دام برس - سنال الخضر :

تعد ظاهرة التدخين من الظواهر الاجتماعية السيئة التي انتشرت بين فئات المجتمع بشكل كبير ، حيث أنها تؤثر على صحة الإنسان النفسية والجسمية ، وهذه الظاهرة انتشرت بشكل مخيف وواسع ، واتسعت لتشمل الملايين من الناس بمختلف مستوياتهم الاجتماعية ومختلف الأعمار ولكن من أخطر الفئات التي تظهر فيها بشكل واضح فئة المراهقين ،وفئة المراهقين تشمل الأطفال أيضاً الذين لم يصلوا إلى مرحلة النضوج والاستقرار ، فتتراوح مابين 12 سنة إلى 18 سنة تقريباً على الرغم من اختلاف الدراسات حول العمر الفعلي للمراهقين ومع انتشار النارجيلة في أوساط هذه الفئة لتعود عليهم بالخراب و الانحطاط لا بالنهوض والرقي .

دام برس سلطت الضور على هذه الظاهرة والتقت مع الدكتور بشار عبد الوهاب الحاج علي استشاري بطب الأطفال والرضع وحديثي الولادة ورئيس دائرة المشافي والهيئات العامة  ورئيس دائرة ضبط العدوى وإدارة النقابات الطبية في مديرية المشافي  ، حيث تحدث الدكتور الحاج علي عن أسباب ومخاطر انتشار التدخين فقال :
تلجأ هذه الفئة إلى التدخين للاسباب مختلفة منها : الظهور بسن أكبر ، وحب الاستطلاع حيث إن هذه الفئة لاتدخر وسيلة في تقليد الكبار ، فيظن المراهق أنه يشعر برجولته والمراهقة تشعر بأنوثتها عند القيام بعملية التدخين .
رفقاء السوء ، فالأصدقاء يتشاركون في عاداتهم وسلوكياتهم لذلك فقد يقود مراهق واحد مدخن جميع أصدقائه للتدخين .
وإشغال وقت الفراغ ،فيجد المراهق متعة في التدخين وقضاء الوقت .
التفكك الأسري أو غياب دور الأسرة الفعال في توجيه المراهقين ،فالمراهق يعيش في حالة من التشتت خلال هذه المرحلة لاختلاط مشاعره ورغباته وحاجاته وتطلعاته فيحتاج إلى من يرشده ،كما أن وجود أحد من أفراد الأسرة يدخن يزيد من إقبال المراهق على التدخين حيث يشعر بأنها ليست خطيرة .
وعن الأسباب المشجعة على التدخين قال ؟
الدعاية حول التدخين ،فتجذب المراهق وتجعله محبا لتجربة هذا الشي الجميل والجديد عليه وهو عكس ذلك طبعا وبذلك يدخلوا في هذه التجربة فالاعتياد والتحول للإدمان .
وأضاف : بحسب الإحصائيات فإن التدخين يقتل شخص كل 15ثانية على سطح الكرة الأرضية ،فهو سرطان العصر، وأن الدخان يحتوي على أكثر من أربعة آلاف مادة سامة أهمها القطران - الزرنيخ - النيكوتين .
وتظهر أعراض ومشاكل التدخين سلبا في فترة الكهولة المبكرة ، حيث يعاني مدمنين التدخين من سعال جاف متردد يتحول إلى سعال شديد ومنتج تتطور الحالة إلى عسرة تنفسية وألم صدري ومع الأزمان تظهر مظاهر التوسع القصبي وذوات الرئة حيث يعاني المصاب من سعال منتج وحرارة ووهن عام ونقص شهية ونقص وزن عدا التطور الخطير الذي يقود عند بعض المدخنين إلى سرطان القصاب والرئة والحنجرة ،كما أن تأثير التدخين على شرايين القلب والأطراف .حيث يلعب دورا هام في النوبات القلبية والاحتشاء القلبي والرئوي .

وعن النصائح والتوصيات لمساعدة على التخلص من التدخين تحدث الدكتور الحاج علي فقال :
تحتاج عملية إقلاع المراهق المدخن عن التدخين إلى الصبر والتعب ،فهي ليست بالعملية السهلة ولايمكن حصد نتائجها بسرعة لأن هذا المراهق في مرحلة إثبات النفس . تابع د .بشار لدام برس -قائلا :نشر الوعي الثقافي والصحي والعلمي في أوساط المثقفين والمراهقين إلى مخاطرالتدخين ومشاكل واعتياده مشكلة صحية عالمية هامة .
أما عن طرق الوقاية السليمة للتخلص من التدخين أكد أن برامج التوعية عبر الندوات والنشرات الدورية والمؤتمرات والمهرجانات المحلية والدولية وطرح مشكلة التدخين في المحافل الدولية والمنظمات العلمية التي تهتم بالبيئة الصحية أهم طرق الوقاية .
ماهي اسباب إقبال على التدخين وتوضيح الأضرار الناتجة عنه ؟
محاورة المراهق بطريقة لطيفة وبأسلوب جيد .وتشجيع الأسرة المراهق على ترك التدخين .
الحلول المقترحة الأمثل للإقلاع عن التدخين ؟
إشغال وقت المراهق بالأعمال الجيدة المسلية حتى لا يشعر بالملل ويلجأ إلى التدخين .منع التدخين في المرافق العامة . وإيقاف الحملات الدعائية التي تغري المراهقين إلى هذه التجربة .
تفعيل دور الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب في السعي لنشر ثقافة منع التدخين .
ماهي الرسالة التي ممكن أن توجهها إلى كل مدخن عبر مؤسسة دام برس الإعلامية ؟ قال :
حان الوقت لنتخذ القرار الحاسم باﻹقلاع عن التدخين دون رجعة . عزيزي المدخن ...لاتنسى الحقيقة العلمية التي تقول : إذا كنت تدخن ،فأنت فعلا تقتل نفسك ، وإذا كنت تتصور بأنك لن تستطيع الإقلاع عن التدخين فأنت واهم ، إن التدخين عادة وليس إدمانا . بهذه الوسائل والتوصيات والمقترحات نكون قد ساهمنا في وضع الحلول والتدابير التي تقي جيل الشباب والأطفال والمراهقين من مخاطر هذه الآفة وبذلك نساهم في بناء جيل واعي سليم ومعافى صحيا واجتماعياً .