دام برس:

جدد وزير الخارجية الصيني وانغ يي تأكيد موقف بلاده الداعي إلى حل الأزمة السورية «سياسياً» من خلال السوريين أنفسهم وبقيادة السوريين، ورأى أنه «لا عقبة يستحيل تجاوزها»، معتبراً أن دخول روسيا على التسوية السورية ومكافحة الإرهاب في سورية كان شرعياً لأنه جاء «تلبية للدعوة الرسمية من الحكومة السورية». جاء ذلك في مقابلة أجرتها مع الوزير الصيني قناة «الجزيرة» الفضائية التي حاول فيها الصحفي من خلال صيغة الأسئلة التي يطرحها جعل وانغ يتعرض بانتقادات إلى الحكومة السورية وروسيا إلا أن الصحفي أخفق في ذلك.
وفي إجابته عن سؤال: شنت روسيا والحكومة السورية حرباً في حلب، أدت إلى نزوح ملايين السوريين، كيف تنظرون إلى ذلك؟، قال وزير الخارجية الصيني في المقابلة التي تلقت «الوطن» نصاً منها من السفارة الصينية بدمشق: «ندعم الشعب السوري دائماً لتقرير مصيره بإرادته المستقلة، كما ندعم تسوية المسألة السورية عن طريق الحل السياسي. لذلك، صوّت الجانب الصيني مع قرارات مجلس الأمن الداعية إلى حل المسألة السورية سياسياً. كما ندعم عملية بامتلاك (بإدارة وإرادة) السوريين وبقيادة السوريين، ونثق بأنه ما دامت جميع القوى والأحزاب السياسية السورية تجلس معاً، واضعين إعلاء المصلحة الأساسية والطويلة المدى للدولة السورية وشعبها، يمكن إيجاد حل للمسألة بالتأكيد».
وأضاف وانغ: «لا عقبة يستحيل تجاوزها، المهم هو تجاوز الحسابات الأنانية لمصلحة حزب أو طرف. في الوقت نفسه، يجب على القوى خارج المنطقة تقديم دعم لازم للشعب السوري لتمكينه من تسوية المسألة بإرادته المستقلة والقيام بدور بناء في هذا الصدد».
وتابع الوزير الصيني في إحراج للصحفي: «رأينا تدخل دول كثيرة في المسألة السورية بدرجات متباينة. وحسب علمنا، أن روسيا شاركت في عملية التسوية ومحاربة قوى التطرف والإرهاب تلبية للدعوة الرسمية من الحكومة السورية».
وزاد وانغ على ذلك قائلاً: «يجب أن نعترف بأن الجهود المشتركة المبذولة من روسيا وغيرها من الأطراف، تمكنت من احتواء الإرهاب في داخل سورية إلى حد ما، وإلا فلن تستأنف المفاوضات السلمية بشأن المسألة السورية في الفترة الأخيرة، ولن يكون هناك التقدم المستمر في الإغاثة الإنسانية. لكن، لاقت هذه المفاوضات صعوبات في الآونة الأخيرة، وتعرضت الهدنة لتحديات مختلفة. لكن كلما ضاقت الحالة، زادت الضرورة لدفع المفاوضات بعزم، وزادت أهمية الدور الإيجابي لجميع الدول خارج المنطقة».
وختم وانغ إجابته عن السؤال بالقول: «خلاصة القول، الموقف الصيني من المسألة السورية ثابت وواضح، نتمسك بطريق الحل السياسي، لأنه وحده يتفق مع المصلحة الأساسية للشعب السوري والدولة السورية».
وفي مؤشر على أن جواب الوزير الصيني لم يرق للصحفي طرح الأخير سؤالاً: غير أنهم ارتكبوا جرائم الحرب بحجة مكافحة الإرهاب، أليس كذلك؟ فرد وانغ بالقول: «أعتقد أن أبناء الشعب السوري هم الأدرى بالأحوال على الأرض، فهم أحق من الآخرين للتكلم. ويجب على دول خارج المنطقة أن تتحلى بالحذر والتأني في تقييم هذه المسألة». وأوضح وانغ، أن «لدى الصين معيارين أساسيين لتقييم عملية عسكرية يشنها بلد في بلد آخر: أولاً، لا بد أن تحصل هذه العملية العسكرية على موافقة البلد صاحب الشأن أو تمت بناء على دعوته؛ ثانياً، لا بد أن تتفق هذه العملية مع المبادئ الأساسية للقانون الدولي والعلاقات الدولية. نقوم بتقييم العمليات العسكرية وفقاً لهذين المعيارين، سواء كانت العملية في سورية أم العراق أم اليمن أم أي مكان آخر».
وتحدث وانغ عن تطور علاقات بلاده مع الدول العربية، وأوضح أن الصين أصبحت «أكبر شريك تجاري لـ10 دول عربية، وتجاوز حجم التبادل التجاري بين الصين والدول العربية 200 مليار دولار». ولفت إلى أن الرئيس شي جينبينغ طرح «مبادرة التشارك الصيني العربي في بناء «الحزام والطريق»، ومن المبين (الواضح) أن الدول العربية ومنطقة الشرق الأوسط تتمتع بموقع إستراتيجي مهم جداً في إطار بناء «الحزام والطريق».
وأضاف: «سترتفع مكانة دول الشرق الأوسط في السياسة الخارجية الصينية باستمرار، لذلك، لدينا ثقة تامة بالمستقبل الواعد للعلاقات بين الصين والدول العربية».
وجدد وزير الخارجية الصيني تأكيد موقف بلاده الدائم والثابت لقضية الشعب الفلسطيني العادلة لاستعادة حقوقه الوطنية، والرافض للحصار المفروض على قطاع غزة. وعن اتهام وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر الصين بعسكرة منطقة بحر الصين الجنوبي وقلق دول آسيا وباسيفيك من الردم الذي تقوم به الصين، وإن كان ذلك يعتبر استفزازاً عسكرياً من الولايات المتحدة ودول جنوب شرق آسيا؟ قال وانغ: «أعتقد أن تقييمك هذا منطقي. إن بحر الصين الجنوبي كو أصلاً بحر السلام والاستقرار. بالنسبة إلى النزاعات على بعض الجزر والشعاب التي خلّفها التاريخ، رغم أن حقوقنا اُنتهكت، ما زلنا نلتزم بالحل السلمي عبر الحوار والتشاور. وما زالت هذه العملية جارية».