Logo Dampress

آخر تحديث : الخميس 28 آذار 2024   الساعة 21:37:24
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
تركيا تعلن ‘‘السفربرلك‘‘ إلى شمال سوريا و العين على حلب

دام برس :

يتجشأ العصمنلي كلامه ويزبد فمه بسم يسيل على شفتيه، يشخص بعينيه إلى الوراء، حيث التاريخ السحيق لأمجاد السلطان المريض، يثبت التركي بؤبؤ عينه على حلب، ثم يسترسل بأحلامه والكلام.

عباءة السلطان عبد الحميد لن تعود ولن ينجح أحفاد عثمان الكبير في تكرار مجازر السلطان سليم الأول بحق كل الأطياف المختلفة في المنطقة، ليست حلب ولايةً بعد الآن.

بالتزامن مع حديث عن قوة "أعرابية" مدججة بالمؤخرات الكبيرة والأرداف السميكة تسعى للدخول إلى سوريا بهدف نجدة الجماعات الإرهابية، صدر صوت أمعاء خاوية من وراء الحدود، حيث طالب رئيس الوزراء التركي أحمد داوود اوغلو خلال اجتماع الكتلة البرلمانية لحزب “العدالة والتنمية” برد ما أسماه "الدين التاريخي للإخوة في حلب، لافتاً إلى أنه خلال الحرب العالمية الأولى، دافعوا عن المدن التركية " وكأن كل ذلك الدفاع كان بإرادة الحلبيين، ذاركة "السفربلك" لا تزال عالقة في التراث الجمعي للسوريين، وهي ذكرى مقززة بالمناسبة.

على مايبدو فإن أوغلو يريد إعادة أيام "السفربلك" مع بعض الفروقات، اليوم سوريا استُهدفت لأنها دولة إقليمية بغض النظر عمن اتفق أو اختلف مع ذلك، تم استهدافها بزمهرير عربي حارق أسموه "ثورة"، كثيرة هي المناطق التي بدلت جلدها بعد تبديل أهلها وساكنيها، تورا بورا وبيشاور والرياض والمدينة وحائل وعمّان وغيرها من المدن صدرّت لنا قمامتها ممن يُسمونه ـ "المجاهدين" فضلاً عن هؤلاء الأوروبيين المتأسلمين، أو المسلمين العرب الحاصلين على جنسيات أوروبية.

أوغلو يريد سفربلك آخر في سوريا، لكن هذه المرة لن تُساق الناس عنوةً من أجل القتال دفاعاً عمّا كانت تُسمى بـ "الدولة العلية" وهي التي أشاعت الانحطاط في المنطقة، كما كانوا يُساقون أيام الاحتلال العثماني، بل هناك متطوعون مرتزقة طائفيون ومذهبيون مستعدون للدفاع عن خلافة "الأثداء والفروج والحور وأنهار الخمر الموعودة" هؤلاء المسمون بـ "الوهابيين والسلفيين والأصوليين" وغيرها من المسميات، سيكونون بمثابة قوة داعمة لأبناء جلدتهم من المسلحين السوريين الذين علا زعيقهم كأبناء آوى تحت ضربات الجيش العربي السوري وحلفاءه الروس والإيرانيين.

أوغلو أكد أيضاً بأن خلف ظهر "المدافعين" عن المدينة تقف كل تركيا! وهي رسالة لكل الأفرقاء وعلى رأسهم روسيا وإيران والدولة السورية بأن تركيا تجاهر دون خجل بأنها تدعم جميع الميليشيات المتواجدة على الجبهة الشمالية بغض النظر عن مسمياتها، والتطور في هذا الأمر هو أن أنقرة كانت تنكر سابقاً أنها تفتح الحدود للإرهابيين وتساعدهم، وهي اليوم على لسان أوغلو تعترف بما كان خصومها يتهمونها به.

تصريح أوغلو سيستوجب ردة فعل روسية، لا سيما وأن موسكو ناقمة على وقاحة أنقرة بعد إسقاط طائرة السوخوي، والروس يعلمون جيداً الأطماع التركية في الأراضي السورية وتحديداً في الشمال، بل إن العمليات المتزايدة هناك حيث الطيران الروسي جواً والجيش السوري براً هو أحد أوجه الرد على تركيا، وهو ما حدا بأوغلو ليجاهر ويتحدى بأن بلاده ستقف وراء ظهر كل الجماعات الإرهابية المتواجدة شمال سوريا.

في الفترة القادمة سيتحول الشمال السوري إلى أرض ملحمية ستشهد معارك ضارية، بين جماعات مسلحة وخزان بشري إرهابي سيستمر بالتدفق في الفترة القادمة إلى الحدود من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه من المناطق التي تسيطر عليها الجماعات المدعومة تركياً، وإلا فإن النظام العصمنلي سيكون امام تواجد عسكري سوري ـ روسي لن يسمح مطلقاً بنفاذ أي دعم للإرهاب، عند السيطرة على باقي الريف الحلبي ثم إنهاء وتطهير الجبهة الشمالية بكاملها " أي حلب وإدلب وريفهما"، وهذا ما يفسر تكثيف العمليات العسكرية للجيش العربي السوري والطيران الروسي والتقدم المتسارع ميداناً في تلك المنطقة.

عربي برس - علي مخلوف

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz