دام برس :

نشرت مجلة "سلايت" الفرنسية تقريرا حول نظام الاتصالات داخل تنظيم داعش، الذي تبنى عدة هجمات دموية من بينها الهجمات الأخيرة في باريس.

وقالت المجلة إن تنظيم داعش أظهر قدرة كبيرة على استقطاب الجهاديين من مختلف الفئات الاجتماعية والجنسيات، وهو ما يبدو واضحا من خلال الهجمات الأخيرة التي استعان فيها التنظيم بعناصر من جنسيات أوروبية، ما ساهم في جعل المسألة أكثر تعقيدا للأجهزة الأمنية.

واعتبرت المجلة، في تقريرها الذي نشره موقع "عربي21"، أن نظام الاتصالات داخل تنظيم داعش يعد من أهم الآليات الرئيسية في استقطاب غالبية المجموعات الإرهابية، ما دفع الأمريكيين لوضع المسؤولين عنه على قائمة الأهداف العسكرية، حيث أكدت صحيفة "واشنطن بوست"، في تحقيق شامل نشرته حول الاتصالات داخل تنظيم داعش، أن الأخير لا يستقطب فقط مقاتلين، بل يعتمد أيضا على مجموعات إعلامية سُخرت لها أدوات دعاية ضخمة.

وأشارت المجلة إلى أن تنظيم داعش يعتمد في إدارة عمليات الاتصال على كثير من الأجانب، من بينهم فرنسيون كانت لدى العديد منهم قبل التوجه إلى سوريا؛ تجارب في قنوات إخبارية، مؤسسات إنتاج وتصميم برامج.

وفي هذا الإطار، أشار ماثيو غيدار، الداعية الإسلامي والأستاذ في جامعة تولوز الفرنسية، إلى أنه "إذا لم يكن للفرنسيين مناصب هامة في القيادة العسكرية لتنظيم داعش، فإنهم يلعبون دورا رئيسيا في اتصالاته".

وذكرت المجلة أن مئات العاملين في خدمات الاتصال في التنظيم مكلفون بتحفيز الجنود في المعارك، وترويع أعداء "الخليفة"، بالإضافة إلى العمل على استقطاب عناصر جديدة. فالدور الهام للدعاة داخل تنظيم داعش جعلهم يحتلون مناصب هامة في هرم القيادة، حيث يُعتبر المسؤولون عن هذه الخلايا الإعلامية برتبة الأمراء والقادة العسكريين للمجموعات المقاتلة.

في هذا الإطار، أكد مصور سابق لتنظيم داعش، في شهادته للصحيفة الأمريكية، أنه كان يقبض 700 دولارا شهريا، أي سبعة أضعاف راتب الجندي، مع الأخذ بعين الاعتبار معدات عمله وإعفائه من أداء الضرائب. وقد دفع هذا التأثير الهام لخلايا الاتصال في تنظيم داعش بالأمريكيين إلى اعتبار المكلفين بالدعاية أهدافا عسكرية.

وأشارت المجلة إلى أن الخلية الإعلامية للتنظيم تعتمد على مواد إعلامية ذات جودة عالية يتم تمريرها عبر الحدود التركية طيلة الشهر.

من جهة أخرى، أثبت إعلاميو التنظيم سيطرتهم على كل المشاهد التي يقومون بتصويرها، حيث يمكن للمصور خلال مشاهد الرؤوس المقطوعة، أن يقرر بدلا من الجلاد اللحظة المناسبة التي يتم فيها تنفيذ الإعدام، كما يمكنه أن يطلب من الجلاد رفع سيفه أكثر من مرة حتى يوفر زوايا مختلفة من المشهد للكاميرا. واللمسة الفرنسية تبدو واضحة في هذه الدعاية.

وأشار ماثيو غيدار إلى أن انضمام المواطنين الفرنسيين في وقت مبكر للحرب في سوريا؛ سمح لتنظيم داعش باعتماد خيار اللغة الفرنسية في الترويج للدعاية الإعلامية على الإنترنت، وقد أدرك تنظيم داعش بسرعة أنه يمكنه نشر خطابه المعادي بين الفرانكفونيين، وليس فقط العالم العربي أو الناطقين بالإنجليزية.