دام برس:

أقامت وزارة الدولة لشؤون البيئة اليوم ورشة عمل تحت عنوان " انعكاسات الأزمة على تدهور الترب في سورية والاستراتيجيات المقترحة لمعالجتها ".

وزيرة الدولة لشؤون البيئة الدكتورة نظيرة سركيس بينت خلال كلمتها الافتتاحية أن الأعمال التخريبية التي قامت بها المجموعات الإرهابية المسلحة والتي طالت مختلف الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والزراعية انعكست على مورد التربة الذي يعد الأساس الذي تقوم عليه عمليات الإنتاج الزراعي ، حيث تعرضت النظم البيئية والزراعية لأضرار كبيرة خلال الفترة 2011-2014 أدت إلى توقف وانخفاض نسبة تنفيذ الكثير من مشاريع استصلاح الأراضي المتدهورة ومشاريع مكافحة التصحر وتثبيت الكثبان الرملية والمحميات الرعوية والطبيعية وإعادة تأهيل المراعي المتدهورة وعدم قدرة الفلاح والمربي على الوصول إلى الأرض والمرعى، إضافة إلى زيادة تلوث ترب البادية السورية وخاصة في المناطق المحيطة بآبار النفط ومناطق التكرير البدائي للنفط بسبب الاعتداءات الإرهابية.

و أكدت د.سركيس على ضرورة وضع خطة لإدارة أزمة تدهور التربة في سورية لمرحلة ما بعد الأزمة لتحديد آلية للتغلب عليها والتحكم بمساراتها ووصولاً لتجنب سلبياتها والحد من الخسارات لأدنى حد ممكن، و تضافر جهود كافة الجهات الوطنية ذات الصلة بسلامة التربة وحماية هذا المورد الهام من التدهور.

وأشارت وزيرة البيئة إلى أن وزارة البيئة قامت بإعداد الخطة الوطنية لمكافحة التصحر بالتعاون مع جميع الجهات المعنية وتسعى لتحديثها من خلال لجنة وطنية شكلت لهذه الغاية بما يتواءم مع الأهداف الإستراتيجية للاتفاقية، إضافة إلى تنفيذ مجموعة من الدراسات  والمشاريع التي تهدف إلى الحد من ظاهرة تدهور الترب والتصحر ، كما تقوم الوزارة حالياً بإعداد مؤشرات تدهور الأراضي والتصحر في سورية بالتعاون مع المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والقاحلة (أكساد) ،إضافة إلى مشروع رصد ومراقبة العواصف الغبارية في سورية باستخدام تقنيات الاستشعار عن بعد بالتعاون مع الهيئة العامة للاستشعار عن بعد ، وتنفيذ حملات تشجير لزيادة الرقعة الخضراء نظراً لأهمية التشجير في مكافحة التصحر إضافة لفوائدها البيئية والاقتصادية.

وتتضمن ورشة العمل التي تستمر في الفترة مابين 18-20 آب الحالي العديد من المحاور التي تركز على مشاكل الترب في سورية  ودور العواصف الغبارية و انجراف التربة في تدهور التربة ودراسة حول مواقع مختارة للترب الملوثة في سورية ، ودراسة تحليلية لحرائق الغابات ، إضافة إلى  تأثير التلوث النفطي و النفايات الصلبة على التربة ، كما تتناول ورشة العمل تأثير الأزمة على تدهور الترب في سورية و أثر الأزمة على واقع الصرف الصحي في سورية ، ودراسة حول مراقبة الملوثات في أراضي حوض النهر الكبير الشمالي باستخدام نظام المعلومات الجغرافي ، و استخدام تقنيات الاستشعار عن بعد في مراقبة تدهور الأراضي وإعادة تأهيلها و في دراسة تدهور الأراضي الناتج عن الجفاف ، وكذلك عرض الإستراتيجية العامة لمراقبة تدهور الأراضي وإعادة تأهيلها والأهداف الإستراتيجية لاتفاقيات الأمم المتحدة ودورها في حماية الموارد الطبيعية .

ويشارك في ورشة العمل ممثلون عن وزارة البيئة  ووزارة النفط والثروة المعدنية والهيئة العامة للاستشعار عن بعد والهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية وكلية الزارعة في جامعة دمشق والمركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة /أكساد .