دام برس :

الجهاد حمال أوجه بالنسبة لبعض التنظيمات المتطرفة كجبة النصرة، قد يكون ضد دولة أو حكومة تارةً أو ضد طائفة ما، وقد يكون تارةً أخرى ضد أخوة المنهج أنفسهم، الجهاد لديهم أشبه بالمتشابهات من آيات القرآن ، كل يؤلها كما يشاء.

الساحة الحورانية في درعا تشهد نوعاً من الحروب على السماء ومغانم الأرض من المال والنساء، جبهة النصرة أعلنت موسم الحصاد، الحصاد ليست للمحاصيل الحورانية بل بحق رؤوس ألوية شهداء اليرموك التي أينعت وحان قطافها بمنجل الموت النصروي.

يعود سبب إعلان موسم الموت من قبل النصرة بحق الميليشيات المسلحة في درعا استباقاً لمعركتها القادمة مع تنظيم داعش، الذي يسعى للحصول على بيعة تلك الميليشيات، داعش تريد بيعة عشائر حوران والميليشيات المتواجدة هناك، والنصرة ترى في ذلك خطراً داهماً يتهدد وجودها، فخليفة داعش ليس أميراً لمؤمني النصرة المتشحين بالسواد.

مطالبات ومناشدات في حوران تصدر من قبل البعض من أجل عدم انخراط النصرة والفصائل المسلحة الباقية في حرب الأشقاء.

اقتتال النصرة وما يُسمى لواء شهداء اليرموك يراه البعض صفعة للنظام الأردني والكيان الإسرائيلي، إذ بحسب المعلومات المتداولة فإن كلاً من عمّان وتل أبيب بالتعاون مع واشنطن تقوم على تدريب هذا اللواء ودعمه لوجستياً، وحرب كهذه إن اشتدت من شأنها أن تحول الساحة الحورانية إلى ساحة تصفية للميليشيات المسلحة بعضها ببعض، وتريح الجيش السوري لتجعله يتفرج على أخوة العقيدة التكفيرية يتقاتلون، فضلاً عن كونها ستجعله يستجمع قواه لساحات أخرى عوضاً عن حشدها خصيصاً لدرعا.

مراقبون يرون أن انتصار لواء شهداء اليرموك قد يجعل احتمال وصول داعش إلى حدود الأردن وعلى مقربة لصيقة بالكيان الصهيوني حقيقةً صعبةً، إذ أن هناك احتمال كبير لقيام لواء شهداء اليرموك أن يبايع داعش، بالتالي المنطقة ستكون تحت السلطة الداعشية، وجهة النظر هذه منطقية لكنها أيضاً ستحرج تنظيم داعش بذاتهن لأنه سيكون بمقربة الكيان الإسرائيلي فهل سيكون هذا التنظيم بتنفيذ عمليات ضد الإسرائيليين؟، والجواب الأكيد لا بالتالي قد يلتفت لإقامة العقيدة الداعشية الوهابية عل الحدود الأردنية لتنتشر تباعاً على الداخل الأردني، عندها كيف سيتصرف نظام الملك عبد الله؟

عربي برس