Logo Dampress

آخر تحديث : الخميس 28 آذار 2024   الساعة 21:37:24
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
صقر الصحراء .. أسطورة من أساطير الفرقة السابعة عشر

دام برس :

صقر الصحراء .. لقبٌ لضابط في الجيش العربي السوري برتبة عقيد (ع-س) لقب به من قبل رفاق سلاحه في الفرقة السابعة عشر , على مدى طويل من زمنٍ تصدو فيه لأعتى و أقسى الهجمات الإرهابية و خاضوا فيه معارك عنيفة تطلبت منهم الجهاد بكل ما تعنيه الكلمة من معنى , معارك تطلبت منهم الصمود رغم كل الظروف , معارك أدخلت في قلوبهم الإصرار على الثأر ممن دخل أرض سورية عنوة قادما من عصر الجاهلية معتنقا دين التكفير ’ أسلوبه قطع الرؤوس و التنكيل , على مدى ذلك الزمن الطويل الذي قارب أن يختتم عامه الثاني .. أخذوا على عاتقهم التصدي لآلة الجهاد الإرهابي التي تفتك في جسد سورية و في عقر دارهم في الرقة السليبة كانوا سببا في مقتل المئات من المعتدين من عرب و غيرهم من الشيشان و أفغانستان .. صقر الصحراء ليس بضابط عادي .. هو كغيره من ضباط الجيش العربي السوري الذين ذاع صيتهم في الأحداث التي شهدتها سورية نتيجة لما قدموه من بسالة و مقدرة على إدارة المعارك و تحقيق الإنجازات .

صقر الصحراء بلسان ابنه (ج-س) :

31/11/2012 … هو آخر تاريخ رأيت فيه والدي عندها كان قد التحق في قطعته العسكرية بالفرقة 17 .. وحينها لم تكن الرقة سوى منطقة أمنة .. أو بالأحرى جنةً بالنسبة للمناطق الأخرى فلم تكن بها مظاهر مسلحة ولا شيء يذكر , أبي قال لي قبل سفره قبل سفره : (هذه المرة لن أعود سريعاً .. سوف يطول الغياب .. هكذا قلبي يقول لي .. انتبه على أمك وكن رجلاً في غيابي ) وسافر .. في شهر آذار/مارس من عام 2013 كان تاريخ استباحة الرقة ريفا و مدينة من قبل عصابات الإرهاب , فما كان على أبطال الفرقة سوى الدفاع ببسالة , أبي كان يتنقل مدافعاً ما بين محيط الفرقة 17 والسجن المركزي بالرقة .. أذكر حينها أنني متى اتصلت به يقول لي : أنا في مهمة لحماية سجن الرقة المركزي , كان يحدثني عن الكمائن التي يعدونها و يقع بها العديد العديد من المسلحين قتلى , أبي في قيادة العمليات .. و هو من أبرز الضباط وأشجعهم هكذا كان يحدثني عنه زملاؤه أحد الضباط برتبة مقدم اتصل بي وقال لي أن والدي نفذ عملية من أخطر العمليات و أصعبها و أدقها و نجح بتنفيذيها برفقة ستة عناصر فقط , محققا إنجازا كبيرا جدا وقاضيا على عشرات المسلحين و لم يأخذ تنفيذ العملية وقتا طويلا ليتصل بنا ويقول .. ( يلاااااا خلو الشباب يتقدموا و ياخدوا مواقعن .. هي الأرض لنا حرام على غيرنا .. نحنا بخير والفطايس بالعشرات) … يكمل الشاب العشريني بالحديث عن والده مفتخرا : في يوم من الأيام حدثني أحد الضباط برتبة عقيد من الفرقة 17 عن أبي قائلا : والله لم أشهد في حياتي رجلاً يؤمن بالله ورسله كما هو ايمان أبوك .. أبوك هو الضابط الوحيد الذي كان يساند الباب الرئيسي في المعارك .. أي أنه كان يحارب على محورين .. وهذا بالعلم العسكري مستحيل ..

في الحديث عن الغياب و قسوته يقول (ج-س) :

كنا نواجه صعوبات كثيرة في الاتصال معه .. فقد كانت الاتصالات تُقطع لفترات كبيرة .. مايقارب الشهر أحيانا أو الشهرين أو الثلاثة شهور ولكن كنا صبورين ومؤمنين بقدر الله وحكمته .. وأنا شخصيا لم أتردد في يوم من الأيام بثقتي لعمياء بأن أبي رجل .. وهذه قناعتي , في أول 3 شهور من الحصار لم يكن هناك طعام أبدا في الفرقة الطعام الوحيد الموجود هو الملفوف فقد كان هناك مزرعة ملفوف .. 3 شهور على الملفوف النيء .. فقط و هذا أدى إلى انخفاض في الوزن وأمراض داخليه لعدم تواجد الفيتامينات والأطعمة اللازمة لبقاء صمود الجسم ولكن الله مدّهم بالصبر والقوة .. بتاريخ 5/7/2014 كانت آخر مكالمة مع والدي قبل دخول إرهابيي داعش إليها .. أي حوالي 20 يوم قبل دخولهم للفرقة و انسحاب أبي .. قال لي عندها بالحرف الواحد ( والله نحن رجال الله في الميدان .. قاتلناهم في عقر دارهم .. ونحن المنتصرون .. والله قتلاهم بالآلاف .. وسنبقى نصمد حتى يحين موعد موتنا .. والله لا نهاب داعش ولا غيرها .. وما الموت إلا لحظة ولكن الموت بشرف هو سبيلنا ) وانقطع الاتصال ..

أصعب الأيام و أقساها يقول (ج-س) :

مرت الأيام ونحن نسمع أخبار الفرقة 17 .. وهجوم داعش عليها وصمود الفرقة وتصديها لكل هجوم بكل بسالة حتى تاريخ 24/7/2014 .. قالوا لنا أن داعش دخلت إلى الفرقة .. و تم إخلاؤها .. أبي وعدد من الضباط أخذوا مجموعة من العناصر واتجهوا باتجاه إحد النقاط العسكرية .. المسافة بعيدة ولكن نية القتال من أجل البقاء وإبقاء الوطن كانت أقوى من مرارة المسافة وهم في الطريق .. وكان الليل حالك .. وقعوا في كمين أعدته داعش لهم وكما قال لي والدي : الظلام دامس .. وكأنني أمشي مغمض العينين لا أرى شيئا وقعنا في الكمين .. فاشتبكنا معهم وقتلنا منهم أعدادا كبيرة ولكن هم أعدوا الكمين باتقان .. وقوتهم النارية مضاعفة عشرات المرات عن قوتنا فهم يملكون الدوشكا والرشاشات .. ونحن أقوى سلاح لدينا هو الكلاشينكوف فأخذ كل واحد منا يركض في اتجاه .. ويكمل أبي : ظللت أركض وأطلق النيران على مصدر إطلاقها .. حتى توقف الاطلاق وهدأت المعركة وهنا وجدت نفسي وحيدا .. في صحراء شاسعة لا أرى شيئا أمامي .. ولا حتى اصبعي هنا قلت في نفسي : ( لقد تهت .. حسبي الله ونعم الوكيل .. عليك يا الله توكلنا .. وعلى ملائكتك وأوليائك الصالحين ) وتابعت المسير .. وهكذا لمدة ثلاثة أيام وليلة .. وأنا اسير في الصحراء .. عطشان و جوعان .. بردان .. تعبان .. قدماي لم يعدا يقدران على المسير .. أريد نقطة ماء .. وهنا رأيت ناراً توقد في أعلى تلة قريبة مني .. وبجانب النار خيمة قلت في نفسي ( هل هذه الخيمة لداعش؟؟ والله سأدخل إليها وسأتوكل على الله .. فإن كانت لداعش فلن أموت رخيصا .. وإن كانت لمدنين سأسألهم عن الطريق الآمن .. وصعدت التلة .. وإذ بفتاة تخرج وخرجت معها امرأة عجوز من الخيمة .. فقال لها أبي : مساء الخير قالت : مسا الخيرات يا ابني قال أبي : أنا داخل ع الله وعليكي .. بدي شربة مي .. وبدي تدليني على الطريق يلي مافيه مسلحين وهنا تقدمت العجوز وامسكت بيد أبي ونظرت في عينيه وقالت له : تعال يا بني واحضرت له صحن مملوء بالـ ( الشنينة) واشربته اياه قال لي أبي حينها : والله شعرت وكأن طاقة إلهية دخلت جسدي عندما شربته قالت له العجوز : يا بني .. اسلك هذا الطريق .. واسكله مستقيما .. لا تذهب لا يساراً ولا يميناً .. فهذا الطريق إن سلكته مستقيما لن ترى به مسلحا فشكرها أبي وخرج يسلك الطريق وهو متوكل على رب العباد .. وأخذ يمشي ويمشي حتى صباح يوم الثلاثاء 29/7/2014 الساعة 3 ليلاً في هذه الساعة رأى أبي مجموعة من رفاق سلاحة وعددهم 7 أشخاص .. انضم إليهم .. ووصلوا إلى القطعة العسكرية في الساعة 6 والنصف صباحا من ذات التاريخ حدثنا أبي على الهاتف .. كان يضحك ويقول : أنا نجيب بفضل الله والمؤمنون الصالحون .. لقد كتب لي عمر جديد ما حصل لي لا يصدق .. والله لو اجتمعت عليك بلاد العالم أجمع ليقتلوك .. والله لم يأمر بساعة موتك .. فلن تموت .. وتابع أبي .. صامدون صامدون وسنعاود قتالهم في الوقت الذي نحدده نحن لا هم .. وفي ساعتنا نحن لا هم .. وفي أرضنا نحن لا ارضهم ..

هذه واقعة يرويها من ذاق الألم من أب و و إبن .. هي رواية تمتزج بها مشاعر الفخر مع مشاعر الألم مع عزة البقاء و الصمود .. هي قصة لن تسمعها من إبن ضابط في جيش الاحتلال الصهيوني او في أي جيش في العالم .. هي قصة لن تحدث في أرض من أراضي هذا الكوكب إلا في سورية .. هي قصة تحكي عقيدة لا يمتلكها إلا من أقسم على حماية الوطن بشرف و إخلاص .. وهي ليست القصة الوحيدة مثلها الكثير عن أبطال قدموا الكثير و ضحوا بالكثير فداء لهذا الوطن و للقضية .. إنهم رجال الجيش العربي السوري .

سورية الاعلامية

الوسوم (Tags)

سورية   ,   الجيش   ,   السوري   ,  

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  2014-07-30 10:07:57   كل التحية
بأعلى صوت أقول تحية الى الجيش العربي السـوري الذي يحمي بلدي ووطني وأهلي ، وفخر لي أنني خدمت في جيش عقائدي صمدوسيظل صامداًًفي وجه أكبر وأخطر حلف عالمي لايزال يحاول "عبثـاً "النيل منه ومن وطني . فنحن شـعب لم نتفتت من الضغوط بل أصبحنا الماسـة فريدة يسـتحيل تحطيمها,انت مثلنا الأعلى ياسيدي حما الله الشرفاء أمثالكم.
مقداد زينة  
  2014-07-30 10:07:14   جنود الله
نتفخربكم رجال سوريارجال الاسد أنتم صقور السماء ونسورها أنتم أسودالارض وملوكهاانتم الرجال وسواكم اشباه الرجال انتم سادة هذا الزمان وسواكم الاقزام انتم حماة الارض وحافظي العرض والله بكم سوريا تواجه اشرار الارض وظلامها بكم ايها البواسل سوريا دوما منتصرة وللابد ستبقى منتصرة وأريدالقول لخونة الداخل متظاهرين ومعارضين ومسلحين وممولين وحياديين ولحمير الخليج المخنثين الخانعين ولضباع وكلاب الغرب الهائجين ستبقون صغارا اقزاما تحت نعال الشعب السوري وجيشه البطل جيش سوريا الاسد والله لن تسقط سوريا ولن يسقط الاسد باذن الله الواحد الاحد لان الله مع سوريا ومع بشار الاسد حمى الله سوريا وشعبها وجيشها وحمى بشارالاسد عاشت سوريا عاش الاسد ومنصور يا جيش سوريا البطل
كامل عوض  
  2014-07-30 10:07:43   هم أبطالنا
الجيش الصامد الجيش اللي من طول عمرو خلا راس سوريا مرفوع بالعالي الجيش اللي يسهر لحمايتنا ويحرص على أمنا وأمانا الجيش الي ضحا بحالو كرمال ما ينهان المواطن السوري الجيش الي كل يوم عم يستشهد على أيدي الخونة والمندسين والمتأمرين على هالبلد الحبيب الجيش الي يستاهل انو نحية ولو بتحية صغيري وبنقولو حماة الديار حماة الشرف حماة العزة حماة الكرامة حماة الوطن عليك السلام.الله يحميك ابطل ويحمي كل الشرفاء أمثالك.
شادي العرين  
  2014-07-30 10:07:23   جيشنا البطل
اثبت جيشنا الباسل انه جيش العزة والكرامة الوطنية فلولا هذا الجيش المقدام لكانت سوريا مستباحة من قبل الأعداء والخونة لذلك مهما قيل من كلمات شكر وامتنان فانها لا تعطي هؤلاء الابطال حقهم ويبقى اللسان عاجزا عن التعبير ادام الله عز وجل هذا الجيش ذخرا لهذا الوطن السوري ...عشتم وعاشت سوريا حرة ابية وحفظ الله عز وجل اسدها بشار.
عصام يونس  
  2014-07-30 10:07:28   رحمة الله كبيرة
صدق والله بقوله :أن هذه الارض لنا وحرام على غيرنا, هذا بطل من أبطال جيشنا السوري الذي لايهاب الموت ومثله الكثير والله.
سعيد مأذن  
  0000-00-00 00:00:00   بالفعل هذا الضابط يستحق لقب صقر الصحراء
هذا الضابط يستحق بالفعل لقب صقر الصحراء لانه ابا ان يستسلم واراد ان يواجه الارهابين التكفيرين بشجاعة
مرهف الحسين  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz