دام برس - مروة عودة :

تعالت الشعارات في الغرب المنددة بالتعاطف مع اللاجئ السوري و تقديم التسهيلات الاستثنائية له و الدعم المعنوي و المادي له على اعتبار أنها قضية إنسانية.

بالنسبة للشاب السوري كان الهدف الأول له من الهجرة هو اعتقاده بأنه سيحقق حلمه و طموحه في الخارج و الهدف الثاني له هو الهروب من المسؤولية، و من واقع الدفاع عن الذات و الهدف الثالث عيش الحياة التي يرسمها و يصورها الغرب لهم والتي طبعا لا تبت للواقع بصلة.

لكن و للأسف الشاب السوري لا يعلم حقيقة الأمر .. لا يعلم بأن الغرب يعملون و بتخطيط مسبق على هذا الأمر و بعيدين كل البعد عن مصلحة الشاب السوري بل هدفهم دفع أعراض الشيخوخة عن بلادهم.

و خاصة ألمانيا والجدير بالذكر أن ألمانيا التي تعاني فعلا من أعراض "الشيخوخة" هي الأكثر سكانا في الاتحاد الأوروبي بنحو 82 مليون نسمة.

وتوجد بها 4 أقليات محلية معترف بها رسميا وبلغاتها الخاصة، هي الدنماركية والصربية والفريزية والغجر الألمان.

 وتبذل الحكومات الألمانية جهودا كبيرة في سبيل إدماج المهاجرين في المجتمع. والتشريعات الألمانية لا تعتبر المسلمين أقلية، ولا تعترف بلغات المهاجرين الوافدين. هذا كان الهدف الأول أما الهدف الثاني فهو سياسي و ذلك لتفريغ سورية من الأيادي الشابة و ذلك لمحاولة دمارها اقتصاديا وسياسيا و اجتماعيا.

وعن هذا الشأن تحدثنا مع الدكتور عبد السلام راجح و سألناه عن آلية الحد من الهجرة حيث قال :

بسم الله الرحمن الرحيم .. حقيقة عندما نتحدث عن الهجرة فنحن نتحدث عن خلو البلد من شبابها و الذين هم عماد المستقبل، و إذا كان الشباب يهاجر فهذا يعني أننا يجي أن نخاطبهم مباشرة لأجل أن نقول لهم إن البلاد إنما يعمرها شبابها

و يجب أن يتحقق فينا اليقين بأن هذه البلاد هي أمنا وهي ملاذنا وهي مستقبلنا و إذا وصلنا إلى هذا اليقين فيجب أن نعتقد أن مسؤوليتنا تجاه أرضنا هي مسؤولية كبيرة يجب أن نلتزمها الالتزام يليق بمدى عطاء هذه البلاد و هذا البلد لنا الآلية الثانية هي الحالة الاعتقادية التي تحملنا على حسن انتمائنا لوطننا.

 مهما قدم لنا من مغريات في غير بلدنا فلن نكون أعزاء كما في بلادنا أما الآلية الثانية هي النظر في ما يقتضيه الاستبقاء عليها في البلد من حيث توفير فرص العمل و توفير أسباب المعيشة و فتح آفاق كسب الرزق و تأمين العمل وهذه الاعتبارات يجب أن تكون حاضرة لأجل أن تحقق مطلوب شبابنا وكذلك تأمين الدراسة و دخول الجامعة.

هذه الاعتبارات إذا نظر إليها تسهم في ذهاب هذه الفكرة ألا وهي الهجرة من أذهان أولادنا أما الآلية الثالثة وهنا لعلي أرجع إلى الحالة الأولى من الاعتقاد و الولاء والانتماء يجب أن نؤمن يقينا أن هذه البلاد لا يدفع عنها إلا أولادها فإذا كنا جميعا وصلنا إلى هذه القناعة التي لا يدفع عنها العدوان إلا من خلال قوة أبنائها و تلاحمهم و حبهم لوطنهم فإنني أقول إن كل من يترك وطنه و يهاجر و يترك بلده عرضة لهذا الاعتداء فلمن نترك أوطاننا.

إذا نحن هاجرنا فيجب أن نعتقد يقينا أننا يجب أن نرسخ في بلدنا كما ترسخ الأشجار فيها والتي تحيى واقفة ولن تموت إن شاء الله و إن ماتت تموت واقفة.

هذا يقتضي منا ألا نجعل بديلا عن حبنا لبلادنا أو انتمائنا له بوطن آخر أو موطن أو مسكن آخر هذه القضية هي التي تفرض علينا قيمة بلادنا.

و أنه إذا لم نرسخ نحن النخب نحن المثقفون نحن الخطباء نحن القائمين على الثقافة إذا لم نرسخ في أذهان أولادنا أن البلاد إنما يحميها أولادها فإننا لن نستطيع أن نربط هذا الولد في جذوره.

هذه آليات حقيقة منها ما يدخل في الوجدانيات وفي الحالة القلبية ومنها ما يدخل في الحالة العملية و أساس كل كذلك هو الانطلاق من الأسرة التي يحمل فيها الأب و الأم القناعة الكاملة أنه لا عز لنا في بلاد إلا بلادنا .

كما تحدثنا أيضا مع الدكتور شادي أحمد  بذات الملف وطرحنا عليه ذات السؤال فأجاب بالتالي :

من أجل الحد من آلية الهجرة يجب أن تتوفر الآليات الآتية أولا عامل الآمان و ذلك بالاستمرار في محاربة المجموعات الإرهابية التي لها الدور الأكبر في تهجير الشباب و المواطنين السورين بشكل كبير المسألة الثانية لابد من تشكيل شبكة آمان اجتماعية و صندوق معونة اجتماعي من أجل دعم مقومات صمود السورين داخل أراضيهم لأن معظم الذين هاجروا فقدوا سبل العيش وهذا الأمر مناط بسياسات الحكومة السورية.

و الأمر الثالث  يجب أن يكون هناك حملة إعلامية من أجل التوضيح بأن عملية فتح أبواب الهجرة إلى أوروبا بهذا الشكل إنما يوجد من ورائها استثمار سياسي سيقوم به الأوربيين لاحقا من أجل التأثير على الحالة السياسية في سورية سواء استحقاقات انتخابية وسياسية  قادمة وهذا الأمر ما فعلته أوروبا.

و خاصة ألمانيا عندما استقبلت المجموعات الكبيرة من الأكراد والأتراك الذين هاجروا في الخمسينات ثم أصبحوا أداة سياسية في يدها للتأثير على الحياة داخل تركيا.

إذا هذه العوامل الأمني و الاقتصادي و النفسي و الإعلامي هي الإجراءات التي يجب أن تقوم بها الحكومة السورية بالتركيز عليها لها انتماء ديني معين تهاجر إلى دولة محددة و يجب أن يظهر القوانين الأوروبية و طريقة معاملتها للمهاجرين بأن التعامل معهم خارج هذه القوانين طبعا و للإعلام دور مهم في هذا الشأن ..

الإعلام يجب أن يوضح الفرق بين الهجرة و اللجوء و التهجير و النزوح و يجب أن يذكر لماذا تزايدت أعداد المهاجرين الآن بكثرة.

 لماذا الآن تقدم تسهيلات استثنائية من دول محددة بشكل كبير ولماذا هناك انتقائية في استقبال العناصر المهاجرة يعني أحيانا هناك مكونات سورية، لماذا لم تفتح أبواب الهجرة لليمنيين و الليبيين و العراقيين و الفلسطينيين مثلما فتحت للسوريين.

 إنها عملية سياسية جديدة تستهدف استكمال الحرب على سورية بطريقة أخرى.

و تساءل الأستاذ شادي.. ما هي الإجراءات العملية الميدانية على الأرض والتي قامت بها الحكومة لمعالجة أسباب الهجرة

و ما هي الخطط المستقبلية لضمان عودة أبناء الوطن

في الختام ..

على الشاب السوري أن يعلم أن المهاجر يعاني صعوبة في التأقلم مع شعب جديد و بلد جديد وعادات و تقاليد جديدة و أنه سيصاب بأكبر الأضرار

ألا وهي انصهار اللغات و الثقافات لدى الشعوب و محوها كما يعاني سوء في المعاملة والأهم أنه يعاني من كونه بلا وطن..

لن يكون هناك حضن أدفا وأحن من حضن الوطن فلتعلم أيها المواطن السوري.