Logo Dampress

آخر تحديث : الخميس 28 آذار 2024   الساعة 20:42:38
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
قمة دون الرئيس الأسد .. جسد تفارقه الحياة

دام برس :

كتب عصام سلامة في سلاب نيوز .. "عذرًا، هذا المقعد شاغر.. لكن لا يمكنكم الجلوس عليه"، هذه هي اللافتة التي قررت جامعة الدول العربية وضعها على مقعد "العربية السورية"، خلال اجتماع القمة المرتقب والذي تبقى له ساعات ليبدأ جلساته الرسمية بمصر. لا أعلم كيف يمكن لقمةٍ عربية بهذا الحجم، وفي هذا التوقيت العاصف أن تجتمع دون سوريا؟!، وما هو الناتج المرجو من قمةٍ جمعت المتآمرين بالعروبة وعليها؟!، وخلت من الماسكة على الجمر طيلة أربع سنوات، ودفعت وحدها الثمن دون انتظار المقابل، للحفاظ على الأرض العربية؟!.
إنّ اجتماعًا تغيب عنه سوريا لا يمكن بحالٍ من الأحوال إطلاق مصطلح القمة عليه، فهو دون شك اجتماع الصغار، حتى وإن جُمع معهم بعض الكبار، فكان أولى بهؤلاء أن تكون الدعوة الأولى موجهة إلى الرئيس السوري بشار الأسد ليكون حاضرًا في هذا الاجتماع، صحيح إنّ غالبية الأعضاء سيمتنعون حينها عن الحضور، ولكن هل تقارن الأسود بالنعاج؟!.
كان الشرف لمصر والفخر لها، أن يشهد هذا الاجتماع عودة المقعد السوري للجامعة، وأن تكون أولى القرارات تحت الرئاسة المصرية دعوة الدولة التي شاركت في تأسيس الجامعة منذ 70 عامًا، فمن المفترض أن تكون الجامعة العربية حاضنة العرب، لا سلة بقايا العرب.
السفير بدر عبد العاطي المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية صرّح مؤخرًا بـ"أنّ القمة العربية تعقد في ظل تحديات غير مسبوقة خاصةً تحديات الإرهاب ومخططات تفتيت الدول العربية وتقسيمها، وبالتالي فإنّ تحديات الأمن القومي العربي ستكون على قائمة جدول أعمال القمة، حيث يناقش رؤساء الدول العربية تشكيل قوة عربية موحدة، إضافةً إلى المباحثات حول القضية الفلسطينية ولبنان وسوريا وغيرها من الدول العربية".
غير أنّ عبد العاطي لم يعطِ أي تفسير عن كيفية مناقشة الأوضاع في سوريا دون حضورها، وكيف تتم مواجهة مخططات التفتيت والتقسيم في ظل حضور المنفذين للمخطط والممولين له؟!
إنّ استبعاد سوريا من حضور القمة يعني أنّ القرارات ستأخذ منحىً من اثنين.. إما قرارات "حبر على ورق" كغيرها مما سبقها فلن تعدو سوى تلوين للوجوه القبيحة، وإما أن تصدر القرارات النهائية لتسير على درب المؤامرة، ولطبيعة بعض الحضور فالمنحى الأول هو الأقرب إلى النفاذ، فتنتهي القمة بصورة تذكارية تحفظ في أرشيف مبنى الجامعة تجمع الفرقاء وعلى وجوههم ابتسامة دبلوماسية لا طائل منها.
يتوهم غالبية الحضور أنّ عدم مشاركة "العربية السورية" في الاجتماع المرتقب نوع من العزل لها أو معاقبتها، غير أنّ واقع الأمر معاكس لهذا الوهم كليًا وجزئيًا، حيث أنّ الإساءة لسوريا هو حضورها إلى جوار أنصاف الرجال كما وصفهم الرئيس بشار الأسد، في هذا التوقيت الفارق بتاريخ الأمة العربية. عليهم جميعا أن يتذكروا كلمات الرئيس الأسد حينما قال "إنّ عودة سوريا إلى الجامعة العربية هو قرار الشعب العربي السوري دون سواه، وجامعة الدول العربية مجرد انعكاس للوضع العربي.. ومرآة لحالتنا العربية المزرية، فهي مرآة لزمن الانحطاط العربي، والخروج أو تجميد العضوية ليس قضية.. ولكن السؤال المهم: من سيخسر؟! هل يمكن للجسد أن يعيش بدون قلب؟!".
نعم سوريا هي قلب العروبة النابض، والجامعة دونها كالجسد الذي فارقته الحياة، فلا ينتظر منه سوي إخراج الروائح العفنة، فانتظروها.. أو اعملوا على إعادة القلب إلى موضعه.

الوسوم (Tags)

الرئيس   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz