Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 19 نيسان 2024   الساعة 00:10:04
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
أستنة -2 .. بين درعا والباب

دام برس :

دخلت معركة "الموت ولا المذلّة" التي أطلقتها أكثر من 10 فصائل إرهابية في المنطقة الجنوبية منذ يوم السبت، يومها الخامس، دون تحقيق أياً من أهدافها في السيطرة على حي المنشية الاستراتيجي والذي يطل بالكامل على مدينة درعا، أو تأمين طريق "إمداد" للفصائل الإرهابية من جهة اللجاة، حيث مازالت نقاط الجيش "الأساسية" صامدة مع تسجيل معارك كر وفر على جبهتين هما المنشية ودرعا البلد، في وقت تُعاني فيه الفصائل الإرهابية المُهاجمة من ثبات "وحدات الردع" في ثغورها رغم الزخم الناري و"الانتحاري" المستخدم في المعركة.
وكمثل أي معركة تطلقها الفصائل الإرهابية على امتداد الجغرافية السورية بين حين وآخر، يتساءل المتابعون عن أسباب هذه "المعركة" أو "أهدافها"، أو حتى عن موعدها، الذي تزامن "قصداً" فيما يبدو مع التحضيرات البطيئة لمحادثات "أستنة 2"، التي تشهد تردد وانقسام في صفوف الوفود "المعارضة"، بالمقابل تشهد جهوزية عالية لوفد الدولة السورية.
إن انطلاق المعركة في جنوب سورية الذي شهد "ركود" شبه اختياري من قبل الفصائل الإرهابية لها شقين: 1- هو تحقيق ضغط ميداني بالتزامن مع انطلاق محادثات لاقت رضا إقليمي ودولي على خلاف سابقاتها من المحادثات التي عادة ما كان يستبقها اشتباك بين "وفود" المعارضة، أو محاولات تعطيل من قبل الجهات الراعية لتلك الفصائل أو الوفود في حال استشعرت أن كفة هذه المحادثات أو تلك ترجح لجهة الحكومة السورية التي تميّزت بتماسكها وثباتها منذ انطلاق الأزمة السورية في الـ2011، حيث تعتقد الفصائل أنها قد تكون "طرفاً مؤثراً" في المحادثات المنتظرة في حال تمكّنت من تحقيق خرق في الجبهة الجنوبية لسورية. 2- إشعال الجبهة الجنوبية فيه مصلحة للجار الأردني خاصة بعد "تفكك غرفة الموك"، ليظهر بعد رحلة الملك الأردني المكوكية إلى الولايات المتحدة ومصر واللقاءات المكثفة التي كان عنوانها "عودة الحدود السورية الأردنية" إلى سابق عهدها، أنه قادر على ضبط إيقاع المعارك في جنوب سورية من خلال فرض بعض الضغوطات على الميليشيات الإرهابية والتي بدأت فعلاً مع انطلاق المعركة، حيث أغلق الأردن حدوده بوجه المصابين والقتلى من الفصائل الإرهابية ومنعهم من دخول أراضيه للاستشفاء فيه، بخلاف ماكان يحدث قبل عام 2017، على أن تساعد هذه الضغوطات في إجبار الميليشيات الإرهابية على وقف "معركتها الخاسرة" أصلاً، أو على الأقل تستعجل هزيمتها قبل نهاية الأسبوع الحالي.
في الحقيقة، جاءت معركة "الموت ولا المذلة" في صالح الجيش العربي السوري، بحيث ستسمح هذه "الزعرنة" التي افتعلتها الفصائل الإرهابية لـ"الحشود" العسكرية في الجنوب، من استثمار "غبائهم" والانتقال مباشرةً للعمل العسكري "الموسّع" في المنطقة، أيي تجاوز فترة "المصالحات" التي حاولت الدولة السورية إيصالها على طبق من فضة إلى درعا، والتي كانت مصالحة "غباغب" أوّلها، على أن يلحقها عدة أحياء لها ثقل في المنطقة، وأن يقوم عدد ضخم من "حملة السلاح" من تسليم اسلحتهم للجيش السوري وتسوية أوضاعهم لتفادي أي معركة تدميرية ستكون تلك التجمعات الميليشياوية الخاسر الكبير فيها، إلا أن ما يحصل اليوم في المنطقة الجنوبية، من المرجح أن يسرّع الحسم العسكري في مناطق "حدودية" سيكون لها الأثر الكبير على باقي مناطق درعا وريفها..
من جهة أخرى، فإن مايحصل في درعا، يُشبه إل حدّ ما، ما يحصل في ريف حلب الشمالي الشرقي، ففي وقت اعتقد مراقبون أن وجهة الجيش العربي السوري هي مدينة الباب، كان الجيش يُخطط لضرب عصفورين بحجر واحد، الأول هو الاقتراب من مدينة الباب قدر الإمكان ليكون له موطئ قدم في المنطقة بالوقت الذي يلهو تنظيم داعش مع مرتزقة رجب طيب أردوغان التي فشلت حتى اليوم في تهديد عصب التنظيم الإرهابي داخل المدينة واقتصر عملها ضمن دائرة مغلقة كبدها داعش فيها عشرات القتلى وخسائر كبيرة في عتادها العسكري.
ثانياً، هدف الجيش هو الالتفاف ضمن نطاق واسع "شرقاً" بمحيط الباب، لإسقاط دير حافر من جهة، وفتح طريق "عريض" باتجاه مسكنة ومحطة "الخفسة" لتأمين المياه بشكل دائم لمحافظ حلب، حيث يكون الجيش أيضاً وضع لنفسه قدماً بمحيط الرقة.
التشابه بين درعا وحلب، هو ان حركة الجيش في درعا لا تقتصر على صد الهجوم على حي المنشية، وإنما استثمار الهجوم لفتح ثغرة للقوات لاحقاً بعمق الفصائل الإرهابية، وبالتالي الاقتراب أكثر من الحدود مع الأردن بهدف تأمينها، على أن تتحرك القوات الأردنية من جهتها وتُساعد القوات السورية في تأمين المنطقة الحدودية تمهيداً لعمليات عسكرية سينفذها الجيش السوري داخل المنطقة الحدودية السورية ما يضع الفصائل الإرهابية "المرهقة" ضمن حصار خانق قد يُساعد في تسريع عملية إنهاء التواجد المسلّح في جنوب سورية، لا سيما أن "المصالحات" التي تحاول الدولة السورية توسيع نطاقها، تلقى قبولاً واضحاً لدى المدنيين الذين مازالوا في المناطق التي تسيطر عليها الميليشيات الإرهابية.
إذاً .. ساعات وستنتهي معركة "الموت ولا المذلة" وستبدأ القوات السورية بعملها "العكسي"، حيث من المتوقع أن يستثمر الجيش السوري فشل الفصائل الإرهابية في تحقيق أي خرق "له قيمة"، و"إرهاق" تلك الفصائل بعد خمسة أيام من المعارك المتواصلة، ويبدأ عملاً عسكرياً بالتزامن مع انطلاق محادثات أستنة "المؤجلة" حالياً، لتكون نهاية تلك الفصائل إما "موتاً" في مناطقهم، أو "خروجاً مُذلاً" كما حدث مع من سبقهم في تحدّي الجيش العربي السوري.

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz