Logo Dampress

آخر تحديث : الخميس 28 آذار 2024   الساعة 21:37:24
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
هل مات الملا عمر فعلاً .. وما مصير حركة طالبان من بعده؟

دام برس :

لم يصدر أي رد فعل رسمي عن حركة طالبان على الأنباء التي راجت منذ صباح الأربعاء عن وفاة الملا عمر زعيم الحركة قبل عامين في أحد مستشفيات باكستان، بعد تعرضه لمتاعب صحية، ولكن إذا تأكدت هذه الأنباء المنسوبة إلى مسؤولين في الحكومة الأفغانية، والمخابرات الباكستانية، فإن هذه الوفاة ستشكل ضربة قاسية لحركة طالبان في مثل هذا الوقت الحرج الذي توشك فيه القوات الأمريكية على الانسحاب مهزومة من أفغانستان، وتتفاوض من أجل تسليم السلطة إليها، جزئياً أو كلياً.

الملا عمر كان غامضاً في حياته، عازفاً عن السلطة، زاهداً بالأضواء، فلم يلتق صحافياً واحداً في حياته، ولم يظهر في أي شريط فيديو، وأحد الذين التقوه قال لـ"راي اليوم" أنه كان متقشفاً في طعامه ومعاشه، ومتعبداً طوال نهاره ومعظم ليله في دارته المتواضعة جداً، ومقاتلاً شرساً ضد القوات السوفييتية أثناء الجهاد الأفغاني، وفقد أحد عينية بشظية قنبلة أثناء الحرب الأفغانية.

وعندما نقول أن وفاته (إذا تأكدت) ستكون ضربة قاصمة لحركته، فلأنه الرجل الوحيد الذي نجح في الإبقاء على وحدتها، والسيطرة على صراع الأجنحة فيها، ومنع الانشقاقات، واختفاؤه من المشهد القيادي ربما يؤدي إلى إحياء النزعات الانشقاقية في حركة طالبان بقوة، خاصة أن الخلافات بين الأجنحة تفاقمت حول مسألة شرعية المفاوضات السلمية مع الحكومة الأفغانية أو الاحتلال الأمريكي.

كان هناك جناحان قويان في حركة طالبان ينقسمان فيما يتعلق بالنظرة، وطريقة التعاطي مع المجاهدين العرب في أفغانستان، وتنظيم "القاعدة" الذي كان يتزعمه الشيخ أسامة بن لادن، ومسألة العداء لأمريكا والغرب.

الأول: يتزعمه الملا عمر، ويطالب بإكرام وفادة هؤلاء، وتقديم كل الحماية والدعم لهم لأنهم ضيوف أفغانستان، وقاتلوا مع أبنائها لإخراج القوات السوفييتية منها، وليس من أخلاق الاسلام التخلي عنهم أو طردهم.

الثاني: يعتبر تنظيم "القاعدة" عبئاً على أفغانستان وحركة طالبان، ويهدد بقاء واستمرار "الإمارة الاسلامية" ويضعها في حال حرب مع العالم والولايات المتحدة التي ساعدت على إنهاء الاستعمار السوفييتي لأفغانستان، ولهذا يجب إبعاد جميع هؤلاء من البلاد وعلى رأسهم الشيخ بن لادن.

الملا عمر تصدى بقوة للجناح الثاني، وقدم كل العون والمساعدة للمجاهدين العرب، ورفض تسليم الشيخ بن لادن للمملكة العربية السعودية، وطرد الأمير تركي الفيصل رئيس المخابرات السعودية من مجلسه الذي وصل إلى مطار قندهار على ظهر طائرة خاصة، حاملاً وعوداً بالاعتراف بحكم طالبان من قبل حكومته والولايات المتحدة الأمريكية وتسليمها مقعد أفغانستان في الأمم المتحدة، علاوة على بضعة مليارات من الدولارات.

الأمير الفيصل هدد الملا عمر بأنه سيندم كثيراً إذا لم يسلم الشيخ بن لادن المتهم بالإرهاب، ولكن زعيم حركة طالبان لم يأبه بهذه التهديدات وعاب على الأمير السعودي أن يتطوع لتسليم إنسان مسلم إلى دولة الكفار (أمريكا)، واقترح محاكمته (أي بن لادن) أمام محكمة قضاتها علماء مسلمين للبت في تهم الإرهاب الموجهة إليه، وقضية تسليمه لأمريكا بعد تفجيرات سفارتي نيروبي ودار السلام، ولكن هذا الرد أغضب الأمير السعودي الذي غادر حانقاً ومزمجراً إلى طائرته التي كانت في انتظاره في المطار.

المرة الأولى التي ظهرت فيها مسألة وفاة الملا عمر على السطح، كانت قبل أكثر من شهر عندما طالبت مجموعة من العلماء المسلمين الأفغان على رأسهم الملا أبو طالوت الخراساني أحد أعضاء مجلس شورى حركة طالبان طالبت الملا عمر بضرورة الظهور في شريط فيديو يثبت أنه ما زال على قيد الحياة، وإلا فلن يكون أمامهم من خيار غير تقديم البيعة إلى خليفة المسلمين ابراهيم بن عواد البدري الحسني القرشي (أبو بكر البغدادي).

وقال الملا أبو طالوت في رسالته، أنه ذهب إلى الإبن الأكبر للملا عمر لاستطلاع الحقيقة، فأكد له، أي الإبن، أنه لا يعرف مكان والده، ورجح استشهاده، وأضاف، أي الملا أبو طالوت، أنه شد الرحال إلى شقيقي الملا عمر مولاي عبد المنان إخوند، ومولاي صديق الله أخند، فأكداً له أنهما لم يسمعا منه منذ انهيار إمارة افغانستان الاسلامية عام 2001.

ما يجعلنا لا نندفع في "رأي اليوم" خلف أنباء وفاة الملا عمر مثل الآخرين ونلتزم كل جوانب الحذر، أن الرجل أصدر شريطاً صوتياً نسب إليه ليلة عيد الفطر المبارك بارك فيه المفاوضات السلمية لحركته مع الحكومتين الأفغانية والأمريكية، وكذلك عدم صدور بيان رسمي من حركة طالبان نفسها يؤكد هذه الوفاة حتى الآن.

جرت العادة أن تبادر معظم أو جميع الحركات الاسلامية الأصولية إلى إعلان وفاة أو "استشهاد" قادتها دون تردد، تطبيقاً لأحكام الشريعة التي تنص على ذلك، لأسباب تتعلق بالإرث والورثة وحق الزوجات في الزواج بعد اكتمال عدتهن الشرعية، ولذلك لم يتردد تنظيم "القاعدة" مطلقاً في إعلان اغتيال زعيمه الشيخ أسامة بن لادن في أيار (مايو) عام 2011 في أبوت أباد أثناء هجوم لوحدة العجول الأمريكية على بيته.

وفاة الملا عمر إذا تأكدت ستخلق حالة من الانقسام وربما الفوضى في صفوف حركة طالبان، وستدفع بنسبة كبيرة من أنصار الحركة وقادتها الميدانيين لإعلان البيعة لـ"الدولة الاسلامية"، والقتال في صفوفها سواء ضد القوات الأمريكية في أفغانستان وباكستان أو في العراق وسورية وجبهات أخرى.

الوسوم (Tags)

باكستان   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz