دام برس - بلال سليطين :

يوماً بعد يوم تثبت البرمجيات حضورها في أدق تفاصيل حياتنا من خلال برمجة معظم الأشياء من حولنا بطريقة تخدم الإنسان وتسهل عمله ووصوله لنتائج أفضل.

والبرمجيات باتت جزءاً أساسياً من عمل المهندسين، حتى أن البعض باتوا يرفعون من سقف تصريحاتهم ليقولوا أنه لم يعد هناك هندسة بلا برمجة، ومن أراد أن يكون مهندساً ناجحاً عليه أن يكون قادراً على العمل وفق البرامج الهندسية التكنولوجية.

وانطلاقا من ذلك فإن الجمعية العلمية للمعلوماتية أقامت مؤخراً معرضاً في رحاب جامعة تشرين حمل عنوان "البرمجيات في عالم الهندسة" وهو المعرض الثاني من نوعه حيث سبقه معرض مشابه في العام الماضي.

المهندسة "مريم فيوض" وهي المشرفة على المعرض أشارت إلى أنه تميز هذا العام باتساع شريحة الكليات المشاركة فيه بعد انضمام كليتي "الهمك والمعلوماتية" له.

وأضافت "فيوض":«المعرض يضم خبرات شبابية في غاية الأهمية، تعرض للطلبة أحدث الإصدارات والبرامج، حيث يضعون خبرتهم في خدمة الحالة الجمعية بدل الحالة الفردية، بحيث تعم الفائدة والمعرفة».

اختيار الجامعة كمكان لإقامة المعرض كان خياراً استراتيجياً على اعتبار أنها الحاضن الأكبر للطلبة والمعرض متوجه لهم، وهم بذلك يستفيدون منه من خلال الإطلاع على البرمجيات الجديدة ويوفرون عناء البحث عنها خارج الجامعة، فالمعرض يحاول نقل الطلبة للواقع العملي واختصار الطرق عليهم بحسب "فيوض" التي تضيف:«نحن كجمعية دائما نسعى لرفد التعليم الجامعي واستيعاب الطاقات الشابة وتعميم خبراتهم على زملائهم، وبعد كل معرض نستوعب الراغبين بالتعلم في دورات وورش تدرب على هذه البرمجيات وتشرح عنها بالتفصيل».

المعرض الذي يشهد مشاركة طلبة عرب يدرسون في جامعة تشرين، لا يكتفي فقط بعرض البرامج والتطبيقات فقط، فهناك شرح تفصيلي عن هذه البرامج يساهم في تعريف الزائر بالبرامج التي يحتاجها حسب اختصاصه.

هذا المعرض بني على أساس المعرض الذي أقيم في العام الماضي مع توسيع مروحة المشاركين، حيث وصل عدد المشاركين والمتطوعين لحوالي 35 متطوعاً، قدموا 75 برنامجاً تنوعت بين العمارة والمدنية والهمك والمعلوماتية، حيث أنه ضمن كل كلية يوجد مجموعة من الاختصاصات وكل اختصاص فيه مجموعة من المجالات، وفي كل مجال يوجد أربع إلى خمس برامج، وقد عمل المعرض على إظهار ميزة كل برنامج عن الآخر، بحسب المهندسة "بشرى حايك" من المنظمين.

"الحايك" وهي أيضاً مشاركة بقسم الهندسة المائية بينت أن جناحها فيه 12 برنامج متنوعاً بين مياه جوفية سطحية .. إلخ، وأضافت:«حاولت إظهار ميزة كل برنامج عن آخر، وكان هناك إقبال جيد خصوصاً من طلاب السنوات الربعة والخامسة، وهذا المعرض يشجع الطلبة للإقبال على البرمجة، ويشجع على ربط الشركات والمؤسسات بالبرمجة من خلال الخبرات المحلية».

مشاركة كلية الهندسة المعلوماتية بالمعرض تعتبر أساسية جداً، هذا ما يؤكده "علي عروس" من جناح الكلية بالمعرض، ويقول"عروس":«هذه المشاركة الأولى لنا ككلية معلوماتية، وحضورنا محوري بهكذا معرض، فنحن ككلية مسؤولون عن تطبيق البرامج التي تعرض، فمهمتنا ليست العرض فقط وإنما التطوير، وهذا ما يجعل حضورنا أساسياً.

طالب المعلوماتية التي يفد حديثاً للجامعة يكون تائهاً في السنة الأولى، وهذا المعرض يرشده للبرمجيات التي يحتاج  له مما يساهم في تطوير فكر معظم الطلبة ويساعدهم على اختيار الاختصاص القريب منهم ومن اهتماماتهم.

كما أنه يوضح للطالب أفق ما بعد التخرج، ويطلعه على مالا يراه عن مستقبل الهندسة المعلوماتية بعد التخرج».

فوائد عديدة يعود بها المعرض على زواره بحسب المهندس "سيمون نكزة" الذي يرى أن لا هندسة بلا برمجة، ويقول "نكزة":«عندما دخلت للحياة العملية وجدت أن البرمجة عنصر أساسي لا مجال للتفوق بدونها، عندها أدركت أنه علي بذل جهد لتطوير مهاراتي بها، وها أنا اليوم أضع الخبرات التي اكتسبتها في خدمة هؤلاء الطلبة.

فلا هندسة بدون برمجة، وعلى سبيل الإثبات أنا مهندس إنتاج ومع ذلك فإنني أقوم بعمليات التشغيل عن طريق الكمبيوتر الذي يعطيها للآلة التي بدورها تحولها لمنتج».

يذكر أن المعرض أقيم في بهو كلية الهندسة بجامعة تشرين وشهد إقبالاً طلابياً كبيراً.