دام برس :

تعمل بريطانيا منذ عدة سنوات على تسليح مملكة بني سعود ودول الخليج الأخرى، وتثق أن تلك الدول لن تستخدم الأسلحة لشكل يهدد مصالحها، لذا بدا المخطط مثاليا لبريطانيا. حيث أن بريطانيا باعت أسلحة لعدد من الدول الخليجية خاصة المملكة، وفي نفس الوقت دعمت صناعة السلاح البريطانية، التي كادت أن تصبح صغيرة جدا، وبالكاد قادرة على البقاء وعدم زوالها.

وتوضح صحيفة الغارديان البريطانية أن الأمريكيين والفرنسيين فعلوا نفس الشيء، فأبرموا الصفقات التسليحية دون أي تكلفة سياسية؛ لأن الأسلحة التي باعوها للخليج كانت لمجرد زخرفة جيوشهم، ولن يستخدموها في الحرب، إلا في حال الانضمام للتحالفات التي يقودها الغرب ضد العراق.

وتؤكد الصحيفة أن الصفقات التسليحية أثارت بعض الخلافات بين الدول الغربية؛ بشأن الحصة غير العادلة التي تحصل عليها دول الخليج من الأسلحة، بالإضافة إلى الفساد المتعلق بالصفقات العسكرية والوضع الحقوقي بالمملكة.

وذكرت الغارديان أن الجدل بشأن دول الخليج ظهر هذا الأسبوع بسبب الدور البريطاني والأمريكي في العدوان السعودي باليمن، فإجراءات تسليح دول الخليج كانت دون تفكير في العواقب وانعكاسات هذا التسليح على أزمات منطقة الشرق الأوسط.

وتابعت الصحيفة أن السعوديين وحلفاءهم بشكل واضح يقصفون أهدافا مدنية باليمن، بما في ذلك المدارس والمستشفيات، حسب تقارير لجنة التحقيق الدولية التابعة للأمم المتحدة، التي أكدت أن هذه ما تفعله الرياض بالأسلحة البريطانية.

وترى الغارديان أن الدلائل الأولى توضح أنه رغم حالة الفوضى المعقدة في اليمن، فكان على دول الخليج التروي وتجنب التورط العسكري، الذي جاء بنتائج عكسية كبيرة على المنطقة بشكل عام واليمن على وجه التحديد.

وتستطرد الصحيفة أن بريطانيا متورطة بشكل كبير في مساندة الحرب العسكرية ضد اليمن، رغم أنها حاليا تحاول تقديم مساعدات إنسانية للسكان، والحد من الضرر الناجم عن هذه الترتيبات العسكرية، كما أن بعض السياسيين في بريطانيا بدأوا إعادة النطر في نهجهم، مؤكدة أن إدارة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، أخطأت عندما سمحت للمملكة بالدخول في حرب اليمن دون بذل أي مجهود لمنع اندلاع الحرب، التي كانت بريطانيا أيضا بحاجة إلى تقييمها.

وتشير الصحيفة إلى أن وزير الخارجية البريطاني، توباس الوود، أخذ تقرير الأمم المتحدة على محمل الجد، وسوف يناقش التقرير مع السعوديين، على مستوى رفيع جدا، لكن حتى لو استقر الصراع في اليمن، لا تزال مشكلة التسليح متواجدة على نطاق واسع في منطقة مضطربة، والأمر قد يصبح أصعب من قبل بمرور السنوات، ولا نعرف مَن سيكون المسؤول عن تصدير الأسلحة خلال السنوات المقبلة، لذلك ينبغي وضع مسافة مع دول الخليج، والتقليل من الاعتماد على العلاقة التي تعتمد على الربح.