دام برس :

مع تصاعد دخان السحر الأسود لمشعوذي الشر في أنقرة والرياض والدوحة، يخطّ قديسو القضية من رجال الجيش العربي السوري تعويذة الحفظ، فوهات مدفعية مبخّرة ببخور الحق وبنادق معمدة بزيت يشع منه نور النصر، حمم هاطلة من أبابيل الحزم تتحول إلى نارٍ ذات لهب، يصلاها أحفاد حمالة الحطب.

خلال الأيام الماضية شهدت مدينة دمشق وضواحيها سقوط العشرات إن لم يكن أكثر من قذائف الهاون التي أطلقتها مخلوقات العالم السفلي نحوها، بعض المواطنين قالوا أنها المرة الأولى التي يرون فيها غزارة تلك القذائف! فما سببها؟

لقد ترافقت تلك الاعتداءات مع المعارك الجارية في الزبداني وريف الفوعة وكفريا، فضلاً عن تنفيذ أبابيل الجو السوري غارات مكثفة حصدت فيها عدداً كبيراً من الأرواح الملعونة لمسلحي ابن تيمية في مناطق مختلفة.

غارات في محيط مطار أبو الظهور العسكري في محافظة ادلب، فضلاً عن غارات استهدفت مواقع الميليشيات المسلحة في عربين وبلدتي حمورية ومديرا بالغوطة الشرقية، ووفق المعلومات فإن الغارات وعمليات القصف المركز على مواقع المسلحين قد طالت أيضاً كل من حرستا ودوما وداريا أيضاً.

يُضاف إلى ما سبق تقدم الجيش العربي السوري والمقاومة اللبنانية في مدينة الزبداني، وسيطرتهم على حي الجسر في المدينة بعد القضاء على بؤر المسلحين فيه، بمعنى آخر اقتراب تحرير المدينة التي يعيش مسلحوها آخر أيامهم، يؤكد ذلك الهستيريا التي أصابت جميع المسلحين في مناطق انتشارهم بالريف الدمشقي "دوما،حرستا، عربين، داريا، مديرا" وقيامهم بالإعلان عن شن عمليات عسكرية أسموها "نصرةً للزبداني".

وفي ذات المشهد صعّد الإرهابيون من هجماتهم على بلدتي الفوعة وكفريا في ريف إدلب، ضمن وجود دعم تركي لهذا الأمر، فأردوغان يستفيد من اللعب على الوتر المذهبي أيضاً، وطبيعة هاتين البلدتين الديمغرافية تساعده على ذلك، بالتالي فإن السلحون يضعون البلدتين مقابل الزبداني، كما دخلت السعودية على الخط في المعارك الجارية هناك، وبدا واضحاً وجود تنافس سعودي ـ تركي في المزاودة الدينية "مذهبياً" بمعنى آخر من منهما يقدم دعماً للمسلحين من أجل إنقاذ إرهابيي الزبداني ولي ذراع الحكومة السورية وحليفتها طهران من خلال هاتين البلدتين، ومن ثم الاستفادة من الأمر لتسويق فكرة الحامي والسند لطيف مذهبي كبير، بما يعزز الشرخ بين السوريين أيضاً.

إذاً فإن ذلك الكم الكبير من القذائف التي شهدتها دمشق وما يجري في الريف الإدلبي، ليس إلا بسبب اقتراب حبل المسد من جيد كل مسلح في مدينة الزبداني،، وذلك لوحده ضربة قاصمة للظهر السعودي والتركي على حد سواء، فكان الأمر العملياتي بأن يتم تصعيد استهداف دمشق وبعض ضواحيها بالقصف علّه يخفف عن إرهابيي الزبداني.

عربي برس - علي مخلوف