دام برس:
إنّ كثيراً من الناس ظنوا أن العلم قد توصل إلى حدود بعيدة من الاختراعات والاكتشافات في عالم أصبح قرية صغيرة منفتحة .. والأمر بات اليوم يتوقف على التطوير لأداء أسلس وأفضل .. إلا أن التقنية النانوية فتحت لنا آفاق كانت مجهولة للعقل البشري وصاغت احتمالات لا نهائية لاكتشافات في مختلف نواحي الحياة .
بدايةً ما هو النانو ؟
كلمة النانو هي منحوتة من اللغة اليونانية القديمة وتعني قزم ( Nanos ) وفي مجال العلوم يعني النانو جزءاً من مليار ( جزء من ألف مليون ) فمثلا نانو ثانية ( وحدة لقياس الزمن ) تعني واحدا على مليار من الثانية الواحدة، وبالمثل يستخدم النانومتر كوحدة لقياس أطوال الأشياء الصغيرة جدا التي لا ترى إلا تحت ميكروسكوب الكتروني. وتستخدم هذه الوحدة للتعبير عن أبعاد أقطار ومقاييس ذرات وجزيئات المواد المركبة والجسيمات المجهرية مثل البكتريا والفايروسات، والنانو متر الواحد يساوي جزءا من الف مليون (مليار) جزء من المتر و بتعبير آخر فأن المتر الواحد يحتوي على مليار جزء من النانو متر .
أما عن هذه التقنية فيمكن توصيفها بأنها تصميم وإنتاج و تطبيق البنى والأجهزة والنظم بتحجيم المواد والتحكم في شكلها حيث تتعامل التقنية مع البُنى الأصغر حجماً من 300 نانومتر .
و يأتي مصدر الاهتمام بالتكنولوجيا النانوية هو أن صغر الحجم يعطي خواص فيزيائية و كيميائية جديدة ، تختلف اختلافاً كبيراً عن خواص الحجم الكبير للمادة ذاتها .
فعلى سبيل المثال ، ترتفع قيم الصلابة للمواد الفلزية وسبائكها وكذلك تزيد مقاومتها لمواجهة إجهادات الإحمال المختلفة الواقعة عليها وذلك من خلال تصغير مقاييس حبيبات المادة والتحكم في ترتيب ذراتها ، كما ترتفع درجة الإنصهار لمعظم المعادن بسبب ازدياد مساحة سطح ذراتها واختلاف ترتيبها .
ويعد مجال الإلكترونيات والبصريات أحد أهم المجالات التطبيقية الخاصة بالمواد النانوية التي تجمع في خواصها صفات بصرية وقدرة فائقة على التوصيل الكهربي ،حيث تستخدم هذه المواد في صناعة الشاشات عالية الدقة فائقة التباين ونقاء الالوان كشاشات التلفاز والحواسيب الحديثة.
أبحاث جديدة حول التقنية شملت مجالات الطب والغذاء والهندسة والأسلحة و الإتصالات والصناعات .
تُرى ، هل سيشهد العالم ثورة تكنولوجيّة غداً تغير في مسار الكون
وككل أفق جديد يحمل لنا سلاح ذو حدين من نوعٍ آخر .. له أن يوجهنا نحو المعالي .. وله أيضاً أن يصل بنا لأقصى أنواع الإبداع البشري بتدمير الأرض وإفناء الجنس البشري مصدري الحياة !!
لين السعدي