دام برس :

يبدو ان العلاقات بين إسلام آباد والرياض دخلت في فتور وسخونة وتوتر في آن، أقله في الكواليس، ذلك يتضح من خلال التصريحات والتصرّفات السعودية التي ردّت على عدم تفويض برلمان إسلام آباد للجيش، بالمشاركة في العدوان السعودي على اليمن السمى “عاصفة الحزم”.

وفي هذا السياق، علمت “الحدث نيوز” من مصادر دبلوماسية في بيروت، ان السعودية ورداً على الرفض الباكستاني بالسير في الحرب على اليمن، ستقوم بتسخين جبهات إقليم بلوشستان الواقع جنوب غرب البلاد، والذي يشهد حركة إنفصالية ووجوداً كبيراً لتنظيم “القاعدة”.

وبحسب المصادر، فإن تحريك السعودية للميدان العسكري في بلوشستان، يهدف إلى “تأديب إسلام آباد” بعد رفضها السخاء السعودي من بوابة المشاركة بالعدوان على اليمن، وهو ما إعتبر في الرياض “كفراً” وطعنه لم تكن متوقعة، خصوصاً بعد ان رمت ما رمت المملكة من “فلوس” في هذا البلد وصولاً إلى لحظة جرّه في ركبها.

التسخين هذا، ظهرت أولى تجلّيلته اليوم، بعد حادثة قتل 20 عاملاً في الاقليم، يوم أمس الجمعة. وفي التفاصيل، هاجم مسلحين مخيماً لعمال في منطقة غوخ دون في بلوشستان وقتلوا 20 عاملاً”. وافادت مصادر صحافية، ان القتلى العمال جاؤوا من إقليمين آخرين، ز 16 منهم يتحدرون من مناطق البنجاب و4 من منطقة السند الهندية.

من جهته، أكد المسؤول الكبير في الإقليم أكبر حسين دراني أن الهجوم وقع على بعد أكثر من ألف كيلومتر جنوب غرب كويتا. وقال إن “العمال كانوا يعملون في بناء جسر”، موضحاً أن بعضهم استيقظ على دوي انفجارات وصراخ. وتابع أن المهاجمين “قاموا بصفهم وأطلقوا الرصاص عليهم بشكل مباشر بعد التدقيق في هوياتهم”. وأضاف أن رجال من القوات الخاصة كانوا حاضرين لحماية العمال، لكنهم لاذوا بالفرار عندما هاجم عدد كبير من المسلحين المخيم.

وكان أمير منطقة نجران السعودية، جلوي بن عبد العزيز بن مساعد، قد هاجم الشعب الباكستاني واصفاً إياه بـ “الخسيس” وذلك وفي تعليق له على موقف البرلمان الباكستاني بعدم المشاركة في عاصفة الحزم التي تشنها المملكة على اليمن.

وقال جلوي إن هذا الموقف يدل على برلمان خسيس لشعب خسيس لطالما كان يعمل لدينا كخدام وما زالوا، متوعداً باجراءات ضد الباكستانيين في منطقة نجران.

ويُشكّل اقليم بلوشستان نحو 45% من حجم الاراضي الباكستانية تقريباً، وهو يطالب الانفصال منذ زمن. ويقع الاقليم جنوب غرب البلاد في الخاصرة الجنوبية الشرقية لايران، يشرف على بحر العرب ويواجه عُمان من جهته الجنوبية (شمال شرق بالنسبة لمسقط”. يعتبر ذات موقع إستراتيجي هام خصوصاً في الوضع الراهن من الصراع بين السعودية وايران.