دام برس:

عقدت وزارة الخارحية الامريكية موتمراً صحافياً قبل يوم من بدء الجولة السادسة من محادثات جنيف قدّم فيه ستيوارت جونز الذي مثل امريكا في موتمر استانة تقريرا حول سجن صيدنايا الواقع على بعد 45 كلم من دمشق، وقد ادعى جونز بوجود مبنى لـ"حرق الجثث في سجن صيدنايا" مستعملا طريقة وزير الخارجية الاميركي السابق كولن باول عندما قدم عام 2003 صوراً مزورة عن امتلاك العراق لاسلحة الدمار الشامل اعترف باول فيما بعد، انها كانت مزورة وانه كذب يومها.
ما هي مغالطات جونز؟
1- صور الاقمار الصناعية التي قدمها جونز وتبدأ منذ العام 2003 ليس فيها ما يثبت صحة كلام وزارة الخارجية الامريكية عن وجود محرقة في المكان، وهي لا تعدو كونها صورا عادية لمبنى السجن، بل ظهر جليا للصحفيين ولكل من تابع المؤتمر الصحافي لستيوارت جونز ان امريكا تتحدث عن افتراضات او تخمين.
2- أنهى جونز مؤتمره الصحافي فور بدء اسئلة الصحافيين عن الموضوع، ما اعطى انطباعاً أن المؤتمر عقد فقط ليسجّل وليس اكثر.
3- استغل جونز المؤتمر ليعرب عن تحفظاته على اتفاق استانة حول المناطق الاربع (منخفضة التوتر) في سوريا ولم يقدم تبريرا منطقيا لربط انتقاده هذا باساس موضوع المؤتمر الصحافي.
هذا الموقف الامريكي اتى قبل اسبوع من زيارة ترامب للسعودية وفي اليوم الذي استقبل فيه ترامب ولي عهد ابو ظبي، كما انه اتى قبل يوم من استقبال ترامب للرئيس التركي رجب طيب اردوغان، وتركيا هي احدى الدول الثلاث الضامنة لاتفاق المناطق المنخفضة التوتر مع روسيا وايران، وقد يكون هذا الاعلان هدية ارضاءً للسعودية التي تمر علاقاتها مع تركيا بتوترات ظهرت معالمها في صراع النصرة وجيش الاسلام.
كما اتى هذا الهجوم الدبلوماسي الامريكي على استانة وسوريا في وقت عادت فيه الى الواجهة الاعلامية في واشنطن مسألة التعاون بين روسيا وادارة ترامب، ويبدو ان البيت الابيض اراد عبر التصعيد مع موسكو اثبات عدم صحة الاتهامات ضده.
أيضا تريد الولايات المتحدة وقف الهجوم العسكري الذي يشنه الجيش السوري وحلفاؤه في بادية تدمر باتجاه معبر التنف مع العراق، وقد انتقلت واشنطن الى العمل الميداني عبر قصف رتل تابع للجيش السوري كان يتقدم نحو معبر التنف، كما تزامن وصول جونز الى جنيف مع توقيع فصائل مسلحة مشاركة في مفاوضات جنيف على وثيقة تعليق مشاركتهم في المؤتمر احتجاجا على طريقة ادارة ديمستورا للمفاوضات.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين علق على ما يجري من صراع داخل الادارة الامريكية بالقول من بكين حيث شارك في منتدى طريق الحرير ان هناك عدم توازن سياسي واقتصادي في الدوائر الكبرى (مثال امريكا) وهذا يؤثر على اتخاذ القرارات.
السؤال الذي يطرح نفسه في ظل هذا التخبط هو، هل تهرب ادارة ترامب من مشاكلها الداخلية وتراجعها مع كوريا الشمالية بالعودة لسيناريو خان شيخون والقصف الذي تبعه؟
العهد -نضال حمادة