دام برس:
بعد أيام من القلق الدولي والشكوك الأمريكية، حول التحركات الروسية المريبة على الساحل السوري، حلّقت الطائرات الروسية في الثلاثين من أيلول، لتعلن بداية عملياتها الجوية في سورية، وبداية موجة جديدة من القلق والشكوك الدولية، حول النوايا الحقيقية للعمليات الروسية.

»»» التقدمي الإقطاعي الإشتراكي وليد جنبلاط، لم يمهل موسكو إلا ساعات قليلة، حتى غرّد بقسوة تليق بذيل "الحمار الديمقراطي"، بأن "الدب الروسي لا يجيد أبسط قواعد الديبلوماسية". يمكن للعالم أن يستوطن بلوتو، دون أن يستطيع تحديد القواعد التي يعنيها "زبّال" نيويورك، وأقذر النفايات السياسية في بيروت. مندوب المملكة السعودية في الأمم المتحدة، تسلّح بكل الوقاحة الديبلوماسية، قبل أن يقفز برشاقة مذهلة، فوق دماء الشعب اليمني ومدنه المدمرة وآلاف القتلى، ويعلن عن قلق الرياض من العمليات الروسية في سوريا، أما وزير خارجية المملكة فتوقفت قواعده الديبلوماسية عند عبارة واحدة يرددها في كل مكان، بأنه لا مكان للأسد في سوريا إما بعملية سياسية أوعملية عسكرية، ليذكرنا دائما بحكمة لافروف حين نعته بالغبي السخيف. جماعة الإخوان المسلمون أعلنت النفير العام للجهاد ضد "الإحتلال الروسي السافر لسوريا"، وقالت بأنه واجب شرعي على كل قادر على حمل السلاح. نفيرها دفع المئات من حاملي السلاح، في عدة مناطق تنعم بالحرية والديمقراطية، للهرولة نحو حضن النظام الديكتاتوري، وإلقاء السلاح تحت قدميه.

»»» الرئيس الروسي أعلن بأن «الأمن القومي الروسي» المهدد من آلاف الروس المتواجدين مع التنظيمات الإرهابية على الأرض السورية، دفعت موسكو لإتخاذ خطوات استباقية عبر عملياتها العسكرية في سوريا. أما عن الحرب الإعلامية المعادية لحربه على الإرهاب، فقال بأن «المعلومات الأولى عن سقوط ضحايا مدنيين صدرت حتى قبل إقلاع طائراتنا». الرئيس الأمريكي باراك أوباما، قال بأن غارات موسكو تقوي تنظيم "الدولة الإسلامية"، وتضعف "المعارضة المعتدلة". هل يمكن تقوية التنظيم الإرهابي أكثر مما فعله تحالف جدة بقيادة الولايات المتحدة؟ فبعد عام واحد فقط من الغارات المكثفة، تمدد الحلم الداعشي وازدهر اقتصاده وإرهابه. أما عن إضعاف "المعارضة المعتدلة"، فيبدو أنها بلغت حدا من الضعف، لا يستحق عناء التنقيب عن الناجين الأربعة، من عناصر المعارضة المعتدلة، التي دربتها الولايات المتحدة. بينما كان وزير الخارجية الروسي يعلن أن تنظيم "الجيش الحر" تنظيم وهمي، وأن وزير الخارجية الأمريكي لم يرد حتى الآن، على طلبه بتقديم معلومات عن مواقع هذا الجيش وقادته.

»»» التصريحات الأمريكية المرافقة لخطوة بوتين الجريئة على الرقعة الملتهبة، تعكس قلق البيت الأبيض من نجاح موسكو في حربها ضد الإرهاب، وخاصة وهي تراقب حالة الهلع الذي اجتاح التنظيمات الإرهابية، بعد عدة أيام على بداية العمليات العسكرية، وبضعة عشرات من الضربات الجوية الدقيقة، التي جعلت القطعان الإرهابية تبدأ رحلة فرار جماعي عبر الحدود التركية والأردنية. يسعى أوباما في محاولة يائسة، لضبط ايقاع العمليات الروسية، ضمن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة. الديبلوماسية الروسية التي بات صوتها مترافقا مع هدير طائراتها الحربية في السماء السورية، تحاول جرّ "الحمار الديمقراطي" بعيدا عن استراتيجية الرفس العشوائي، نحو منطقة مستقرة وخالية من الإرهاب، وحلول سياسية لمشاكل المنطقة تحترم خيارات الشعوب وسيادة الدول.

»»» مع تمسك الدولة السورية بأولوية الحرب على الإرهاب، كممر إجباري لنجاح أي حل سياسي للأزمة. أعلن وزير الخارجية «وليد المعلم» موافقة سورية على المشاركة في لجان «دي مستورا» للعصف الفكري، حسبما أكد المندوب الأممي مرارا، بأن مهمة اللجان الأربعة هي تبادل الأفكار التي يمكن الإستفادة منها للتحضير لجنيف3. يبدو أن عصف دي مستورا الفكري، سيبقى مؤجلا حتى انتهاء العصف الجوي والبري لتحالف دمشق ضد الإرهاب، حتى تتمكن اللجان من ممارسة عصفها بهدوء يليق بمندوب العصف الفكري.

»»» بعد الثلاثين من ايلول، لا صوت يعلو على صوت الحرب على الإرهاب. فالسوخوي تطير والكلاب تنبح.
م. سامر عبد الكريم منصور