دام برس :

بعد الهزائم التي تلقتها المجموعات المسلحة ضمن ما سمّي هجوم “عاصفة الجنوب” على ايدي الجيش السوري الذي منعهم من تحقيق أهدافهم التي تجلت بالسيطرة على طريق دمشق – درعا وإختراق مدينة درعا بهدف السيطرة عليها، بدأت أنيابهم تنجش أجسادهم عبر الخلافات التي بدأت تعصف والتي أدت في النهاية إلى تشظّي غرف العمليات.

التشظّي هذا يبدو جلياً في صف قادة المجموعات المسلحة خاصةً بعد أن قرّرت “جبهة النصرة” وضع حدٍ لمشاركتها في الهجوم. الخلافات التي تغذيها الحزبيات وحب السيطرة على مفاصل القوة أدت إلى تفتت غرفة العمليات الاساسية حيث بات تأسيس  غرف بديلة أمراً ملحاً بحكم الخلافات وبات عملاً روتينياً لا يغدو أكثر من كونه جزءً اساسياً من يوميات الحرب في الجنوب. جديد هذه الغرف هي تلك التي شُكّلت يوم أمس وتضم الحركات المتضرّرة من فشل الهجوم وهي “جبهة النصرة، حركة المثنى، حركة أحرار الشام، جند الملاحم وبيت المقدس”.

وبالتزامن مع تشكيل هذه الغرفة، كانت غرفة العمليات المركزية لمعركة “عاصفة الجنوب” المسماة “إعصار 2″ تتعرض لهجومٍ واسع من “لواء تحرير حوران” بقيادة المدعو ابراهيم هيال الذي عمد مسلحوه الى إقتحام مقر العمليات والمكتب الاعلامي مدجّجين بالاسلحة الرشاشة وبادروا باطلاق النار على المجتمعين فأصابوا شخصاً تابعاً لـ “لواء المدفعية” وحطموا سيارات عدّة بعضها يعود لـ “أبي شريف المحاميد” و”أنس الزعيم” ما دفع قادة الفصائل لسحب كتائبهم من العملية وتفجر خلافات عميقة ادت بآخرين للخروج من الغرفة والتوجه لمباحثات بشأن تشكيل غرف على حدى تباشر بهجوم على درعا مجدداً.

الإتهامات لـ “غرفة الموك” بالضلوع بما حصل في “غرفة إعصار 2″ كانت واضحة، كونها صدرت عن أحد أعضاء الغرفة الذي قال ان “لواء تحرير حوران مؤتمر من غرفة الموك ومنها يستقي اوامره”، واضعاً الهجوم على الغرفة بإطار “تصفية الحسابات بعد الفشل في عاصفة الجنوب”. السنة اللهب وصلت إلى مدير المكتب الاعلامي المدعو “محمد زرزور نبراس” الذي أعلن إنسحابه من الغرفة تحت وطأة الخلافات التي أنتجت الهجوم.

تداعيات هجوم “لواء تحرير حوران” لم تقتصر على هذا، وفي محاولةً لامتصاص الخلافات الناتجة عن الهجوم، إجتمعت القيادة المشتركة لـ “فرقة 18 اذار” التي تضم اللواء المذكور واتخذت قراراً بعزل متزعم “لواء تحرير حوران” ابراهيم هيال عن قيادة اللواء وتقديمه للمحاكمة بعد تصرّفه الذي وصف بـ “غير اللائق والمخزي”، بحسب وصف أحد متزعمي المجموعات المدعو “أبو حمزة الحوراني”.

الإتهامات لغرفة “الموك” الصادرة عن بعض قادة الفصائل بتأجيج الخلافات ترفضها اخرى وتؤكد ان الغرفة الموجودة في الاردن تقوم بمحاولات حثيثة لرأب الصدع بين القيادات المتنافسة والمتناحرة إلاّ أنها لم تفلح، ومع هذا الفشل تتكاثر غرف العمليات حيث باتت الفصائل التي تنهل من فكر القاعدة تتحالف فيما بينها وتعمل على تأسيس تحالفات فيما تلتف فصائل “الجيش الحر” ابرزها “الجيش الأول” و “سرايا المدفعية” على بعضها من اجل تشكيل خلفٍ يكون اولاً موجّه إلى “حلف النصرة” التي تعمل على توفير ارضية لتوسيع “جيش الفتح”، وثانياً من اجل الاعداد لهجمات ضد الجيش السوري.

وكبادرة تظهر ان الارضية في درعا وريفها تتجه إلى الصراع بين “الحر” و “النصرة”، قامت الأخيرة بتصفية مسؤول “الجيش الحر” في الجبهة الجنوبية المدعو جابر مصطفى محاميد بتهمة “الخيانة والتخاذل” في معركة عاصفة الجنوب في درعا.

ميدانياً، دمّر الجيش السوري آليتين للتنظيمات الارهابية التكفيرية في بلدة كفر ناسج بريف درعا، كما استهدف سلاح الجو السوري مواقع المسلحين في مدينتي طفس ونوى في ريف درعا، في وقتٍ قُتل مسؤول “ﻟﻮﺍﺀ ﺷﻬﺪﺍﺀ ﻧﻮﻯ”التابع لـ “الجيش الحر” المدعو ﺃﺣﻤﺪ ﻋﻄﺎ ﺍﻟﻠﻪ السقر الملقب “ابو محمد” في مشفى الرمثا الحكومي في الأردن متأثراً بجراح أصيب بها خلال الاشتباكات مع الجيش السوري في محيط مدينة درعا، كما دمر الجيش السوري آليتين للمجموعات المسلحة احداهما محملة براجمة صواريخ جنوب طريق السد في حي درعا البلد، ودارت اشتباكات بين الجيش السوري والمجموعات المسلحة في حي المنشية في درعا.