Logo Dampress

آخر تحديث : الخميس 28 آذار 2024   الساعة 15:51:17
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
الجيش السوري يضع اللمسات الأخيرة على "الطوق الآمن" في حلب

دام برس :

بعد أكثر من عام على بدء العملية العسكرية للجيش السوري في حلب في تشرين الثاني العام 2013، يضع الجيش الآن لمساته الأخيرة على «الطوق» المحيط بالمدينة،

 والذي من شأنه أن يحصنها ضد أية اختراقات جديدة من جهة، إضافة إلى أنه يحاصر المسلحين داخل الأحياء التي يسيطرون عليها في المدينة ويعزلهم عن الريف المفتوح على تركيا، ما يعني وفق مصدر عسكري أن «موسم الزراعة قد انتهى.. بانتظار قطف النتائج».
 
ويشرح مصدر عسكري سوري لـصحيفة «السفير» اللبنانية أن «الأوضاع في حلب قبل عامين كانت معقدة»، مضيفا «تطلب العمل على تشكيل طوق حول حلب مدة طويلة، لأن القتال داخل المدينة كان سيكلف الكثير من الخسائر البشرية والمادية». ويحاول الجيش في عمليته بمحيط حلب إعادة تطبيق السيناريو الذي تم في حمص، حيث تمت محاصرة الأحياء التي يسيطر عليها المسلحون مدة طويلة، لتسقط تباعاً أمام الحصار الكبير ونقص الذخائر والمؤن، مع فارق بسيط يتمثل بـ «النسبة الضئيلة جداً لوجود المدنيين في أحياء حلب مقارنة بحمص».
ويسيطر الجيش السوري حالياً على كامل محيط حلب، حيث يتمركز شرقاً في عدة قرى أبرزها الصبيحة (تبعد نحو ثلاثة كيلومترات عن المحطة الحرارية)، ويمتد وجوده إلى السفيرة، التي انطلقت منها العملية العسكرية نحو ريف حلب الشمالي، حيث يسيطر على كامل المحيط الشمالي وصولاً إلى مخيم حندرات الذي يمثل آخر نقاط المسلحين على المحور، حيث تجري معارك عنيفة في الوقت الحالي، لتبقى مسألة السيطرة عليه «مسألة وقت»، فيما تمكنت قوات الجيش السوري والفصائل التي تؤازره («لواء القدس»، الدفاع المحلي، اللجان الشعبية) من السيطرة على أرض الملاح الإستراتيجية (وهي تلة مرتفعة)، حيث تمكن الجيش من رصد جميع تحركات المسلحين من ريف حلب نحو المدينة.
ويوضح المصدر انه «ما إن ينهي الجيش عمليته في حندرات فإن الطريق يصبح مفتوحاً نحو دوار الجندول»، مضيفاً ان «قوات الجيش تسيطر على أحياء ملاصقة لمساكن هنانو (المناشر) في السكن الشبابي وصولاً إلى العويجة».
وعن مرحلة ما بعد الحصار يقول «يجري الحديث عن خطة (المبعوث الأممي ستيفان) دي ميستورا لتجميد القتال، وعن وساطات شعبية في بعض المناطق لإجراء مصالحات. ما يهمنا في الوقت الحالي أن الشق العسكري المتمثل بحصار المسلحين قد تم بالفعل».
وفي وقت كان يجري فيه الحديث عن استعداد قوات الجيش السوري لتنفيذ عمليات داخل أحياء حلب التي تسيطر عليها الفصائل المسلحة لتقطيع أوصالهم، يشير المصدر العسكري إلى أن «العمليات داخل الأحياء التي يسيطر عليها المسلحون خيار مطروح في حال فشل المفاوضات، إلا أنه من المبكر الحديث عنه»، في إشارة إلى تفضيل انتظار إنهاك المسلحين المحاصرين قبل فتح جبهات جديدة داخل حلب.
ومع إتمام الطوق على المدينة، تتوقع مصادر أمنية انخفاض وتيرة القذائف التي كانت تطال الأحياء السكنية في الشق الذي تسيطر عليه الحكومة من حلب (غرب حلب)، وذلك بسبب انقطاع طرق الإمدادات، ما يعني أن «على المسلحين أن يحسبوا حساب كل طلقة يطلقونها»، وفق المصادر الأمنية، ما يشكل «بشارة خير للمدنيين الذين عانوا على مدار السنتين الماضيتين من القذائف المتفجرة»، والتي تسببت في الفترة الممتدة بين تموز و10 كانون الأول الماضي بمقتل ما لا يقل عن 203 مدنيين، بينهم 42 طفلاً وطفلة دون سن الثامنة عشرة، وأكثر من 25 مواطنة فوق سن الـ18، إضافة الى 136 رجلاً وشاباً، وإصابة أكثر من 700 بجراح، بينهم عشرات الأطفال والمواطنات، نحو 25 في المئة منهم أصيبوا بإعاقات وتشوهات دائمة، وفق إحصاءات «المرصد السوري» المعارض.
وفي وقت تلتفت فيه الأنظار إلى مدينة حلب، يرى مصدر عسكري أن الفصائل المسلحة تحاول كسر هذا الحصار من جهة ريف إدلب، في ربط بين ما يجري في حلب وسيطرة المسلحين على معسكري وادي الضيف والحامدية قبل يومين، موضحاً أن «سيطرة جبهة النصرة وأحرار الشام على المعسكرين تفتح الطريق أمام الفصائل المسلحة من ريف إدلب نحو مدينة حلب من بوابتها الغربية، وتحديداً منطقة الزربة»، والتي يتوقع المصدر ان تشهد اشتباكات عنيفة في الفترة المقبلة في محاولة لفك الحصار.
وفي سياق متصل، ذكرت مصادر ميدانية أن معظم القوات التي كانت في معسكري وادي الضيف والحامدية وصلت إلى مورك ومنها إلى مطار حماه، حيث انسحبت القوات التي كانت متمركزة في المعسكرين، والتي حوصرت لأكثر من 11 شهراً بعد معارك عنيفة شنتها «جبهة النصرة» و»أحرار الشام».
وأوضح مصدر عسكري أن «الانسحاب تم على شكل مجموعات، حيث وصلت معظم المجموعات، بينها مجموعات انسحبت على متن عربات عسكرية، في حين لدينا بعض المفقودين ممن انقطع الاتصال بهم». ولم يذكر المصدر أي رقم دقيق لعدد ضحايا الجيش جراء الهجوم أو الانسحاب، إلا أنه أشار إلى أن «بعض الضحايا سقطوا خلال عملية الانسحاب».

الوسوم (Tags)

حلب   ,   السوري   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz