Logo Dampress

آخر تحديث : الخميس 18 نيسان 2024   الساعة 01:15:57
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
بائعة التين .. في العاصمة السورية دمشق ... ينظرون إلى صغر عمري ولا ينظرون لكبر مسؤوليتي

 دام برس _خاص :
في قلبها هموم أثقل من وزنها..وفي عينيها دمعة ترافق أيامها القاسية لا تسقط كي لا تكسرها.. عندما تسألها هل أنت سعيدة؟ تؤكد لك ذلك مع أن معالم وجهها تنفي وجود أي اثر للسعادة في داخلها وان وجدت فتكون بسبب 500 ليرة سورية ...بسبب ظروفها خلعت غفران ثوب طفولتها الذي لا يثمن ولا يغني جوعها وارتدت ثوب المسؤولية الذي يكبرها بكثير مبقيه على قليل من طلاء الأظافر ليذكرها بأنها فتاة فأن تخلت عن عمرها لكن لم تتخلى عن  أنوثتها ... في قصص الأطفال العالمية وردت قصة "بائعة الكبريت" التي باعت أعواد الكبريت في شوارع الدنمارك ونحن سنورد لكم قصة "بائعة التين" التي قصدت منتزهات ومقاهي الربوة في العاصمة السورية...دمشق.
رصد خاص للدام برس التقينا ببائعة التين, اسمها غفران أخت لصبيين وفتاتين واحده تنتظر نصيبها والأخرى اصغر منها تنظر غفران لتجلب لها النقود لشراء طعامها , عمرها 12 سنة  تعيش مع أهلها في بيت متواضع في منطقة مخالفات.
تتجول غفران يوميا من الساعة التاسعة صباحا وحتى العاشرة مساء وقد يتعدى عملها على وقتها أكثر وتبقى للثانية عشر مساء في شوارع الربوة التي اعتادت على خطوات هذه الفتاة الصغيرة وعلى لهاثها عند التعب وعرقها في صيفها بلدها الحارق ورعشة جسدها في شتائها البارد لتبلغ "الغلة" ما بين ثلاثة ألاف والأربعة.
تصف غفران عملها بالشاق والمتعب ولكن حاجة أهلها أجبرتها على أن تبيع التين في المقاهي  في فصل الصيف بشكل يومي منذ الصباح وحتى آخر الليل أما في فصل الشتاء فتقصد غفران عملها بعد دوامها المدرسي, فهي من طلاب الصف السادس ولا تريد أن تتخلى عن دراستها لحبها الشديد لها ولكن دون حلم فلم تذكر غفران عندما سألناها عن حلمها في المستقبل فاكتفت بالصمت.


بلغت معالم الخجل وجه غفران التي تحدثت بصوت خافت وبكلمات مقطرة بعكس عبد الرحمن ابن العشر سنين فقد أبوه برصاصة قناص ظالمة وأخوه بقذيفة هاون, يعمل في منتزه بسيط  بتنظيف الطاولات, يتقدم  بكل ثقة وطلاقة يستقبل رواد المكان ويسألهم عما يريدون بصوت عالي يفوق طوله وعمره ولكن لا يفوق تفكيره ومسؤوليته.
ظلال قاسية ألقتها أزمات سورية السياسية والاقتصادية والاجتماعية المتراكمة لسنوات فأخرجت أطفالها خارج نطاق عمرهم فصارت شوارع وأسواق العمل في مدينتهم هي الأماكن التي تجذبهم وتستغلهم في أعمال كثيرة وخطيرة مخالفة للقوانين الوطنية والمواثيق والاتفاقات الدولية الخاصة بحقوق الطفولة .


 فهل فعلاً أصبحنا في وقت تبرر ظروف أطفالنا أخطائهم التي يرتكبونها بحق نفسهم أولا وبحق الطفولة آخرا !؟؟
هامش:
بحسب تقارير الأمم المتحدة فإن نحو 168 مليون طفل حول العالم أعمارهم بين 10 سنوات حتى 18 سنة يعملون، ويشارك 85 مليون منهم في أعمال خطرة.

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz