دام برس :

ان واحدة من الوسائل الفعالة المؤثرة في تقليل الخسائر البشرية، وتعزيز كفاءة حماية حدود وأمن البلاد، هي الأستفادة من معدات وتكنولوجيات جديدة، والتي تشمل على مجموعة متنوعة من الأنظمة الإلكترونية والأجهزة الحديثة والاستفادة في نفس الوقت من الطائرات بدون طيار التي لها دور خاص ومؤثر جدا.

الطائرات بدون طيار لا تعتبر في الجمهورية الاسلامية في ايران على الاقل تقنية جديدة، وشهدت هذه المعدات منذ فترة الحرب المفروضة تطورا محليا من قبل المتخصصين الجامعيين والمهندسين الايرانيين في مجال الصناعات الدفاعية.  

مما لاشك فيه ان إيران تواجه في الحروب الحديثة انواع مختلفة من التهديدات، حيث ان العدو لا يتلبس بلباس خاص، فقد يكون على شكل مجموعات صغيرة متحركة ويحاول تجنب المواجهة المباشرة مع القوات التي تعاديها. في ظل هذه الاجوآء والظروف فان كشف العدو وملاحقته يعتبر من الأولويات المتقدمة لأي قوة عسكرية، لذا يجب مراقبه العدو لفترة طويلة وعدم تجاهله. 

ان واحدة من المناطق المستهدفة في هذا الصدد، هي المناطق الحدودية في جنوب شرق البلاد. حيث ان أنعدام الأمن في دول الجوار الإيراني جراء الأستفادة من المجاميع الإرهابية والعصابات المجرمة في هذه الظروف هي جزءا من مشاكل البلاد في هذا المجال، ولاجل تغطية الحدود الواسعة للبلاد يمكن تجربة أساليب مختلفة لحل هذه المشاكل. ان التواجد الواسع للقوات البرية أو الاستفادة من الطائرات الكبيرة ذات الكوادر الخاصة، هي من الإستراتيجيات الأبتدائية وفي كلا الحالتين فان الدولة تتحمل تكاليف مالية بالاضافة إلى تحملها خسائر بشرية غير متوقعة.

في مثل هذه الظروف فان الطائرات بدون طيار مثل طائرة شاهد 129 بدون طيار واحدة من أفضل الخيارات للتعامل مع هذه الظروف. اولا ان هذه الطائرة بدون طيار لها القدرة على التحليق 24 ساعة متواصلة، وبدون الحاجة بالتزويد بالوقود.

وثانيا يمكنها التحليق انطلاق من طرق بسيطة لاتمتلك اية مميزات خاصة لمثل هذه المهمات وفي نفس الوقت ونظرا لمدى التحليق لهذه الطائرة، فان هناك امكانة في توجيه الطائرة بواسطة التحكم من محطة السيطرة الارضية صغيره بحكم مقطورة سيارة، وتوجيهها بما يتناسب مع المهمة الموكلة.

وحسب الإحصاءات فان تكاليف رحلة هذا "البهباد" تقدر بنحو 100 الف تومان ايراني في الساعة الواحدة، وهي اقل بكثير جدا مقارنة مع النماذج التي تحلق بواسطة كادر الطيران.

تحظى هذه الطائرة بدون طيار بامكانية التحليق على ارتفاع 7600 متر(25 الف قدم) مما يوفر لها ميزة الخروج من مدايات أكثر انظمة المضادات الجوية المحمولة على الكتف التي يحتمل ان زودت بها المجاميع الإرهابية. من ناحية اخرى ان  مدى تحليق طائرة "شاهد 129"، تتراوح مابين 1700 إلى 2000كم.

اما بالنسبة لمنظومتها الالكتروبصرية يمكنها الكشف عن مساحة بشعاع 200 كم، كما ويمكنها التقاط صورا واضحة ليلا ونهارا وفي جميع الاحوال الجوية، وارسالها إلى مركز القيادة الأرضية.

في الوقت الذي يمكن لهذه الطائرة بدون طيار حمل صواريخ وقنابل موجهة، يمكنها ان تؤدي في نفس الوقت تنفيذ عمليات استطلاعية فضلا عن مهاجمة أهدافا منشودة.

ان جميع هذه الخصائص والمميزات لـ "شاهد 129" حولتها إلى خيار ممتاز لبعض الظروف، مثل ظروف جنوب شرق البلاد.
اما بالنسبة لاهمية طائرة "شاهد 129" بدون طيار خارج حدود البلاد، يمكن القول انه في الواقع ان هناك مناطق في الجبهة السورية هي في حاجة ماسة إلى طائرات بدون طيار مثل "شاهد 129" والتي تحولت الى مقاتل غير مرئي في الجبهة السورية وهزت مضاجع الارهابيين.

ان المعارك الطويلة الأجل تحتاج إلى عمليات أستطلاع مستمرة بسبب تغيير القوى المتصارعة والحاجة ألى تنفيذ هجمات قوية وسريعة في أرض المعركة، ان كل هذه الخصائص يمكن ملاحظتها في طائرة شاهد 129 بوضوح، ولهذا السبب يعتبر هذا البهباد خيارا مناسبا ضد التهديدات من الحدود الجنوبية الشرقية لإيران حتى داخل الأراضي السورية.