دام برس :

يحتفل أبناء الكنيسة الروسية وبعض الكنائس الأرثوذكسية والشرقية الأخرى، ليلة السبت إلى الأحد، بعيد الفصح المجيد، أحد أكبر الأعياد الدينية المسيحية.
ويحيي المؤمنون المسيحيون في هذا العيد قيامة المسيح من قبره بعد موته على الصليب، "غالبا الموت بالموت".
وترأس بطريرك موسكو وسائر روسيا كيريل، قدّاس العيد في كاتدرائية المسيح المخلّص في موسكو، وذلك بعد وصول "شعلة النور المقدس" من القدس إلى العاصمة الروسية على متن طائرة خاصة.

وحضر القداس في كاتدرائية المسيح المخلّص الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ورئيس الوزراء دميتري مدفيديف، وعمدة موسكو سيرغي سوبيانين، وعدد من المسؤولين الحكوميين والشخصيات الاجتماعية.
وجرى التقليد أن يحضر الرئيس الروسي سنويا الاحتفالات الفصحية في كاتدرائية المسيح المخلص، أما عيد الميلاد المجيد فعادة ما يحتفل به في كنائس خارج العاصمة.

بطريرك موسكو يهنئ المسيحيين بحلول عيد الفصح المجيد
 وجه رئيس الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، بطريرك موسكو وسائر روسيا كيريل، كلمة تهنئة إلى المسيحيين بمناسبة حلول عيد الفصح المجيد.

وفيما يلي النص الكامل لكلمة البطريرك الروسي:

أخواتي وإخوتي الأعزاء

المسيح قام!
أرحب بكم من أعماق قلبي بهاتين الكلمتين الباعثتين على الأمل. وأهنئكم بالعيد المبارك عيد الفصح المجيد. إن قيامة المسيح هي الحدث المركزي لكل التاريخ البشري. فالرب يتجسد بالإنسان، ويتعرض للآلام ويموت مصلوبا وينزل إلى الجحيم ثم يقوم من بين الأموات لأجل خلاصنا وحصولنا على الحياة الأبدية. فالرّب لا يُجبر الإنسان على أي شيء، لكنه ينتظر جهودنا مهما كانت ضئيلة فيستجيب لها بعونه المبارك. فهل سنخطو نحو الرب؟ هذا خيار كل واحد منا. وهذا الخيار يصعب اتخاذه، طالما أننا لا ندرك بعد ماذا سنختار.

للأسف ينتشر اليوم الكثير من الأكاذيب حول ما يقدمه الإنجيل بالضبط، وحول ماهيّة الديانة المسيحية. وفي هذه الأيام المباركة أود أن أدعو الجميع، المؤمنين وغير المؤمنين، خذوا كتاب الإنجيل بأيديكم واقرأوه من البداية وحتى النهاية، وحاولوا التمعن في صورة المخلّص. وأنا لا أشك بأنكم ستنظرون بصورة مختلفة ليس إلى أنفسكم فحسب، وإنما إلى العالم المحيط بكم. وستمتلئ قلوبكم بتلك السعادة التي ملأت قلوب التلاميذ الذين رأوا قيامة معلمهم.

إن المسيح يفتح أمامنا الطريق الصحيحة إلى ملكوت السماء، وهذه الطريق تقوم على العناية بالقريب. أدعو الجميع في هذه الأيام المباركة إلى العناية بمن هم حولنا أو حتى العناية بمن هم بعيدون عنا، ولكنهم يحتاجون إلى مساعدتنا. فلتملأ سعادة الفصح كل نفس وكل بيت، لأنه ليس بالكلمات فحسب، وإنما من خلال التجربة الشخصية تمكنا من أن نكون شهودا على قيامة المسيح. أهنئكم مرة أخرى بعيد الفصح المجيد. المسيح حقا قام!