Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 26 نيسان 2024   الساعة 01:27:55
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
موسم ’’البطّ التركي’’

دام برس :

أخرج صمود الجيش العربي السوري "نظرية المناطق الآمنة" من أذهان الدول التكفيرية في "السعودية وتركيا" إلى غير رجعة، بعد أن استطاعت وحداته المقاتلة إخلاء مجموعات عسكرية كانت متحصنة في مشفى جسر الشغور الوطني بعملية نوعية، عجز العقل التركي – السعودي – الأميركي عن تفسيرها حتى اللحظة. العملية التي لم تكن بحاجة إلى أي شيء سوى إرادة الخروج من فوق نفق "حُفر بمعدّات تركية" وفخخ بـ"ألغام سعودية – أميركية" وصل وزنها إلى 50 طن فقط، حيث كانت الغاية الوحيدة من بعد 28 يوم صمود وفشل أكثر من 10 هجمات انتحارية – انغماسية سقطت بمجملها على أبواب المشفى بعزيمة حاميته، ومقتل مايقارب الـ500 مسلّح من "جيش الفتح" الذي شكلته تركيا بأموال سعودية، ودعم لوجستي أميركي – إسرائيلي سوى إلى تحويل المشفى مع حاميته إلى هباءاً منثورا، لتنتقل تركيا بعد الفشل الذريع الذي منيت به شمال سوريا في إرفاق تلك القطعة السورية بـ"السلطنة العثمانية"، وتحوّلها إلى جزيرة معزولة ومطوّقة بوحدات الجيش السوري، للحديث عن "تأمين حماية جوية" للميليشيات التكفيرية، كبديل "نهائي" عن فكرة "المناطق الآمنة، والذي أخذ "موافقة أميركية" مباشرة، لتترك تلك "الموافقة الأميركية السريعة" سؤالاً، هل تريد واشنطن مع تركيا ومملكة الرمال أن تنقذ ميليشياتها المحاصرة في مناطق إدلب .. أم تريد دعمها في تحقيق أي انتصار يخرجها من "تهمة" الغباء التكتيكي الذي نتج عنه تجميع كل العناصر المسلحة في "جزر معزولة" بعد أن كانت منتشرة عبر "مجموعات" في كامل ريف إدلب ..؟؟

فبالتزامن مع الحديث عن "تقسيمات" تطال الدولة السورية ترافقت مع "مخططات تقسيمية" انتشرت على وسائل الإعلام العربية والغربية، جرى حديث "أميركي – تركي" عن "نيّة" تركية لتقديم دعم جوي للميليشيات الإرهابية في سوريا، تمكّنها من "تحقيق تقدّم ميداني على الأرض" إلى مناطق بعد إدلب وريفها، والمقصود هنا، هو دعم تقدم الميليشيات إلى ريف حماة الشمالي، وريف اللاذقية الشمالي الشرقي، بعد أن عجزت عن التقدّم هناك "استراتيجياً" عقب سيطرتها على مدينة جسر الشغور وبعدها معسكر القرميد ومن ثم المسطومة، حيث برزت هنا التكتيكات العسكرية التي استخدمها الجيش السوري عندما قرر تقريب وحداته من بعضها باتجاه "سهل الغاب" من جهة، وريف اللاذقية من جهة أخرى، إضافة إلى تحصين مواقعه في "أريحا" التي اتخذ منها نقطة إنطلاق بعد أن فقد "مدينة إدلب" في أولى معارك مايسمّى "جيش الفتح"، وبالتالي فإن كلام «أردوغان» ومسؤوليه مع التشجيع الأميركي لفكرة "التأمين الجوي"، جاء نتيجة نجاح التكتيك العسكري السوري في استجرار أنقرة لـ"حرب جوية" ستكون نتيجتها محسومة لصالح "الدفاعات الجوية" السورية سلفاً .. ولتركيا تجارب كثيرة في هذا المضمار ..

هيئة الأركان التركية وللمرة العاشرة، أعلنت منذ يومين عن قيام وحدات الدّفاع الجوي السوري بعملية "إغلاق" على 3 طائرات تركية نوع "إف16" فوق إقليم "هاتاي" التركي لمدة 10 ثواني، وأنذرت السرب المعادي بضرورة الابتعاد عن الحدود السورية لأنها باتت ضمن مجال "إسقاطها"، هذا التحذير كان الأخير ضمن سلسلة "تحرشات" قامت بها الدفاعات الجوية السورية، خاصة وأنها استطاعت في وقت مضى إسقاط طائرة حربية تركية اخترقت المجال الجوي السوري، من هنا بدأ الجنب التركي يفكر جدّياً بضرورة استرداد هيبته أمام "مؤيدّيه" على الأقل داخل تركيا، حيث قام مرات عدة بالتحرش بالطائرات السورية التي كانت تقصف المواقع الإرهابية على الحدود مع تركيا، وتم إسقاط طائرة تابعة لسلاح الجو السوري حيث وقع قائدها أسيراً بيد الميليشيات الذين قاموا بقتله مباشرةً، وهي رسالة تركية فهمت الدولة السورية فحواها مباشرةً وبدأت العمل على تأمين النطاق الجوي مع تركيا بواسطة دفاعات جوية "حديثة" كان لها أثر كبير في الآونة الأخيرة على الطائرات التركية ..

في الحقيقة لاشيء يدعو للتفاؤل في الأيام القليلة القادمة، ومن شأن الحرب التي تخوضها الدولة السورية من خمس سنوات مع الميليشيات الإرهابية، أن تتطور إلى حرب دول مع الجانب التركي، الذي أشهر "بوقاحة" دعمه للميليشيات الإرهابية، لكن هذا الإشهار ورغم "جدّيته الإعلامية"، يبقى ضمن "جس النبض" و"الابتزاز الإعلامي" للمحور الداعم لتلك الميليشيات، خاصة وأنها لم تتمكن من استثمار "انتصاراتها" في الشمال السوري كما يجب، وأن الجيش السوري هو الوحيد فقط الذي خرج "منتصراً" من تلك المعارك، عندما نجح في جرّ تركيا إلى "المنصات الإعلامية" والاعتراف بدورها "علانية" مع الميليشيات، إضافة إلى دفعها للدخول مباشرةً في "معركة جوية" مع الدفاعات الجوية السورية .. فهل يلجأ «أردوغان» للانتحار "جوّاً" والتضحية بـ"أسراب" من مقاتلاته الحربية على "الحدود" مع سوريا .. بالرغم من أننا لانعتقد ذلك .. إلا أننا ندعوه لـ"التجريب" ... علّه يقتنع حينها بأن الدولة السورية مازالت بعيدة كثيراً عن "السقوط" الذي يتغنّى به مع مملكة الرمال على منابر الوهابية – الأميركية ..

عربي برس - ماهر خليل

الوسوم (Tags)

الجيش   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz