دام برس :
يفتح تفجير "مخيم الركبان" الذي راح ضحيته 6 من عناصر الجيش الأردني، ملف الصراع الميليشياوي في المنطقة للسيطرة على المنافذ الحدودية، طرق نقل الأسلحة والمواد التجارية من الداخل الأردني إلى سورية، على أن كامل عمليات التهريب تجري أمام مرأى الجيش الأردني، ودون أي تدخل حقيقي.
يوم أمس الأول، أعلنت "غرفة عمليات القلمون الشرقي" سيطرتها على "جبل زبيدة" وعلى مواقع في بادية "الوعرة" بعد اشتباكات مع تنظيم "داعش"، وهي مناطق ترتبط جغرافيا بالبادية الواصلة بين شرق الريف الدمشقي وريف دير الزور، والحدود مع كل من العراق والأردن، وهو مايترك الحدود مفتوحة أمام تحركات الميليشيات المسلحة التي ترتبط بكل من النظام السعودي والإدارة الأمريكية، كما إن المعلومات تتحدث عن تواجد قوات خاصة بريطانية داخل الأراضي الأردنية بالقرب من مخيم الركبان لحماية ميليشيا "جيش سورية الجديد".
لكن تقدم "غرفة عمليات القلمون" التي تضم "جيش أسود الشرقية - قوات أحمد العبدو - جيش الصناديد - جيش تحرير الشام"، لا تشكل حافزا لعملية استهداف الجيش الأردني بسيارة مفخخة من قبل التنظيم، حتى وإن أعلن "داعش" مسؤوليته عن ذلك كما تجري العادة فيما يخص العمليات التي تسمى بـ "الذئب المنفرد" كهجوم ولاية أورلاندو الأمريكية، بمعنى أن "داعش" يتبنى مثل هذه العمليات التي يستر منفذها هويته لأسباب متعددة، ليستفيد التنظيم من العملية في الدعاية التي يروجها عن نفسه أمام عناصره، ويكون تنظيما يسعى لاستهداف كل من يسميهم بـ "الأنظمة الكافرة"، وعلى هذا الحال سيأتي تبني "داعش" للعملية.
وسيكون تبني التنظيم للعملية مقنعا للرأي العام الأردني، ولغيره، فـ"داعش" كان قد أعلن يوم 10 من الشهر الحالي، مسؤوليته عن اغتيال قائد ميليشيا "أحمد العبدو" العقيد المنشق "سليم بكور"، والأخير كان عضوا في "الهيئة العليا للتفاوض" المنبثقة عن مؤتمر الرياض، وتم اغتياله من قبل "داعش" بتفجير انتحاري داخل خيمة كانت تشهد عقد اجتماع لقادة عدد من الميليشيات، وتبين لاحقا أن منفذ العملية أحد أقارب "سليم بكور" المنتسبين لتنظيم "داعش".
لكن السبب الأساس لتفجير اليوم، متعلق بالاشتباكات التي شهدها مخيم الركبان يوم 12 من الشهر الحالي بين ميليشيا "جيش سوريا الجديد"، وميليشيا "أسود الشرقية"، نتيجة لخلافات تتعلق بالإدارة الأمنية للمخيم، وأخرى تتعلق بالتجارة داخله خصوصا، وعبر الحدود مع الأردن، وبحسب المعلومات الخاصة، فقد تدخلت القوات البريطانية المكلفة بحماية "جيش سورية الجديد"، إضافة إلى مجموعات من الجيش الأردني لفض الخلاف، وإخراج مجموعات "أسود الشرقية" من المخيم إلى محيطه، وكف يد هذه الميليشيا عن مخيم الركبان بشكل كامل، الأمر الذي أفقدها القدرة على التدخل التجاري في منطقة يقطنها نحو 60 ألف لاجئ سوري، بحسب التأكيدات الأردنية الرسمية.
وكانت ميليشيا "جيش سورية الجديد"، قد أخلت نقاطها في التنف قبل شهر ونصف تقريبا بعد خلافات مع "أسود الشرقية" و مليشيا "تجمع أحمد العبدو" على إدارة معبر الوليد، ودخلت هذه الميليشيا مخيم الركبان والأراضي الأردنية، لتتمركز "أسود الشرقية" في المعسكر الذي أنشأته ميليشيا "جيش سورية الجديد" في المنطقة، وهو ذات المعسكر الذي استهدفه الطيران الروسي خلال الأسبوع الماضي في منطقة التنف، وقيل حينها أن الطيران الروسي استهدف مقرا لميليشيا "جيش سورية الجديد" التي أنشأتها أمريكا بالتعاون مع الحكومة الأردنية بحجة محاربة "داعش".
وتجدر الإشارة إلى أن ميليشيا "جيش أسود الشرقية"، واحدة من الميليشيات التي ترتبط بالنظام السعودي، وهي ميليشيا رفضت الأسبوع الماضي طرحا أمريكيا، بشن هجمات على الريف الجنوبي لدير الزور بالتزامن مع هجمات تشنها "قوات سورية الديمقراطية" على الريف الشمالي للمدينة، معلنة أنها ستعتبر اي تقدم للديمقراطية نحو دير الزور بمثابة "احتلال كردي لمناطق عربية"، ومن جهة أخرى يبدو أن هذه الميليشيا ترفض وجود "جيش سورية الجديد" المدعومة من أمريكا وبريطانيا في مناطق البادية، وعلى ذلك تتبنى نتيجة مفادها أن "داعش" وإن أعلن مسؤوليته عن الهجوم فهو لم يقم به، والسيارة المفخخة التي استهدفت نقطة للجيش الأردني قرب مخيم الركبان، هي من تنفيذ الميليشيات المتضررة من حماية هذا الجيش لخصومها من بقية الميليشيات، وبالتالي فإن تدخل النظام الأردني في الملف السوري لصالح الميليشيات بدء ينعكس على الأردن نفسه.
تجدر الإشارة إلى أن الجيش الأردني لم يحرك ساكنا على الحدود قبالة محافظة درعا على الرغم من إعلان تنظيم "داعش" عن وجوده في المنطقة، كما أن النظام الأردني لا يعتبر "جبهة النصرة" خطرا على أمنه القومي بالرغم من أن قيادات "النصرة" في الجنوب السوري غالبيتهم من الجنسية الأردنية، فيما تتنقل الميليشيات بين سورية والأردن بحرية مطلقة في تلك المنطقة، وهذا ما يضع النظام الأردني أمام مرآة تعكس مسؤوليته عن أي خرق أمني في الأردن، وشهداء اليوم هم ضحايا حمق السياسة الأردنية تجاه سورية.
عاجل - محمود عبد اللطيف
2016-06-22 05:37:05 | دمشق |
الجيش الأردني سيدفع ثمن كل قطرة دم شهيد سوري والأيام ستشهد | |
سومر |