دام برس:
شائعات كثيرة انتشرت خلال العدوان الصهيوني على قطاع غزة ، وتناقلتها الألسن همساً وجهراً، وسرت بلمح البرق فور اعادة صناعتها وإنتاجها وتكامل فصولها ووضع السيناريو المناسب لها ونشرها بصورة مشوهة من قبل جهات وافراد لغايات وأهداف معادية بغية إثارة الرأي العام وتغيير اتجاهاتهم وتعديل أفكارهم باتجاه يخدم أهداف وتطلعات مطلقي الشائعات انفسهم.
وأهم ما ميز الشائعات الغموض والإبهام، ونسب بعضها لجهات اعلامية غربية واخرى عبرية ، ما ساهم في شدتها وانتشارها
فمن لقاء سري جمع وزير الخارجية الاماراتي بوزير خارجية الكيان الصهيوني في باريس بهدف التحريض على العدوان ودعمه ماليا وسياسيا، الى تجسس وفد الهلال الاحمر الاماراتي في غزة، الى التشكيك بدور مصر واتهامها الى جانب السعودية والامارات والاردن بالتواطؤ مع الاسرائيليين على غزة والمقاومة ، شائعات تداولتها مواقع اخبارية وصحف ووسائل اعلام ومواقع التواصل الاجتماعي على انها حقائق ومسلمات يتهم من يطعن بصدقيتها بالعمالة.
ولكن، من وراء هذه الشائعات ومن يدير ويمول المواقع الاخبارية ووسائل الاعلام مجهولة الهوية التي تحولت خلال العدوان لمصانع يتم فيها اعادة تدوير المعلومة ونشرها مشوهة ومسمومة، بقصد الاساءة الى بعض الدول والجهات ، فأخذت من مقولة وزير الدعاية النازية في المانيا في الحرب العالمية الثانية "غوبلز" الشهيرة :"اكذب،اكذب.. حتى تصدق نفسك"، شعارا لها.
لا يوجد ما يؤكد بشكل قاطع من يقف وراء هذه المواقع ، لكن هناك العديد من القرائن التي تشير بأصابع الاتهام لجهة معينة تحركت فور الاشارة الى هذه المواقع تلميحا، لتظهر بعدها مواد تدافع عن المفكر العربي د.عزمي بشارة وقطر ، وتهاجم في الوقت نفسه سوريا باعتبارها مصدر الهجوم على عزمي وجزيرته القطرية.
فأي زائر لهذه المواقع يخلص الى أن هذه المواقع تم انشاؤها كمنصات هجوم على دول بعينها تشاء الاقدار والصدفة أن تكون هذه الدول نفسها التي تهاجمها قناة الجزيرة ليلا نهارا وتحول مذيعوها الى ناشطين فيسبكوكيين يقولون ما ترغب قلوب حكامهم بقوله وتعجز السنتهم عن البوح به لحساسية المشهد الخليجي.
بالاضافة الى ذلك ، يمكن ملاحظة اتفاق هذه المواقع المنتشرة منذ العام 2013 على مهاجمة "سوريا، مصر ،الامارات ،الاردن ،البحرين وحزب الله اللبناني "، وتسقط أي حديث عن قطر وتركيا والاخوان المسلمين.
وفي تحليل اخباري نشر على صحيفة العربي الجديد الالكترونية يقول صحافي يدعى بشير "البكر" ، ان ثمة تقارير اخبارية تلفق معلومات تضع د.عزمي بشارة رئيس مجلس ادارة مؤسسة "فضاءات ميديا" التي تصدر "العربي الجديد" ،في موضع من يدعم مواقع إعلامية مجهولة الهوية، وهو اتهام، بحسبه، يأتي في إطار الصراع الحالي بين القوى السياسية في المنطقة، ويضيف ان محاولات النبش لمعرفة من يقف خلف تلك المواقع هو جزء من الحملة الإماراتية المصرية ضد قطر ، على حد زعمه
ومن قبيل "كاد المريب ان يقول خذونا" جاءت محاولة عزمي بشارة غسل يده من تلك المواقع المشبوهة، عبر تحليل احد العاملين لديه ، ولكن هل تبني قناة الجزيرة القطرية، والعربي الجديد الشائعات والتقارير المفبركة ذاتها التي فبركتها المواقع مجهولة الهوية هو من باب توارد الخواطر و"اتصال الارواح"؟.
بشير البكر وصف د.عزمي بشاره في مرافعته المشار اليها، بأنه "مناضل ومفكر معروف" قبل أن يلجأ إلى قطر التي يسجل لها استضافته من دون شروط، وتمكينه من العمل ودعمه في بناء مؤسسات أكاديمية وإعلامية عربية رائدة، مضيفا "ان قطر لا تتدخل في عمله أو في إنتاجه الفكري ومواقفه السياسية الديمقراطية التقدمية، والعروبية في آن معاً"، ونحن نتفق معه تماما ، بل على العكس فان بشارة هو من يتدخل ويرسم ويخطط ويدير السياسة القطرية الخارجية، وهو من يمتلك مفاتيح قناة الجزيرة ويتحكم بمسارها وبسياستها التحريرية وبنوعية الضيوف الذين يظهرون على شاشتها، فصار الامر والناهي في دولة دخلها لاجئا قبل 7 اعوام، وهو ما سنتحدث عنه باسهاب في الجزء الثاني.
مع ضرورة الاعتذار لقرائنا عن تناول مواد عن المفكر المذكور ولكن للاسف اضطررنا ان نقع الامور في نصابها ونوضح الحقائق ونكشف المستور مع قرب انتهاء فيلم " باي باي عزمي".
احمد سلمان