دام برس:

أعلنت كل من "أحرار الشام" و "هيئة تحرير الشام" عن وصولهما إلى اتفاق سريع يقضي بإيقاف الاقتتال والإفراج عن الأسرى من الطرفين والانسحاب من المعبر وتسليمه إلى هيئة مدنية، وذلك بعد ساعات من إطباق الهيئة الحصار على المعبر والتهديد باقتحامه في حال لم تنسحب الحركة منه.

وضم الاجتماع الذي جرى في معبر باب الهوى قيادات الصف الأول في الفصيلين على رأسهم أبو جابر الشيخ أمير هيئة تحرير الشام، وأبو عمار العمر قائد حركة أحرار الشام، وبحضور السعودي عبدالله المحيسني، وأبو اليقظان المصري وآخرين، والذي استمر عدة ساعات، ساده جو من التوتر والخلاف قبل الوصول إلى اتفاق قيل أنه تمّ بموافقة الجانب التركي.

وأفاد ناشطون بأن أبو عيسى الشيخ قائد ألوية صقور الشام ليس راضياً على الاتفاق، إلا أنه أجبر على الالتزام بوقف الاقتتال مع إبقاء قواته مستنفرة في جبل الزاوية ومناطق انتشاره. وقال في تغريدة له "ملتزمون بالاتفاق، إلا أن الهيئة أرسلت رتلاً وهددت بدخول قرية سرجة في جبل الزاوية عن طريق قرية الرامي الواقعة تحت سيطرة الحركة، فأرسلنا تعزيزات إليها لمنع ذلك".

وذكرت وكالة إباء التابعة للهيئة أنه بعد الاتفاق قتل عنصر من "هيئة تحرير الشام" برصاص قناص تابع لـ"صقور الشام" في حرش بنين بجبل الزاوية جنوب إدلب.

وسرّب ناشطون تسجيلاً صوتياً لأبو يقظان المصري "شرعي الجناح العسكري في هيئة تحرير الشام" - الذي كان حاضراً في اجتماع الاتفاق بين الفصيلين - كان يدعو فيه عناصر الهيئة إلى قتل أي عنصر يتواجد على حاجز لحركة أحرار الشام، مؤكداً عليهم أنّ يتركز إطلاق النار على الرأس للقتل المباشر".

وأعلن المصري أن الدور القام على فيلق الشام، يجب "تحجيمه" الآن، مؤكداً على أنّ هذه المنطقة لا يجب أن يكون فيها غيرهم (هيئة تحرير الشام).

واعتبر الشرعي المصري ان الجيش التركي كافراً، وتوعد بقتل عناصره في حال دخلوا إلى إدلب أو ريفها، أو في حال ساعدوا أحرار الشام.

واعتبر ناشطون ما صدر من بيانات حول الاتفاق بمثابة اعلان مبدأي لوقف الاقتتال، مشيرين إلى أن خفايا الاجتماع لم تظهر بعد حول مصير الحركة والتهديدات التي صدرت من الطرفين بإنهاء كل منهما للآخر.

وكان قائد حركة أحرار الشام أبو عمار العمر ظهر في تسجيل مصور هدد فيه بقطع يد هيئة تحرير الشام التي امتدت إلى الحركة ، ودعا حينها الفصائل إلى الوقوف في وجه "البغي" الذي تتعرض له الحركة.

وكشف الناشطون عن تسريبات تتحدث عن حل حركة أحرار الشام ودمج كل الفصائل تحت مسمى جديد يُطلق عليه " الحركة الشعبية السورية"، دون صدور اي بيان من الفصيلين حول ذلك حتى الآن، حيث كانت بيان الطرفين مقتضباً ويدور حول اخلاء المعبر و اطلاق سراح الأسرى فقط وكأنهما اتفاقا على نشر صيغة موحدة عبر وسائل الاعلام.

وشهدت المعارك بين الفصيلين انشقاقات كبيرة في صفوفهما واستقالات لشرعيين، والتي لم يجري الحديث عن مصيرها في الاتفاق الذي أُعلن، خاصة فيما يتعلق بانفصال حركة نور الدين الزنكي عن الهيئة ومصيرها لاحقاً، بينما أعلن ناشطون أن انفصال حركة نور الدين الزنكي قد يكون بالاتفاق مع الهيئة ليكون حلاً بديلاً في استلام المعبر في حال رفضت تركيا وجود الهيئة.