دام برس :
يعد حي القابون الخاصرة والبوابة الشمالية الشرقية لمدينة دمشق، الذي يبعد عن مركزها مسافة 4 كم ،يتميز بكونه عقدة مواصلات هامة تربط العاصمة بالأتستراد الدولي دمشق- حمص.
يسيطر تنظيم "جبهة النصرة" على القابون ويعتبر معقلهم الابرز بمحيط العاصمة ومنه انطلقت عدة معارك للمسلحين باتجاه دمشق ،تؤمن أبنيته المطلة على الأتستراد ملجأ لقناصي التنظيم الذين عانى منهم جميع من سلك طريق الاتستراد باتجاه ضاحية الاسد في السنوات الماضية ،يربط القابون بحرستا وعربين انفاق حفرت تحت الأتستراد، تستخدم كطرق امداد واخلاء للمسلحين ذهابا وايابا، كما تستخدم لأغراض تجارية تمد الطرفين بارباح كبيرة.
ويشهد حي القابون تطورات متسارعة في الايام الماضية ،فبعد استكمال الجيش السوري لحشد قواته وتوجيه المدافع ومنصات الصواريخ على مقرات النصرة في الحي ومحيطه، عرضت القيادة العسكرية عليهم تجنب المواجهة واخراجهم بالباصات نحو محافظة إدلب ،المقترح الذي قوبل بالمماطلة والرفض من قبل المسلحين.
بدأ الجيش السوري منذ عدة ايام عمليته الموسعة في شمال شرق العاصمة لتسيطر اصوات الانفجارات القادمة من القابون ومزارع برزة على المشهد اليومي الدمشقي، استهدافات مدفعية وصاروخية مركزة طالت مقرات وغرف عمليات وتحصينات "جبهة النصرة" ضمن بنك اهداف كبير محدد مسبقا ،ادت الاستهدافات وبحسب مصادر ميدانية تحدثت لشبكة دمشق الآن الى مقتل مالا يقل عن 38 مسلح وجرح العشرات تم نقلهم عبر الانفاق الى مشافي ميدانية في حرستا وعربين.
استمرت الاستهدافات ل 4 ايام متتالية ليأتي الأمر من القيادة العسكرية بالتقدم البري لوحدات المشاة في الجيش السوري، التي تقدمت بمزارع برزة شرقا وشمالا وسط اشتباكات عنيفة وبمساندة سلاح الجو وسلاح المدرعات، بعد ان ابدت جماعات "جبهة النصرة" مقاومة شرسة خسرت على إثرها مزيدا من المقاتلين، الأمر الذي دفع بمسلحي عربين للتسلل عبر الانفاق ومهاجمة نقاط الجيش بمحيط الأتستراد من جبهة القابون لتخفيف الضغط عن اقرانهم في المزارع الشرقية، وبحسب مصدر ميداني تمكن الجيش من إفشال الهجوم وقتل 9 مسلحين وجرح آخرين.
وتستمر العمليات العسكرية والاستهدافات التمهيدية للجيش السوري بالوتيرة ذاتها لتطهير القابون والمزارع ولتأمين الأتستراد الدولي وتخليص سالكيه من القناصين ،كما ان القيادة العسكرية تبقي باب التفاوض مع المسلحين مفتوحا، علها تؤمن محيط العاصمة بالطرق السلمية.
المصدر :دمشق الآن