Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 29 آذار 2024   الساعة 00:45:44
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
«تكتيك القصير».. لحسم الزبداني

دام برس :

لا تخرج معركة الزبداني عن سياق الحرب الشاملة التي بدأها حزب الله لتأمين الحدود اللبنانية، فالمدينة المجاورة لجرود قوسيا في أعلي زحلة والتي تبعد 40 كيلومتراً عن دمشق، تعتبر جزءً لا يتجزأ من حلقة القلمون التي أعدت لتكون يوماً مـا شوكة في خاصرة المقاومة.

على الرغم من تمتعها بإتصالٍ من حيث المنطقة والأهداف بما كان يُحضّر، لكن الزبداني مختلفة من حيث البيئة والجغرافيا العمرانية عن سائر مناطق القلمون، حتى طبيعتها مختلفة، فبينما تعد قرى القلمون مناطق جردية قاحلة، تعتبر الزبداني مصيفاً سورياً رائداً تتكامل مع محيطها في بلودان وسرغايا لتصبح مناطق ذات جغرافيا سياحية خضراء مشابهة لمناطق ريفي تلكلخ والقصير. جغرافيتها العمرانية مصمّمة على أساس مدينة، ففيها مبانٍ مرتفعة وأخرى ريفية وشوارع واسعة وفِلل ومنازل فخمة. تنظيمها المدني يعطيها شكلاً مشابها لتقسيم مدينتي يبرود والقصير مع ميزة انها مصيف، لكن وعلى الرغم من التشابه الكبير، تتميّز بشخصيّة خاصة تغطيها هوية مختلفة عن سائر مناطق القلمون.

حزب الله ومعه الجيش السوري، أدركـا الإختلاف بين مناطق القلمون والزبداني، والتشابه مع مناطق القصير، فإختاروا بعناية التكتيك الخاص بالمعركة الذي دمج بين المشتركات في القسمين مع تحديد نوعيّة المقاتلين وإختصاصاتهم لما يتلائم مع الجغرافيا. فمثلاً، فضّلت المقاومة توكيل المهمة في جزءٍ كبيرٍ منها إلى وحدات بات لديها خبرة مُعزّزة في حرب المدن قاتلت في السابق بمناطق الغوطة الشرقية لدمشق وأصبحت تتكيّف مع هذا النوع من المعارك طُعّمت بأخرى من الذين شاركوا في معارك جرود القلمون لاسيما مجموعات الهندسة لتُخرج المقاومة توليفةً خاصة وفّرت لها البديل والإمكانيات، وبعد أسابيع على المعركة أثبتت هذه الوحدات جدارتها في قضم المدينة بشكلٍ واضح.

أخرج القادة الميدانيون ما في جعبتهم من خطط عسكرية قلّبوها بين أيديهم ليختاروا الأفضل لإنجاح المعركة. “تكتيك القصير” إستعيد هُنـا لكن مع فارق أنه عُدّل لكي يتلائم مع الزبداني أيضاً. “التكتيك” هذا الذي عُمل به في المدينة الريفية بحمص، قضى يومها بالإختراق من أطرافها بعد تأمين خطوط الأمداد، ومن ثم قيام المجموعات بعمليات قضم ضمن حرب المدن عبر تأمينٍ ناريٍ واسعٍ وعنيف. كان التمدّد في القصير يتم عبر الكتل السكنية وكانت المعارك تدور بين منزل وآخر، فيما كانت تتقدم مجموعات اخرى في الشوارع خلف الجرافات التي كانت ترفع السواتر لحماية المقاومين وتعزيز تقدمهم. نفس الأسلوب تقريباً يحصل اليوم في الزبداني، لكن مع فارق ان سيناريو القضم يتم في عدة جهات في نفس الوقت مع خطوط دعم مفتوحة أكثر من القصير وعبر مجموعات أصغر عدداً تخترق المحور المُحدّد عبر “تشعبات” تُشتّت قدرات المدافعين من المسلحين.

وبحسب ما توفّر من معلومات لـ “الحدث نيوز”، فإن المعارك الجارية حالياً يتم فيها تشعّب قوات المقاومة والجيش السوري إنطلاقاً من الأحياء الجنوبية التي تمّت السيطرة عليها مؤخراً والتي باتت خطوط إمداد وتجميع. فمن الجزء الجنوبي يتم التمدّد من محورين، محور نحو جنوب شرق الزبداني يؤازر من قوات أخرى تنطلق من الجزء الشرقي وتستهدف السيطرة على ساحة المهرجان والتغلغل في عمق منطقة سيطرة المسلحين حيث يتمركزون، وآخر ينطلق من الشرق ليصل إلى دوار جامع “الأمام علي” ليتم وصل هذا الجزء بالجزء الآخر الواقع في الجنوب الغربي ويصار لتشكيل منطقة آمنة تفتح محوراً واسعاً يزيد من حصار المسلحين في داخل مناطقهم التي بدأت تتقلّص بشكلٍ واضح. في نفس الإيقاع يتمّ التمدّد من الجنوب نحو الجنوب الغربي حيث تمكّنت المقاومة اليوم من السيطرة على جامع بردى ومحيطه والتثبيت فيما كانت المقاومة لا تزال تُثبّت قواتها منذ مدة في الجزء الغربي من المدينة إنطلاقاً من حي الجمعيات. نجاح المقاومة في السيطرة على جامع بردى بات يسمح لها بالإنطلاق من محورين للسيطرة على كامل الحي الغربي من المدينة وفق نفس عملية القضم والسيناريو.

في الخلاصة فإن تآكل مناطق سيطرة المسلحين وتقلصها في الأجزاء المذكورة إنافاً، يدفعهم إلى التراجع نحو الأحياء  الشمالية التي تشهد حالياً عمليات قصف وإستهدافات نارية بعيدة وعبر مقاتلات سلاح الجو، وبالتالي تجميع المسلحين هناك بعد تقدم المقاومة من الأجزاء آنفة الذكر في سيناريو معد مسبقاً، ومشابه لما جرى في مدينة القصير حيث تمّ تجميع المسلحين يومها في الجزء الشمالي من المدينة بعد قضمها إنطلاقاً من الجنوب، الجنوب الشرقي، الشرق، الجنوب الغربي، والغرب.

بالعودة إلى تطورات الميدان، فإن الجزء الشمالي لم يخرج عن دائرة نشاط المقاومة والجيش السوري، فقد قضت الوحدات على ثلاثين مسلحًا على طريق بردى جنوب الزبداني، ومحور قلعة الزهراء باتجاه حي النابوع على الطرف الشمالي الغربي من المدينة، في وقت تتواصل فيه عمليات المقاومة بإتجاه الحي الغربي بعد السيطرة على جامع بردى. وتمكنت المقاومة من خلال هذه العملية من قتل عشرات المسلحين بينهم مجموعة إثر نسف مبنى كامل كانوا يتحصنون فيه بمحيط الجامع.

وعرضت قناة “المنار” مشاهد خاصة من الإعلام الحربي تظهر تحرير قوات الجيش السوري والمقاومة جامع بردى والكتل المحيطة به جنوب غرب الزبداني.

الحدث نيوز - عبد الله قمح

الوسوم (Tags)

الجيش   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz