دام برس :

تطورات منطقة الشريط الحدودي الشرقي لسورية، حملت الكثير خلال اليومين الماضيين على الرغم من استمرار العواصف الرملية التي تضرب المنطقة، وفي حين إن وسائل الإعلام المساندة للميليشيات المسلحة أكدت إن الطيران الروسي استهدف قبل يومين معسكراً لميليشيا "جيش سورية الجديد" بالقرب من منطقة التنف على الحدود السورية العراقية، أكدت مصادر أهلية أن المعسكر الذي تم استهدافه يوم أمس الأول، هو معسكر تابع لكل من ميليشيا "تجمع أحمد العبدو" الذي كان تحت قيادة العقيد الفار "سليم بكور" الذي تم اغتياله بعملية انتحارية نفذها، تنظيم داعش مستهدفاً اجتماعاً للميليشيات المسلحة بالقرب من الحدود الأردنية، كما يحتوي المعسكر على عدد من المجموعات التابعة لميليشيا "أسود الشرقية"، وهي ميليشيا كانت قد اشتبكت في وقت سابق من الشهر الحالي مع "جيش سورية الجديد" داخل مخيم "الرقبان" على الحدود الأردنية السورية، والذي يضم نحو 50 ألف من النازحين السوريين.
وبحسب المعلومات الخاصة بشبكة عاجل الإخبارية، فإن "جيش سورية الجديد" كان قد أخلى المعسكر الشهر الماضي بطلب من القوات البريطانية بعد خلافات شديدة كانت ستشعل المنطقة بالاشتباكات مع ميليشيا "جيش أسود الشرقية" الذي أصر على إدارة المعبر بشكل منفرد، والتحكم بحركة المرور عبر المعبر المعروف باسم "معبر الوليد"، وكان انسحاب "جيش سورية الجديد" باتجاه الأراضي الأردنية دون أن يترك أي مجموعة تابعة له في كامل منطقة التنف.
هذه المعلومات تزامنت مع ظهور فصيل جديد في مناطق شرق دير الزور تحت اسم "أشباح الصحراء"، الذي أعلن عن نفسه عن طريق كتابة تهديدات على جدران عدة مباني في كامل المناطق الكبرى بالقرب من الحدود، وخاصة في "البوكمال" و "الميادين"، مهدداً عناصر تنظيم داعش بشكل مباشر بتنفيذ عمليات اغتيال وخطف ستطالهم، وتأتي هذه التهديدات، في وقت تحاول مجموعات داعش الأمنية ضبط إيقاع حالات الفرار التي بدأت بالتزايد في صفوف التنظيم ، إضافة لمحاولة إيجاد خلايا المقاومة العشائرية العاملة في المنطقة على استهداف مجموعات التنظيم، ويسمي داعش هذه الخلايا بـ "خلايا الصحوات"، كما عزز التنظيم من قبضته الأمنية وحملات المداهمة والتفتيش عمن يسميهم بـ "الجواسيس"، بعد تكرار استهداف مقراته الأساسية في المناطق الشرقية من دير الزور، في وقت تكون فيه هذه المقرات تشهد اجتماعات أمنية لقادة داعش.
اللافت في إعلان "أشباح الصحراء" عن وجودهم كفصيل معادي للتنظيم في ريف دير الزور الشرقي، إن هذا الإعلان يأتي بعد أسبوع تقريباً على تنفيذ مجموعة مجهولة باستهداف نقطة نفطية للتنظيم بين حقلي "العمر والتنك" النفطيين، وقتلهم لخمسة من عناصر "خزانة المال"، وسرقة مبالغ مالية تجاوزت قيمتها 10 ملايين دولار أمريكي، وهذا الاستهداف رفع منسوب الخوف لدى عناصر التنظيم بكونه نفذ خلال ساعات النهار، بعكس كل عمليات المقاومة العشائرية التي نفذت في أوقات سابقة، وﻷن التنظيم لم يتمكن من اعتقال أي عنصر من هذه الخلايا، فإن الحالة الأمنية التي شددها التنظيم في تلك المناطق تأتي معززة لمخاوف عناصره الذين باتوا يرون بالبقاء في تلك المناطق مهدداً بالكثير من الاحتمالات، فلا تقل عمليات الاستهداف الجوي من قبل الطيران الحربي السوري أو الروسي أو حتى طيران التحالف خطورة عن عمليات الاغتيال التي يبدوا إنها تحمل الكثير من الدقة والحذر من قبل المنفذين، الأمر الذي أفرز عجز داعش عن معرفة هوية المنفذين.
تنامي حالة الرفض لتنظيم داعش، وتشكل فصائل جديدة قد تكون على ارتباط بالدولة السورية كما توقعت مصادرنا، يفضي إلى أن التنظيم بدء فعلياً يخسر قدرته على ضبط توجهات المدنيين في تلك المنطقة من خلال فرض شريعته بحد السيف عليهم، وأخذ الطاعة منهم باستخدامه للتخويف كأداة أساسية للتعامل مع المنطقة، إلا أن داعش الذي يواجه في المرحلة الحالية العديد من المشاكل الداخلية، أهمها فرار قياداته الذين يمكن وصفهم بـ "الإدارييين"، من قبيل " خازن بين المال" في الرقة  المدعو "أحمد العتيبي"، والمعروف باسم "أبو عبد الرحمن النجدي"، وهو سعودي الجنسية، إضافة إلى فرار "أبو البراء التونسي" مع مجموعته الانغماسية المؤلفة من مقاتلين مغاربة وشيشانيين، دون معرفة وجهتهم، ناهيك عن مقتل أبرز قياداته في المرحلة الماضية، وأهمهم "أبو أحمد التركي"، الذي كان يشغل منصب أمير التنظيم على مدينة الطبقة، وإصابة "أبو عبد الله التركي"، وهو "الأمير العسكري" لمجموعات داعش في مطار الطبقة، كما إن إنفراد "أبو عبد الله الشحيل" بالقرار العسكري والإداري في معارك  ريف الحسكة الجنوبي والشرقي ضد "قوات سورية الديمقراطية"، مسألة تنبأ باحتمال مواجهة التنظيم لخسارات كبرى في المناطق القريبة من الحدود مع العراق خلال المرحلة القادمة.

عاجل - محمود عبد اللطيف