Logo Dampress

آخر تحديث : الأربعاء 24 نيسان 2024   الساعة 21:52:32
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
تركيا بمواجهة انتصارات الجيش السوري في حلب: مزمور الخيبة

دام برس :

بين صيحات الإنذار من سقوط حلب بأكملها بيد الجيش السوري والدعوات لاجتياح الشمال السوري وانتقاد المعارضة التركية لسياسة الحكومة الخارجية، تراوحت القراءات وتقدير المواقف، ولكنها اتفقت على أمر واحد: الخطر كبير!

صحيفة «يني آكيد» المتطرفة في ولائها للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، رأت في العملية التي أطلقها الجيش السوري وحلفاؤه في حلب، والانتصارات التي أحرزوها، وحذرت من أن تتابع هذه النجاحات سيؤدي إلى قطع واردات النفط إلى تحالف «جيش الفتح»، في ادلب، والذي يأتيه من الآبار التي يسيطر عليها تنظيم «داعش» في الجزيرة. وهو ما يعني عملياً خنق «جيش الفتح» وعجزه عن تسيير آلياته ودباباته لمواجهة حملة الجيش التي يبدو أنها ستأخذ طابع الكماشة من اللاذقية غرباً وحلب شرقاً. مما سيجعله مضطراً لطلب النفط من تركيا، غير أنه سيكون في هذه الحالة أغلى بحوالي ستة إلى سبعة اضعاف من الثمن الذي يحصل به على النفط من «داعش». ودعت الصحيفة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمنع الجيش من الوصول إلى مارع وتل رفعت واعزاز. علماً أنه إذا صحت التسريبات التي نقلتها صحيفة «البناء» اللبنانية عن لسان قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني فإن العملية الحالية ستستمر حتى اعزاز.

صحيفة «يني شفق» الموالية كذلك لأردوغان حاولت امتصاص المخاوف، فزعمت أن هناك خطة لإدخال مائة وخمسين ألف جندي من الأراضي التركية إلى سورية لاجتياحها، وذلك في إطار الحلف الذي أعلنت عنه السعودية مع تركيا وعدد من الدول لإدخال قوات برية بحجة محاربة تنظيم «داعش». ولكن يبدو أن تهديد وزير الخارجية السوري وليد المعلم بإعادة هؤلاء الجنود في توابيت خشبية جعل الحسابات تتغير قليلاً، فرغم أن الرجل أجاب بدبلوماسية تجلت في نقطتين؛ أولهما الحديث عن توابيت خشبية بالذات (لو كان الوزير عمران الزعبي لتحدث على الأغلب عن إعادتهم بأكياس القمامة) وثانيهما إبداء الأسف لأن ذلك سيحصل، رغم هذه الدبلوماسية يظهر أن المحور المعادي قرأ فيها تهديداً جدياً بدليل أنه لم يخرج شخص ذي صفة مسؤولة للرد عليه.

صحيفة «ستار» فضلت الإشارة إلى «المؤامرات العظمى» التي تتعرض لها تركيا، حيث زعمت أن خرائط تم الحصول عليها في مقرات للجيش السوري تظهر أن هناك مؤامرة روسية تستهدف الإسلام، وذلك عبر قطع علاقة تركيا بالعالم الإسلامي من خلال الإسفين الذي يشقه الجيش السوري مدعوماً بالطيران الروسي على الحدود الشمالية بما يعزل تركيا عن المناطق التي تسيطر عليها المجموعات المسلحة. ولم تلبث الصحيفة أن سقطت سقطة أخلاقية تكشف طريقة نظرتها إلى حقيقة التدخل التركي في سورية؛ حيث رأت أن «المؤامرة الروسية الخائنة تستهدف ضرب السيادة التركية في الأراضي السورية» فلو أن الصحيفة تنظر إلى الصراع من المنظار الإنساني، وقيم الحرية والديمقراطية التي يتشدق بها نظام أردوغان، لما استخدمت عبارة «السيادة التركية في الأراض السورية» ولاحترمت استقلال سورية.

من جهتها كانت صحيفة «خبر تورك» الأقرب إلى الحياد، أكثر توازناً، من وسائل الإعلام الأردوغانية، فنشرت تحليلاً قالت فيه أن هناك تطورين يحدثان الآن يذهبان بتركيا إلى المجهول؛ اولهما التطورات السيئة في المنطقة الجنوبية الشرقية ذات الغالبية الكردية، حيث عجز الجيش عن قمع حزب العمال الكردستاني وإيقاف تمدده نحو المدن رغم الوعود الكثيرة بأن ذلك قريب؛ وثانيهما ارتفاع احتمال سقوط حلب بالكامل بيد الجيش السوري. ومضى التحليل المنشور بتوقيع «سولي أوزيل»، والذي حمل عنوان «إذا سقطت حلب» بالقول إن الجيش يمضي بحملاته بشكل متوازن في الشمال والجنوب، ولا يوقف عملياته جنوباً أثناء تقدمه شمالاً، كما يهدد مدينة الرستن أحد معاقل المعارضة في وسط البلاد. وأنذر بأنه لو حتى كانت لتركيا إمكانية التدخل نظرياً فإنه من الأكيد أن روسيا لن تقف موقف المتفرج.

وقال اوزيل إن السياسة التركية اتجاه سورية بلغت الحضيض، وخاصة بعد عجزها عن إيقاف تمدد قوات حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، مضيفاً ان سقوط حلب سيعني توافد مئات آلاف اللاجئين على الحدود التركية إضافة لتحقيق نصر استراتيجي خطير للجيش السوري وحلفائه. وقال: «مع الأسف هناك من يحاول تغطية الأمر عبر نظريات المؤامرة»

وشرحت قناة «الجزيرة» في موقعها باللغة التركية خطر سقوط حلب بأن قطع الجيش السوري لمعبر اعزاز الممتد من الحدود التركية سيعني قطع الشريان المغذي للمعارضة المسلحة في الريف الحلبي التي ستضطر حينها للتغذي من ادلب، مما يعني وقتاً أطول وأصعب لإيصال هذه المساعدات. وهو ما يعني عملياً بقاء الفصائل المسلحة تحت رحمة الجيش الذي قالت أنه مسلح بدبابات T90 وقواذف بوراتينو الروسية الحديثة.

ورأت صحيفة «حريت» أن هدف روسيا هو استكمال السيطرة على كامل حلب قبل 11 شباط موعد  المؤتمر المقرر عقده حول سورية في مدينة ميونيخ الألمانية. وكان لافتاً أن الصحيف العملاقة حفلت بالعديد من المقالات التي وجهت سهام النقد اللاذع للسياسة التركية اتجاه سورية، رغم أن صاحب الصحيفة حريص بشكل عام على عدم قطع الصلات مع أردوغان. حيث هاجم أحمد هاكان مروجي فكرة اجتياح سورية، قائلاً: «سأدعم خطة التدخل في سورية بشرط واحد، وهو أن يتم تشكيل وحدات المقدمة من أقارب المطبلين لهذا التدخل». كما كتب الصحفي تولغا تانيش أن الجيش السوري تمكن خلال ثلاثة ايام من استعادة ما خسره في ثلاثة سنوات. وأضاف أن سقوط السياسة التركية اتجاه سورية لم يكن واضحاً لهذه الدرجة حتى اليوم.

وعدد تانيش ثلاث نقاط تختصر الخسارة التركية؛ أولها حصول حزب الاتحاد الديمقراطي على دعم سياسي قوي، وتمكن جيش الأسد من كسر المعارضة، وخسارة تركيا للرافعة السياسة الأمريكية. وقال أن ما حدث يظهر الثمن الذي ستدفعه تركيا لقاء تدخلها في الشأن السوري طيلة السنوات الخمسة الماضية.

اسيا نيوز - سومر سلطان

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz