دام برس:
واصل الجيش العربي السوري تقدمه في أحياء مدينة دير الزور، في موازاة استمرار عمليته لاستعادة مدينة البوكمال على الحدود السورية العراقية لليوم السادس على التوالي، على حين حاول «التحالف الدولي» بقيادة واشنطن بدء سباق مع الجيش لاستعادة المدينة بعدما أخفق في السباق الماضي لاستعادة دير الزور.
ووفقاً للنشطاء على فيسبوك فقد تقدم الجيش أمس في محيط حي الصناعة في مدينة دير الزور الذي سيطر عليه الأسبوع الماضي، بالترافق مع اشتباكات عنيفة بين الجيش وتنظيم داعش الإرهابي في حيي الحويقة والرشدية داخل المدينة وفي أطراف طابية جزيرة ريف دير الزور.
من جهتها، ذكرت وكالة «سانا» للأنباء، أن مدينة دير الزور تعرضت ظهر أمس لعاصفة غبارية نتيجة الأحوال الجوية السائدة في المنطقة الشرقية. وقالت: إن «المدينة تتعرض منذ ساعات الظهيرة لعاصفة غبارية شديدة تسببت بحجب الرؤية وحولت الأجواء إلى شبه مظلمة»، لافتة إلى أن «العاصفة الغبارية تسببت أيضاً بانقطاع شبكة الاتصالات الخلوية وشبكة الإنترنت عن محافظة دير الزور». وبينت أن «مديرية الصحة في المحافظة أعلنت على الفور رفع الجاهزية في مشافيها والنقاط الطبية التابعة لها لاستقبال حالات الإسعاف لمرضى الربو».
في موازاة ذلك، وصلت قافلة من المساعدات الإنسانية مقدمة من جمهورية روسيا الاتحادية إلى قرية الطيبة التابعة لناحية الميادين في ريف دير الزور الجنوبي الشرقي.
وأفاد المتحدث باسم مركز حميميم الروسي للمصالحة العقيد ألكسندر سيرغييف في بيان نقلته «سانا» بأن الشرطة العسكرية الروسية «أمنت وصول مساعدات روسية إلى قرية الطيبة تشمل الطحين والحبوب والمعلبات وغير ذلك من المواد الأساسية».
جاء ذلك في وقت دخلت فيه معركة البوكمال يومها السادس على التوالي، وتركز القتال بين الجيش وداعش على محورين رئيسيين، وهما محور المحطة الثانية في بادية البوكمال الجنوبية الغربية، ومحور القورية العشارة في الضفاف الغربية لنهر الفرات.
وذكر «الإعلام الحربي المركزي»، أن «طائرات مسيرة للجيش السوري والحلفاء استهدفت مقرات داعش عند الحدود السورية العراقية».
ووفق مصادر إعلامية معارضة، عمد التنظيم إلى تصعيد عملياته ونفذ هجمات معاكسة تمكن خلالها من التقدم في محور المحطة الثانية كما تمكن من استعادة أجزاء من بلدة القورية الواقعة في الريف الغربي للبوكمال، لكنه خسر نحو 69 من مسلحيه على الأقل منذ الـ23 من الشهر الجاري وحتى يوم أمس.
بدوره، وبعدما دعم المعركة التي أطلقتها «قوات سورية الديمقراطية- قسد» في التاسع من الشهر الماضي لاستعادة دير الزور في محاولة لدخول سباق مع الجيش نحو المدينة، ليخسر لاحقاً السباق، أعلن «التحالف الدولي» أمس أنه يجهز للهجوم على البوكمال.
ووفقاً لما أوردت وكالة «رويترز» للأنباء، قال متحدث باسم «التحالف» الكولونيل ريان ديلون: «حالياً نرى عملية تعزيز للدفاعات في كل من القائم والبوكمال»، مضيفاً: إن قيادة التنظيم انتقلت إلى البوكمال من بلدات في العمق السوري، وشدد خلال مؤتمر صحفي على أن البوكمال هدف «بالتأكيد» للتحالف، لكنه أوضح أن القرار متروك لـ«قوات سورية الديمقراطية– قسد» في مسألة شن هجوم بري.
وشن العراق هجوماً يوم الخميس للسيطرة على آخر منطقة خاضعة للتنظيم وتضم راوة والقائم المقابلة لمدينة البوكمال.
وفي إقرار بالمطامع الاقتصادية للتحالف و«قسد» أضاف ديلون: إن الأولوية الآن لـ«قوات سورية الديمقراطية- قسد» هي تعزيز سيطرتها على حقل العمر النفطي الذي سيطرت عليه «قسد» الأحد الماضي.
وأوضح قائلاً: «الآن ينبغي أن نرسخ أقدامنا في تلك المنطقة وداخل حقل العمر وحوله والمنطقة المؤدية إليه للتأكد من أن المنطقة آمنة ثم سيكون القرار لقوات سورية الديمقراطية إن كانوا يستطيعون تخصيص الموارد المناسبة للزحف إلى البوكمال».
من جانبه، نقل موقع «روسيا اليوم» عن ديلون قوله في رده على سؤال عن مستقبل الوجود الأميركي في سورية: إن «هذه مسألة سياسية ولم نصل بعد إلى هذه المرحلة».
وتابع المتحدث قائلاً: إنه «على الرغم من أن الهزيمة الفعلية للمجموعة الإرهابية داعش باتت وشيكة، إلا أنه سيكون هناك الكثير من العمل للقضاء على أيديولوجية التنظيم، ووجوده المنتشر عبر الإنترنت»، مشيراً إلى أن مستقبل ومصير التحالف الذي أنشئ من أجل محاربة داعش في سورية والعراق، ستقرره إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب وحكومة العراق والدول المشاركة فيه.
وأكد ديلون، أن الاتصالات مكثفة بين العسكريين الروس والأميركيين مع اقتراب الجيش العربي السوري من مواقع «قسد».
وقال: «مع اقتراب القوات الداعمة للنظام وشركائنا من «قوات سورية الديمقراطية» من بعضها، كان يجب أن تزداد جهودنا لتجنب الحوادث»، مشيراً إلى أنه «كانت هناك لقاءات شخصية بمشاركة القادة العسكريين الكبار، وقادة العمليات، تم خلالها الحديث عن اتخاذ بعض الإجراءات للحيلولة دون نشوب نزاعات، ولكي نتمكن من تنفيذ المهام وتحقيق أهدافنا في القضاء على داعش.
من جهته، أعلن المركز الإعلامي لـ«قوات سورية الديمقراطية– قسد»، أن مسلحي لأخيرة سيطروا صباح أمس على قرية النملية في ريف دير الزور الشمالي الشرقي، بموازاة اشتباكات مع التنظيم «على أطراف قرية العقيدات»، مبينة أن قتلى التنظيم بلغوا 9 وقتلى قسد 6، على حين أفاد نشطاء على «فيسبوك» بأن قسد دخلت أيضاً إلى قرية الزر.