دام برس :

بعد أقل من شهر على توعّد أمير جبهة النصرة في جرود القلمون، أبو مالك التلي، مسلحي “داعش” بأنهم سيلاقون الموت في حال لم “يتوبوا وينضموا إلى جبهته”، أعطى “التلي” الإذن بمهاجمة نقاط ومواقع وتجمعات “داعش” في مدينة التل مسقط رأسه في منطقة القلمون الغربي، معلناً الحرب على وجود التنظيم في هذا الجزء من البلاد.

ويبدو ان “التلي” إتخذ قراراً بإستئصال ظاهرة “داعش” من منطقة القلمون ككل حيث عُبّر عن ذلك من سياق الحرب المفتوحة التي بدأها مع التنظيم بعد شهر عسل طويل دام أكثر من عامين شهدت عليه جرود القلمون الغربية. والأكيد أن معارك النصرة – داعش الحالية تأتي مرتبطةً مع الأخرى الدائرة بينهما في جرود عرسال، حيث وعلى مايبدو انّ التلي قرّر توسيع المواجهة لتشمل مناطق في القلمون رداً على خسارة المواقع في جرود عرسال اللبنانية.

وتفيد المعلومات الواردة من المدينة التي تُسيطر على معظمها “جبهة النصرة”، ان المعارك التي دارت هي الأعنف بين التنظيمين منذ أشهر حيث إستخدمت فيها القذائف الصاروخية والأسلحة الرشاشة في قتال شوارع عنيف. وتهدف “النصرة” من خلال المعارك إلى إخراج التنظيم من المدينة. وبحسب قراءة “الحدث نيوز” للأحداث، فأن الهدف ربما إخراجها نحو منطقة القلمون الشرقي حيث يتمتع “داعش” بوجود هام لكنه أيضاً يخوض قتالاً شرساً على جبهات الشرق مع فصائل أهمها “جيش الإسلام”.

وتداول نشطاء رسالة قيل أنها من “التلي” يتوعّد فيها عناصر داعش مجدداً معلناً أن “ما يحصل من معارك أتى بعد إنذار الخوارج (عناصر داعش) بضرورة تسليم النفس والسلاح”، فيما لم يتسنى التأكد من صحتها.

وأسفرت المعارك حتى الآن عن سقوط قتلى وجرحى بين الطرفين وأسر عدد من مسلحي التنظيم، وسط مؤشرات على تمددها لتصل لتشمل قرى منطقة “وادي بردى”. وتفيد المعلومات، أن “النصرة إستطاعت أسر 15 من مسلحي تنظيم “داعش” فيما فجر أحد شرعيي التنظيم والملقب بأبي بكر العطار “أردني الحنسية” نفسه بحزام ناسف عند محاولة توقيفه واعتقاله، مأ أدى لمقتله على الفور.

وتركزت المعارك بشكلٍ أساسي، قرب “دوار البانورما ” في المدينة، والذي يحوي مقار “داعش” الأساسية، وإستخدمت فيها القذائف الصاروخية بكثرة فضلاً عن قذائف الهاون التي أمطرت الساعة في سعيٍ من “النصرة” لتأمين عبور المقاتلين نحو محاور متقدمة بهدف السيطرة على نقاط التنظيم، فيما تدور أخرى بشكل أعنف في حي الشبلي غرب المدينة.

وتقاطعت المعلومات لدى “الحدث نيوز”، بأن “النصرة” كانت المبادرة في الهجوم على مواقع “داعش” وليس العكس، وهو ما يؤكد وجود نيّة مبيتة من أجل الإنقضاض على تنظيم “البغدادي” بعد وصول العلاقة بين فرعه في دمشق وفرع جبهة النصرة في القلمو إلى أسوأ مراحلها بعد إغتيال “البانياسي” وعدد من أمراء “داعش” الذين كانوا يتمتعون بعلاقة أكثر من جيدة مع “التلي” الذي يعرف أيضاً بأسم “الشامي”.

من جهته، أفاد المركز الإعلامي في التل، كشف عبر صفحته الرسمية في “فيسبوك”، عن سقوط نحو 15 قتيلًا على الأقل خلال اليومين الماضيين جراء الاشتباكات.

وتقع المدينة في قلب منطقة القلمون وهي لاتزال تحت سيطرة المسلحين وغالبيتهم من جبهة النصرة. الجيش السوري تحاشى دخولها أثناء معارك إستعادة السيطرة على قرى القلمون بسبب وجود مئات آلاف الأهالي في داخلها، لكنه آثر حصارها من الخارج بهدف منع حركة المسلحين وتمددهم نحو الخارج.

وعلى جبهة ليست ببعيدة، تدور إشتباكات بين المسلحين المعارضين في بلدة الضمير في القلمون الشرقي، بين “جيش الاسلام” وما يعرف بـ “جيش تحرير الشام” كانت نتيجتها مقتل مسلحين اثنين من “جيش الإسلام” وإصابة خمسة آخرين تم نقلهم إلى مشافي ميدانية .

وتأتي المعارك بعد خلافات متفاقمة بين الجماعتين، حيث يتهم “جيش الإسلام” “تحرير الشام” وقائدها وهو ضابط منشق عن الجيش السوري يدعى “فراس بيطار”، بأنهم يبايعون تنظيم “داعش” في السر، على الرغم من أن تشكيل هذا “الجيش”، أتى بعد إتحاد عدة كتائب مسلحة بهدف مقاتلة التنظيم الإرهابي.

ويقول مراقبون، أن الغاية من قتال “تحرير الشام” ليس إتهامه بمبايعة داعش، بل خوفاً على نفوذ “جيش الإسلام” الذي يتعامل بطريقة تعسفية – عسكرية مع كل فصيل مسلح يرى أنه يمكن أن يُشكل خطراً على وجوده أو تأثيراً على نفوذه.

وكانت “النصرة” خسرت العديد من مواقعها لصالح “داعش” في جرود عرسال حيث وصل التنظيم إلى منطقة مدينة الملاهي شرقي البلدة والتي تعتبر أهم مواقع “التلي” في المنطقة، ما دفع وسطاء إلى محاولة التوسط بين الفريقين وعلى رأسهم الداعية المتشدّد مصطفى الحجيري (ابو طاقيه).