفة بين عائلة  وأخرى، أو أن ظرف العائلة يجبرهم على تزويج ابنتهم ، وبأنها لا تختلف عن صديقاتها بشيء غير أنها اجتازتهن بمرحلة فقط .
ولهذا من المهم جداً أن تكون البيئة المحيطة متفهمة أكثر و واعية ، فكلّما زاد التّفهم تجنبنا الكثير من المشاكل ،  فالمراهقة هي عبارة عن طاقات كامنة  وقدرات هائلة وإمكانات مهمّة ، فلماذا لا نستفيد من إمكانات هذه المراهِقة ؟ مثل اكتشاف ميولها  ومواهبها ، لتّصبح مراهِقة متوازنة نفسياً ، وفي الوقت نفسه تفيد مجتمعها وأهلها .
في  نهاية هذا المقال من الممكن أن نصل الى نقط أساسية من أهمها  :أن الخوف الزّائد لايشكل شخصية متوازنة للفتاة المراهقة ، وأن حرمانها من النّمو الصّحّي والمكتسبات الاجتماعية وتطوّر الحياة  يخلق بداخلها شعور بأنّها حمل زائد ليس له أي قيمة في الحياة .
يجب أن تكون الحماية مشتركة بين الأهل والأطفال بطريقة "اللعب على المخفي"  تحت مسمى الصداقة  المبنية أولاً على الصراحة .
الاهتمام بالمناسبات التي تهتم بها الفتاة مثل نجاحها ، عيد ميلادها ، وحتى عيد الحب ، فليس من الخطأ شراء هدية  لابنتكم  تجعلها مقطنعة بأن حياتها لا تحتاج أي شخص أخر للاهتمام بها .
فهي مستقبلاً تشكّل نصف المجتمع ، وعقلها الذي سيربي وينشأ جيلاً جديداً متفهماً واعياً لمبادئ وأسس التّربية القويمة للأجيال .
عالية عربيني

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz