Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 26 نيسان 2024   الساعة 01:27:55
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
أجراس سوريا .. مع كل رنة نبضة وطن !
دام برس : دام برس | أجراس سوريا .. مع كل رنة نبضة وطن !

دام برس - ريتا قاجو :

سوريا... الأرض التي تبارك ترابها بأقدام الرسل والقديسين، على هذه الأرض تعانقت الحضارات والأديان، فكانت مسرحاً لأحداث الكتب المقدسة ، وجسر عبور للأنبياء والمبشرين...
على هذه الأرض فقط تصدح أجراس الكنائس لتعانق تكبيرات المآذن، فيتجلى لنا النبي ويسوع ليقولا أن الدين لله واحد والوطن لنا جميعاً...
ببساطة ...ذلك هو سبب الحقد الدفين الذي أظهره برابرة القرن الحادي والعشرين تجاه سوريا ، فهم لا يريدون هذا الوجه المفعم بالتسامح والمحبة ، كي لا يقف في وجه مشاريعهم الرامية إلى تدمير القيم والحضارات والأخلاق، وتهشيم الروابط بين الشعوب، وإثارة العداوة بين الأديان، فبدون ذلك لن تعود "أمجاد" الإمبراطوريات والمستعمرات !
دخلت الحرب على سوريا عامها الخامس، دم وخوف ودموع، وانتهاك لحرمة كل ما هو مقدس وجميل عند الشعب الذي أهدى العالم عبر العصور الأبجدية والرسائل السماوية والحضارة والعلم والفن والقمح والورد، فردّ العالم عليه بالقتل والتدمير والرصاص والقنابل !
وبما أن الحرب تقلب المفاهيم والمصطلحات وتشوه القيم، عمدوا إلى المراهنة على فسيفسائية النسيج السوري، فأطلفوا مصطلحات غريبة عن قيمنا، أقليات وأكثريات وطائفتي وطائفتك، وكانت آخر بدعهم العبقرية " اضهاد الأقليات" و"الخوف على مصير المسيحيين في سوريا" ، ناسين أو متناسين أن جميع السوريون على اختلاف معتقداتهم وانتماءاتهم تعرضوا للاضطهاد من قبل من هم دعموهم بأنفسهم، وأن سوريا مهد المسيحية وحبيبة يسوع، وأن  المبشرين عبر أسوار دمشق قبل أن يصلوا إليهم !
 سوريا مهد المسيحية ووجهها المشرق
لسوريا مع المسيحية تاريخ عريق عابق بالقداسة، حيث ما تزال الآرامية لغة السيد المسيح حيّة في معلولا، فتعتبر سوريا مهد هذه اللغة، كما كانت ممراً لرسل وتلاميذ المسيح من بطرس إلى بولس وكثيرين غيرهم، حيث انطلقوا من أورشليم إلى حوران ومنها إلى دمشق فالعالم بأسره، وفي طريقهم للهداية بنوا الكنائس والأديرة التي تتناثر كاللآلئ على الجغرافيا السورية من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال.
وعلى أبواب دمشق ظهر الرب لشاول، فكانت عاصمة الياسمين مسرحاً لأحداث الكتاب المقدس، وكانت أسوارها نقطة انطلاق المبشرين الذين حملوا رسالة يسوع إلى أصقاع الأرض.
وفي الجنوب السوري ، ولد فيليبس العربي ليكون الإمبراطور المسيحي الأول قبل قسطنطين، حيث ترأس احتفالات روما في الألفية الأولى، ومنح المسيحيين حرية إقامة الشعائر الدينية ، وازدهرت الكنيسة، وانتشر الإنجيل في كل مكان.
  الحرب في سوريا وتأثيرها على المسيحيين
لم يسلم من تداعيات الحرب على سوريا لا بشر ولا حجر، لا مسلم ولا مسيحي، لأنها حرب على الإنسان السوري بالدرجة الأولى، على أخلاقه وقيمه وتاريخه وحضارته، بغض النظر عن انتمائه الديني.
فطالت يد الحرب الشعواء الكنائس والأديرة على امتداد الجغرافيا السورية، فنالت نصيبها من التخريب والتدمير، وبذلك استهدف التكفير رموز المسيحية الأولى، وصروحها المقدسة، من كنيسة أم الزنار في حمص التي دخلتها المجموعات الإرهابية  وحولتها من دار سيدة السلام إلى مركز لصواريخ الحقد، إلى دير صيدنايا الذي كان يستقطب عشرات آلاف السياح من كل أنحاء العالم، إلى الكنيسة الإنجيلية في حلب، إلى كنيسة مار الياس في القصير، وغيرها الكثير من الكنائس والأديرة التي طالتها يد التكفير.
كما تعرض السوريون المسيحيون كباقي أبناء الوطن إلى التهجير والقتل والخطف، على مستوى الأفراد أو رجال الدين، فسجلت الحرب في سوريا الكثير من الممارسات التي ارتكبها الإرهابيون بحق المسيحيين في سوريا، من القتل والاستهداف، إلى اختطاف الرهبان والراهبات ورجال الدين.
بدعة " الخوف" الغربي على مسيحيي سوريا
تعودنا دائماً على سياسة المعايير المزدوجة للحكومات الغربية، وكما يقول المثل الشائع "يقتل القتيل ويسير في جنازته" ، دعموا الإرهاب الذي طال السوريين بمن فيهم المسيحيون ثم خرجوا على المنابر يتباكون على "اضطهاد" المسيحيين في سوريا، حيث أمطرت علينا تصريحات المسؤولين الأمريكيين والأوروبيين كلهم "يخافون" على مصير المسيحيين في الشرق خاصة سوريا.
والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة ، ألم يكن من الأجدر بهؤلاء إيقاف الحرب على سوريا، وإيقاف دعم المجموعات الإرهابية التي اضطهدت المسيحيين وكل السوريين ؟!

الأب نزار مباردي لدام برس : رسالتنا لكل العالم ... نحن متمسكون بوطننا

في منطقة المزة في دمشق، تنتصب كنيسة القديس نيقولاوس لتزينها وهي الكنيسة الوحيدة في تلك المنطقة.
تأسست عام 1960 وكان عدد الرعية المسيحين ما يقارب 500 عائلة في منطقة المزة، ومع بداية الثمانينيات ازدهر نشاط الكنيسة من الناحية العمرانية وكذلك على مستوى الأنشطة التي تقوم بها.
فريق دام برس زار كنيسة القديس نيقولاوس وكان له شرف اللقاء بالأب نزار مباردي الذي ترأس الكنيسة عام 1994
خوف الغرب على مسيحيي سوريا كذبة... هذا وطننا ولن نتخلى عنه
كان اللقاء مع الأب نزاريوس في عيد قيامة السيد المسيح، في الوقت الذي كانت فيه كنائس سوريا تعمها الصلوات والاحتفالات وأضواء الشموع، فاعتبر هذه الاحتفالات رسالة قوية إلى الغرب أن المسيحيين باقون في وطنهم الحقيقي، يمارسون حياتهم الدينية والاجتماعية ، و أجراس كنائسهم رغم الحرب والقتل والحزن، لن تسكت أبداً.
وأكد الأب نزاريوس أن المسيحيين جزء من النسيج السوري، مثل باقي أبناء الوطن على اختلاف انتماءاتهم ومعتقداتهم، وأنهم متمسكون بوطنهم الأم، رغم كل محاولات الغرب لتهجيرهم بحجة اضطهادهم في سورياً، فيقول أنه  لو كان الغرب يخاف على المسيحيين، لأوقف الحرب في سوريا بدلاً عن دعم الإرهابيين، الذين يقتلون الإنسان السوري، ويدمرون الكنائس والمساجد على حد سواء، وهذه الدعوات والتصريحات التي يطلقها بعض المسؤولين لها أهداف سياسية تدخل في إطار الحرب على سوريا لا أكثر ويضيف : " هم يريدون تهجيرنا من أرضنا لكي يزيد الدم لا من أجل حمايتنا، لكننا باقون ومتمسكون بوطننا ، مهد حضارتنا وديانتنا ".
التسامح الإسلامي المسيحي عنوان العيش في سوريا ومحاولات ضربه باءت بالفشل
التنظيمات الإرهابية التي تقاتل باسم الدين، لم تترك داراً من دور العبادة إلا وطالته تدنيساً وتخريباً، في محاولة لتشويه الجوهر الحقيقي للدين ، خاصة الإسلام الذي قاتل باسمه على أرض سوريا إرهابيون من كل أصقاع الأرض،وهذا ما قد يثير من وجهة نظر معينة مخاوف من ضرب التسامح بين السوريين، حيث أن الإرهاب في تدميره للكنائس  كان يصورها كحرب إسلامية على المسيحيين ، فإلى أي مدى تأثرت القلوب في سوريا ؟
يؤكد الأب نزار أن التسامح والمحبة المتبادلة بين السوريين عمرها من عمر الوطن، وما زالت حتى الآن، وستكون عنوان المستقبل دائماً، ويشير إيضاً إلى بعض من أسماهم ضعاف النفوس، ممن تأثروا بهذا التضليل والتشويه المتعمد لسماحة الإسلام، ولكنه يرى أن نسبتهم قليلة جداً لا تذكر، ويضيف : " في السابق كنا لا نعرف دين جارنا الذي يسكن بقربنا منذ سنوات، ولا نفكر حتى  بسؤاله ، لأننا تربينا على هذه الثقافة ، التي تلغي الفروق بيننا ".
وفي سياق الحديث عن التسامح والمحبة  يضرب لنا الأب نزار مثلاً حياً عن كنيسة القديس نيقولاوس نفسها، التي أطلقت منذ فترة مشروع سكن للطالبات، ويؤكد أن عدد الطالبات المقيمات عنده 27 واحدة منهم فقط مسيحية والباقي مسلمات !
كما وصف الأب نزار المسلمين بحماة الكنيسة، وأشاد بالمحبة التي اعتاد أن يراها من الجيران  منذ تسلمه الكنيسة من خمس وعشرين عاماً، ويضيف : " هذه هي سوريا، هؤلاء نحن مسلمون ومسيحيون، يد واحدة وقلب واحد، ولتذهب محاولاتهم للجحيم " .
الشباب المسيحي متمسك بوطنه وتوفير فرص عمل تقلل نسبة الراغبين بالخروج من البلاد
يؤكد الأب نزار أن الشباب المسيحي ورغم كل المحاولات لتهجيره من أرضه ما زال متمسكاً بوطنه، وكثير ممن سافروا تتملكهم الرغبة الآن في العودة إلى سوريا، لكن يجب أن يُنظر إلى الأمور بمنطقية، والأخذ بعين الاعتبار الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد، والتي تدفع الشباب إلى التفكير بالسفر، ويعتبر الأب نزار أن توفير فرص عمل من شأنها تحسين الظروف المعيشية للشباب، ستزيد من صمود الشباب في وجه الحرب وتزيد تمسكهم بأرضهم.
سوريا ستنتصر بصمود أبنائها
يؤكد الأب نزار أنه رغم حجم المعاناة التي يعانيها السوريون، وكل ما ذاقوه م الحرب والإرهاب، أنه متفائل بالغد، وأن سوريا ستنتصر وستعود أقوى مما كانت، وللشعب السوري تاريخ حافل بالانتصارات، فمن صمد في وجه الاحتلال العثماني والاحتلال الفرنسي وقاوم حتى النصر، لن يستسلم اليوم و"بكرا أحلى" .
ستبقى سوريا رغم كل المحاولات، ورغم الحرب الظالمة التي أرخت ظلالها الثقيلة والمؤلمة على السوريين، رمزاً لكل ما هو جميل وأخلاقي ومقدس في الحياة، وستبقى الوجه الحقيقي المشرق للمسيحية وكما المسيح باقون.. الأمس واليوم وإلى الأبد !

تصوير : تغريد محمد

 

الوسوم (Tags)

سورية   ,  

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  2015-04-19 05:44:35   الدين لله والوطن للجميع
منذ فجر التاريخ عاش الإنسان السوري على هذه الأرض المقدسة ليكون أيقونة في الحضارة البشرية ولم تقف الفروق الدينية يوماٌ عائقاً في وجه التسامح الأزلي والرسالة التي حملها على عاتقه
ريتا قاجو  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz