Logo Dampress

آخر تحديث : الخميس 18 نيسان 2024   الساعة 01:15:57
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
إندبندنت: داعش يميز بين عناصره على أساس الجنسية واللغة

دام برس :

نقلت صحيفة "إندبندنت" البريطانية، في مقال نشرته على موقعها الإلكتروني، شهادة أحد الأطباء السوريين عن الحياة داخل تنظيم داعش الإرهابي، ومعاناة السوريين في الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم في سوريا، حيث يرى كاتب المقال، الطبيب عمر جبار، وهو سوري يحمل الجنسية البريطانية، أن داعش من الداخل لا يشبه كثيراً الجماعة الإرهابية، وإنما حقيقة الداعشيين أنهم حفنة من العنصريين الجشعين.

 ويبدأ المقال بالإشارة إلى مفارقة كبيرة فيما يتعلق بداعش، فبينما يدعي التنظيم أنه يقوم بخلق مجتمع جديد قائم على عدم التفرقة وعدم التمييز ما بين العرق أو الجنسية (طالما أن هناك اتفاق مع مبادىء ومعتقدات داعش)، فإن الواقع يعكس حقيقة تختلف تماماً عن هذا الادعاء الذي يروج له الداعشيون.

عنصرية داعش
وينقل المقال شهادة أحد النشطاء في الرقة يُدعى أبو إبراهيم الرقاوي، الذي أكد لكاتب المقال العنصرية المتفشية بين الداعشييين، حيث قال: "يميل الجهاديون من الدول الأخرى إلى البقاء في مجموعات يتم تصنيفها وفقاً للجنسية أو اللغة، فعلى سبيل المثال يتجمع البريطانيون معاً والهولنديون معاً وهكذا، ولا يختلطون بالناس العاديين في المكان، ويتم معاملتهم بصورة مختلفة اعتماداً على المكانة الملائمة لهم في التسلسل الهرمي العنصري لتنظيم داعش".

ويضيف الرقاوي أن الوافدين من شمال أفريقيا يتلقون مبالغ مالية أقل من الآخرين، بينما يتذمر المجندون الغربيون لأنه يُترك لهم مهمة القيام بأعمال الغسيل، وفي الوقت نفسه يتولى الوافدون من الهند تنظيف المراحيض.

وبحسب المقال، كتب أحد الداعشيين البريطانيين البارزين منذ أسابيع قليلة على حسابه الإلكتروني أن الأوروبيين يجب أن يلتحموا معاً لأن "الارتباط مع العرب يمكن أن يكون مزعجاً جداً ومرهقاً"، ويبدو أن هذا السلوك من التحامل من الأمور المستوطنة داخل تنظيم داعش الإرهابي.

عذابات شعب
يقول كاتب المقال: "كنت محظوظاً لأنني تجنبت التعامل المباشر مع داعش طوال فترة عملي كطبيب داخل البلاد، لكنني أعلم جيداً العذابات التي مر بها العاملون بالأعمال الخيرية بسبب أفعال هذا التنظيم الوحشي، فبينما كان النظام السوري وميليشياته يمنعون وصول المعونات، فإن داعش أيضاً حال دون وصول المساعدات إلى أفراد الشعب السوري، وكان الداعشيون يتدخلون، بالاتفاق مع قادة المجتمع المحلي، ويحاولون الاستيلاء على المستودعات التابعة للجمعيات الخيرية، وفرضوا قيوداً تجعل عمل وكالات المعونات أشبه بالمستحيل، وأعلم جيداً أنهم قتلوا الكثير من موظفي الإغاثة".

ويلفت الكاتب إلى أنه سمع روايات مباشرة عن كيفية استيلاء الداعشيين على ممتلكات السوريين في الرقة، ونهبهم مواردها لكي يعيشوا ببذخ، في الوقت الذي يعاني فيه المدنيون السوريون من الجوع، ولم يفكر الداعشيون في توفير الخدمات الأساسية للسوريين الذين هم في أشد الحاجة إلى البقاء، كما تم حرمان المدنيين السوريين من انتظام المياه والكهرباء والصرف الصحي السليم في المناطق التي يسيطر عليها تنظيم داعش الإرهابي، ويتم معاملة السوريين باحتقار.

قاع التسلسل الهرمي
ويضيف المقال أن مكانة السوريين المدنيين لا تتجاوز القاع السفلي للتسلسل الهرمي لتنظيم داعش الإرهابي، وذلك على الرغم من معاناتهم الشديدة في ظل نظام بشار الأسد، وباتوا الآن يتحملون احتلالاً أجنبياً أكثر عدائية ووحشية وقسوة لا يمكن حتى تصورها تحت حكم داعش، لاسيما أن السوريين هم الذين يعانون من سرقة مواردهم ومنازلهم وممتلكاتهم كافة، التي استولى عليها الداعشيون الإرهابيون، وحتى المساعدات الدولية التي يتم إرسالها إلى الشعب السوري يتم سرقتها من قبل داعش.

حالة يرثى لها
يقول كاتب المقال: "إنني سوري أحمل الجنسية البريطانية، وخلال هذه السنوات القليلة الرهيبة الماضية، عدت إلى سوريا مرات عديدة كطبيب لمساعدة الشعب السوري، والواقع أن المعاناة التي يمرون بها لا يمكن تصديقها؛ حيث مزقت الحرب العائلات، وجلبت الجوع والمرض، وخلفت ورائها مئات الآلاف من القتلى، وشردت الملايين، والاقتصاد بالكاد يعمل، ومن ثم اختفت وسائل كسب قوت العيش اليومية، وتعيش العائلات على مقايضة الحاجات الأساسية، وتشير الأمم المتحدة إلى أن أربعة من كل خمسة سوريين يعيشون الآن في الفقر، كما أصبحت البنية التحتية للبلاد في حالة يرثى لها".

ويضيف كاتب المقال: "قد تكون بلدنا في حالة خراب، ولكنها لاتزال بلدنا، وستظل سوريا كذلك، رغم كل الجهود التي يقوم نظام بشار الأشد وميليشياته، بما فيها ميليشيات حزب الله التي تعمل علناً لتدمير روح الشعب السوري، وستظل سوريا بلدنا رغم مزاعم أبو بكر البغدادي، زعيم داعش، بأنها أرض الخلافة المزعومة، هذا الرجل الذي يضاعف معاناة السوريين ويدعى أن (سوريا ليست للسوريين)، وفرض حكم العصابات الأجنبية التي تسيطر على مناطق شمال وشرق سوريا الخاضغة لسيطرة داعش في الوقت الراهن".

ويختتم المقال بالقول: "إن الصراع الدائر في سوريا الآن، بالإضافة إلى داعش، كان له تأثير مروع على الشعب السوري؛ إذ جلب له القتل والاغتصاب من خلال الزواج القسري، والجوع والمرض والنفاق، لدرجة أنه يتم حرمان هذا الشعب من حقه في أن يكون شعباً سورياً، ولكن السوريون في الرقة، كما هم في أماكن كثيرة، لايزالون يأملون في مستقبل سيأتي، وسوف يستمرون في فرض أنفسهم في أراضيهم رغم العنف الذي يشهده هذا الصراع، وسوف يستمرون في مقاومة داعش وغيرهم".

الوسوم (Tags)

داعش   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz