Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 19 نيسان 2024   الساعة 22:16:33
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
الالتفاف على دمشق بالتطبيع .. وحزب الله كقوة إقليمية
دام برس : دام برس | الالتفاف على دمشق بالتطبيع .. وحزب الله كقوة إقليمية

دام برس :

دمشق لم تسقط، وكل تلك النكايات - التوجهات التركية الخليجية - لترسيخ التطبيع مع الكيان الإسرائيلي كموقف سياسي في المنطقة لا تحمل في طياتها تأثيراً حقيقياً على الصراع، لذلك لا يمكن القول بأن تل أبيب تشاهد ما يحدث في سورية وهي تلف ساقاً على ساق، وتشعر بالاطمئنان.
صحيح أن نشر الفوضى والإرهاب في سورية ساهم إلى حد ما بتأمين "إسرائيل"، لكن ذلك لا يمكن تعاطيه كأمر بلا نهاية، إذ ما زال بحوزة دمشق محورية في القرار حول إدارة الصراع، ولولا ذلك لما ظهرت التوجهات السياسة لدى كل من أنقرة والرياض والدوحة مؤخراً، ومنذ الانكفاءات المتلاحقة على الجبهة السورية، لترسيخ التطبيع كحالة معلنة وغير مخفية بعد هذا الوقت.
لماذا السعي التطبيع في مثل هذه الأوقات؟ لا تسعى السعودية على أقل تقدير منفردة إلى هذا النوع من العلاقات، بل إن توجه الرياض العلني هذا جرى بعد استقطاب إسرائيلي بث على أكثر من جهة باتجاه كل من أنقرة والدوحة وأبو ظبي، لأن عواصم هذه الدول ليست على ما يرام سياسياً والتبدلات الدولية كانت ثقيلة بما لا يدعم مجالاً للشك، بأن ما هو مقبل لن يكون وفقاً لما كان مخططاً منذ بداية فوضى "الربيع العربي" وعليه فإن التمسك بعلاقات معلنة مع الكيان الصهيوني، ليست على غرار المرحلة السابقة التي كانت تجري تحت الطاولة، تمثل خليجياً معبر أمان للبقاء في دائرة الضوء.
بالنسبة لتل أبيب هناك مصلحة عميقة جداً لإعلان المستور لعقود من الزمن، فهي تواجه تحديات أكثر قسوة، فلا دمشق خسرت الحرب ولا هي ألقت بثوابتها بسبب سيول الفوضى الجارفة في المنطقة، وطالما أنها ما زالت على مواقفها فلن تنعم "إسرائيل" بما تريد، ولن تحقق طموحها بدولة يهودية بلا مشاكل مهما بلغت عمليات نقل السفارات إلى القدس المحتلة وحظيت بدول "شقيقة" على غرار تركيا والسعودية وقطر.
هناك أمر لا يقل أهمية، فطبيعة الكلام الروسي الأخير عن دور حزب الله في محاربة الإرهاب، والذي خرج لإسماع واشنطن، يعني ظهور حزب الله الخصم العنيد "لإسرائيل" أصبح راسخاً كقوة إقليمية لا يستهان بها ولا يمكن تحييدها أو تهميشها بعد هذا اليوم، أما دائرة القرار في تل أبيب فما زالت تشعر بهلع شديد بما يؤثر على نياتها كلما سمعت خطاباً لأمين عام الحزب، لتصبح هذه الظاهرة مثاراً للدراسة والملاحظة ليس في تل أبيب وحدها بل حول العالم.
وإذا كانت المقاومة فرضت نفسها كقوة إقليمية، ودمشق ما زالت تمثل ظهيراً قوياً لها، فإن تل أبيب اتجهت للتوطئة نحو إعلان علاقاتها السرية بدول الخليج بشكل قسري، ليس من باب الرد وأخذ الحذر وحسب، بل من باب إظهار صورة جماعية لها مع أشقائها، "إسرائيل" تعاني رعباً لم يسبق لها أن عانته وتوجه رسالة إلى أنها ليست وحدها في الشرق الأوسط، إنها رسالة غبية لكن تل أبيب مضطرة لها، طالما أن أيدي حلفائها في الشرق الأوسط في النار.

عاجل الاخبارية - ايفين دوبا

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz