Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 19 نيسان 2024   الساعة 00:10:04
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
الوجه الآخر للمغترب السوري

دام برس _ رانيا مشوِّح :
من قال إننا أرسلنا لهم أعبائنا ؟ من قال إننا نعتاش على ما يقدموه لنا ؟ ، فكما تُصدر لهم سورية خيراتها و مواردها ، صدرت لهم خيرة شبابها وأدمغتها ، لم تُكتفهم الظروف المريرة و لم ينال منهم القنوط ، بل لفتوا العالم إلى صورتهم البهية و عقولهم النيرة و علومهم التي لطالما دأبت بلادهم على أن تسقيهم إياها ، و كانت السقية سقية خيرٍ و رحمةٍ و نور ، السوريون أينما حلوا أناروا السماء بأشعةِ سيدةِ الحضارات ، أجادوا فأطربوا و أعجبوا ، المغتربون السوريون ليسوا حكايةَ فراقٍ موجعة ، لكنهم حكاية إبداع يُسطر صفحاته على تاريخ الأمم . و لرؤيتهم عن قرب كان لنا حديث مع المغتربة السورية السيدة لين طوقتلي التي حدثتنا عن أسباب هجرتها قائلة : هاجرت في نهاية عام ٢٠١٤ إلى باريس ( فرنسا ) ، و كان ذلك بسبب الحرب و أهوالها ، أعمل حالياً في شركة مايكروسوفت ، و أضافت : كان لابد من بداية جديدة لأن الحياة لم تعد ممكنة في سورية .

وفي نفس الإطار حدثنا الأستاذ صفوان محمد قائلاً : بعد حصولي على درجة الماجستير من جامعة تشرين في كانون الثاني 2017، اتخذت قرار بإكمال الدكتوراه في إحدى الجامعات الاوربية، ومنذ ذلك الوقت بدأت رحلتي في التقدم للمنح الدولية، لم يكن الطريق سهلاً بشكل عام وخصوصاً أن شهادة TOEFL كانت قد انتهت صلاحيتها ، و أضاف : بعد حصولي على أكثر من رفض من أكثر من جهة، حصلت أخيراً على قبول من منحة الحكومة الهنغارية بتاريخ 20 أيلول من عام 2017 كنت طالباً مسجلاً في درجة الدكتوراه الدولية في جامعةDbrecn هنغاريا . بدوره حدثنا السيد عبد الرحمن المنقل قائلاً : سافرت في عام 2016 إلى السويد ، بسبب مواقف شخصية و عثرات حصلت معي أثناء الحرب ، أعمل حالياً في متحف الشمال في العاصمة السويدية استوكهولم كمساعد مشروع و أضاف : لم أسافر إلا لكي أبدء من جديد، فالإنسان الباحث عن الفرص سوف يجدها بأي مجتمع كان.و عن الاختلاف الذي لامسته بين المجتمعين قالت طوقتلي : بسبب نشاتي بين سورية و فرنسا لم أجد المجتمع مختلف عن ما كنت عليه في سورية .وعن هذا قال محمد : قبل السفر إلى هنغاريا، كنت مسكوناً بالكثير من الهواجس والأفكار والقليل من الخوف، ولكن مع وصولي إلى هنغاريا وبوجود زملاء سوريين في جميع التخصصات تبددت هذه المخاوف، وبعد فترة من الزمن اعتدت على نمط الحياة الجديد و المريح نوعاً ما .


في نفس الإطار قال المنقل :المجتمعات الغربية مختلفة حتى وإن كنا نرى سياسات متشابهة من قبل الدول الأوروبية إلا أنهم كمجتمعات تختلف عما نعتقد، التعامل قائم على كونك إنسان متشابه مع أي شخص آخر يعيش في هذه البقعة من العالم لذا لا أرى أي تعامل يختلف عن تعامل البقية.و عن الصعوبات التي واجهتها قالت طوقتلي : الصعوبات تمثلت في البعد عن الأهل والأصدقاء و الوطن .و في هذا الإطار حدثنا محمد : لا بأس من بعض المنغصات، ولكنها تتلاشى أمام كل شيء جميل ، بالنسبة لي يكفيني أن أتنقل ضمن غابات المدينة الضخمة لأجد روحي تعانق السماء فرحاً،وأيضاً قبل أن أصل هنغاريا كنت قد قررت أن اتعلم اللغة الهنغارية، ولكن بعد قدومي وبسبب اعتمادي على اللغة الإنجليزية يضاف إليها الكثير من الواجبات في العمل، لم أعد امتلك الوقت الكافي وخصوصاً أن اللغة الهنغارية تعتبر من أصعب اللغات، وهذه تعتبر أحد الصعوبات التي واجهتها . كما قال المنقل : صعوبة الحنين لا غير ، الحنين لكل شيء و أي شيء . أما عن إيجابيات المجتمع الفرنسي تحدثت طوقتلي : الإيجابيات تلتمسها في تقدير الكفاءات و الإحترام بين الناس ، لقد تعاملوا معي بكل إحترام وأصبحت مواطنة فرنسية .أما عن المجتمع الهنغاري قال محمد : في العمل الكثير من الجدية والكثير من البساطة والهدوء حتى البرود، هذا نمط حياة جديدة وإعتدته بسرعة، لكن الجميع ودود ومبتسم دوماً، ما خلا بعض الاشخاص و المواقف البسيطة.و عن إيجابيات المجتمع السويدي فقال المنقل : الإيجابيات منها الحرية الفردية، حقوق الأفراد، قيم المجتمع السويدي، الإمكانيات المتاحة لتطوير المهارات والكثير من الإيجابيات التي يطول ذكرها. و أضاف: في الحقيقة ليست هنالك سلبيات تذكر واجهتها أثناء إقامتي هنا.


كما قالت طوقتلي عن نظرة الفرنسيون للسوريين قائلة : السوريون مخلصون في عملهم و يمتلكون مهارات لاتقدر بثمن .
كما عبر محمد عن الصورة التي نقلها للخارج عن بلاده قائلاً : وجودي كطالب دولي في هنغاريا قدم لي كل الإمكانيات لتقديم أبحاثي في العديد من الجامعات العريقة كجامعة بوتسدام (ألمانيا)، جامعة بلغراد (صربيا)، جامعة لمينسوف (روسيا الإتحادية) و الجامعة الاميركية الكاثوليكية (أميركا) ، بالنهاية يسعدني أنني جزء من سوريا وسوريا جزء مني و أن الفرصة قد أُتيحت لي لكي أُبرز صورة وطني بطريقة حضارية و راقية.
كما وضح المنقل نظرة المجتمع السويدي لعمله قائلاً :هم لا يقولون أثناء مشاهدة عملي و قدراتي شيء مباشر عن بلادي ، فالجميع ينظر هنا إلى الفرد وماينجزه بغض النظر عن الخلفية التي يملكها أو المكان الذي أتى منه.
نعم هم أبناء الشمس و سيبقوا ، فهم من قال للزمان كن فكان ، هم رسل سوريتهم في أصقاع الأرض ، و نداها المُقطر على ترابٍ بارد التمس من جذورهم دفء الأبدية .

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz