دام برس- فاطمة صندوق :
ماذا تريد السعودية من قطر ؟
لماذا أُشعل فتيل الأزمة الخليجية إبان مغادرة الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" أرض السعودية ؟
لماذا تدعم ايران وموسكو دولة قطر حيال صمودها بوجه السعودية ؟
عدة أسئلة مبهمة كان من الضروري طرحها، بعد أيام قليلة من تصريحات نسبت للشيخ القطري تميم بن حمد آل ثاني،  تلك التصريحات التي حاول من خلالها مس ثوابت السعودية في عداء ايران وحزب الله وحماس والطعن بوفاء خادم الحرمين لها ، هذا ما أظهر في العلن إلا أن بعض المصادر أكدت أن التصريحات المسربة ما هي إلا نتيجة عمل إستخبارتي أمريكي عمل على إختراق حسابات الحكومة القطرية وبث ما تود أمريكا أن تقوله لإشعال الفتنة بين البلدين ربما نتيجة اعتراض قطر على البيان الختامي الذي جاء وفق اتفاق خليجي يفضي بدفع جزية تقدر ب 480 مليون دولار من جميع الخليجيين ، ومن جهة أخرى ثمة ماحدث في الخفاء مابين السعودية وأمريكا أكبر من ذلك بكثير.   
فبات من غير الخفي سعيُ السعودية لتوسيع دورها في المنطقة وتنصيبها دولة سيادة خليجية على بقية الدويلات الخليجية الأخرى المجاورة، حلمٌ يشبه حُلم السلطنة العثمانية  في رأس أردوغان بدايات الربيع العربي، فما كان متوقع من زيارة ترامب إلا أن يتعهد للسعودية بتحقيق طلبها مقابل دفع 480 مليار دولار، وما إن شعرت قطر بالمقلب المحضر لها حتى أعلنت تمردها على اللعبة، وذلك ليس بالأمر الغريب، وعلى ما يبدو أن السعودية الوهابية السلفية  تناست حصة قطر من السيادة، لكن قطر لا تريد حصّة من السيادة بل تريد السيادة كاملة، وهذا المسحيل فلا يمكن للسعودية الوهابية أن تخضع تحت سيطرة قطر الإخوانية، فالمنطق يؤول أن من ينجح في هذا التحدي يبسط سلطانه ويطغى منهجه، فما بين الوهابية السلفية وعداء الإخوانية انقسمت الإمارات والبحرين ومصر وأمريكا لصالح السعودية فيما كانت تركيا وموسكو وايران لجانب قطر لسببان الأول إتاحة المجال لإقامة قاعدة عسكرية روسية على أرضها في حال انسحاب القاعدة الأمريكة الأمر الذي يضمن للاعب الروسي بقاء أطول وسيطرة أوسع كما يضمن له البقاء على توازي في منافستي نظيره الأمريكي على اعتبار أمريكا وروسيا قطبا العالم الأقوى والسبب الثاني التوازنات والتسويات حيال الأزمة السورية تتطلب دعم الروسي والإيراني والوقوف قليلا مع التركي لقطع التمويل من الطرفين التركي والقطري على الجماعات المسلحة في سورية  ما يخدم مصلحة السيادة السورية، والعمل على مبدأ عدو عدوك صديقك اليوم.

لعبة السيادة السعودية لم تخلق في يوم وليلة فما شهدته الأرض السورية مؤخراً من اقتتال بين "فيلق الرحمن" المدعوم من الرياض وحركة " أحرار الشام" المدعومة من الدوحة  وأسفر عن مقتل الأعداد الكبيرة من الطرفين دون تدخل الجيش السوري يعكس وجهة الاقتتال الحاصل بين الدولتين والذي يفضي لارتياح كبير على  الأرض السورية بتصفية الصغار بعضهم البعض وتوقيف الكبار عن التمويل إثر انشغالهم بخلافاتهم وهذا ما سيؤدي إلى إسقاط المخطط الرامي لدمار سورية بالكامل ورحيل الإرهاب عنه دون رجعة إلى بلاد من صنع الإرهاب، ولعلّها مؤشرات تتماشى مع تحليلات الجانب المقاوم ممثلاً بسماحة السيد حسن نصر الله عندما وعد قائلاً في خطابه الأخير :"في ال2018 لن يبقى شيء اسمه داعش"   

عدد من التصريحات تلى التصعيد أدلاها الجانبان كانت مثار جدلٍ كان أخرها إعلان السعودية عبر وكالة أنبائها بعدم السماح لتركيا بإقامة قواعد عسكرية على أرضها في الوقت ذاته كشفت صحفية التايمز البريطانية، اليوم السبت، عن  محادثات دبلوماسية تجري بين السعودية و”إسرائيل” لإقامة علاقات اقتصادية رسمية بين الطرفين.
على العلم  أنه ومنذ اغلاق مكتب التجارة الإسرائيلي في قطر عام 2009 لم يعد هناك ممثل لـ”إسرائيل” في الخليج العربي، لكن الآن وبحسب ما أوردته صحيفة “التايمز اللندنية” فإن شركات إسرائيلية من المتوقع أن تبدأ العمل في الخليج وطائرات” العال ” الإسرائيلية تستطيع الطيران في الأجواء السعودية.
وبمحاولة قطرية لإبعاد اليد الأمريكة عن الخلاف الخليجي قامت قطر بتوقيع اتفاقية شراء طائرات مقاتلة من طراز إف 15 مع الولايات المتحدة بتكلفة مبدئية تبلغ 12 مليار دولار

ولكن وأيّاً كانت أبعاد هذه الأزمة وأيّاً كانت إرتداداتها على الأرض فإنه وبلا شك فإن الأمور تمشي في مسار التصعيد السياسي ولربما يتبعه تصعيدٌ عسكري غير معروف العواقب على الشرق بأكمله لكن ماهو معروف أن العواقب على على الأرض السورية ستكون حميدة بما سيوفر على الجيش الكثير من القتال والدم .